توقع أمين عام الأممالمتحدة، بان كى مون، نجاح مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة "ريو+20" المقرر عقده الأسبوع المقبل فى مدينة ريو دى جانيرو بالبرازيل، بحضور قادة دول العالم، رغم أن المفاوضات بشأن القضايا المدرجة على جدول أعماله كانت شاقة. وأقر بان كى مون فى مقال له اليوم، الخميس، بعنوان "حركة عالمية من أجل التغيير"، أن أوجه الخلاف تفوق ما اتفق عليه حتى الآن فى تفاصيل "الوثيقة الختامية" التى ستصدر عن المؤتمر، إلا أن ذلك لن يكون المقياس الفصل، لأن الأهم من ذلك هو ما أنجزه مؤتمر ريو بالفعل، من إطلاقه حركة عالمية من أجل التغيير. واعتبر بان كى مون أن "ريو+20" هو محطة رئيسية على طريق طويل، حيث أدرج مؤتمر قمة الأرض الشهير لعام 1992، التنمية المستدامة فى جدول الأعمال العالمى، فبات لدينا اليوم فهم أوسع وأكثر دقة لحتمية تحقيق توازن أفضل بين احتياجات التنمية وتزايد عدد سكان العالم بما يتيح للجميع الاستفادة من ثمار الازدهار والنمو الاقتصادى القوى من جهة، وضرورة الحفاظ على أكثر موارد كوكبنا قيمة، كالأراضى والهواء والماء، من جهة أخرى. وتوقع بان كى مون أن يصل إلى ريو أكثر من 100 من رؤساء الدول والحكومات لينضموا إلى ما يقدر بنحو 25 ألف مشارك، ليرسموا معاً خريطة للمضى قدماً إلى الأمام، داعياً إلى العمل على خلق نموذج جديد لاقتصاد القرن الحادى والعشرين يقوض أسطورة تحقيق مكاسب النمو على حساب خسائر البيئة، وبالعكس، وقال إنه شيئا فشيئا بتنا نفهم أنه باتباع سياسات عامة ذكية، يمكن للحكومات أن تنمى اقتصاداتها وتخفف من حدة الفقر وتخلق فرص عمل لائقة وتسرع فى وتيرة التقدم الاجتماعى بطريقة تراعى ما تخزنه الأرض من موارد طبيعية مستنفدة. كما اعتبر بان كى مون أن الزخم من أجل التغيير بات بالفعل قوة لا يمكن صدها، فقد اعتمدت بالفعل بلدان عدة، بينها إندونيسيا وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وكمبوديا استراتيجيات "النمو الأخضر" التى تستخدم الموارد الطبيعية المحدودة بشكل أكثر كفاءة، وتخلق فرص العمل وتروج للتنمية منخفضة الكربون، كما أن أذربيجان والأردن وأرمينيا وأوكرانيا والسنغال وكينيا وماليزيا ومصر والمكسيك ونيبال تطبق تقنيات جديدة للنمو الأخضر فى مجموعة متنوعة من الصناعات، بدءاًً بالزراعة وانتهاء بالسياحة. وأضاف بان كى مون أن الصين تعهدت بأن تلبى نسبة 16 فى المائة من احتياجاتها من الطاقة من المصادر المتجددة بحلول عام 2020 وتعتزم أن تستثمر أكثر من 450 مليار دولار فى إعادة تدوير النفايات والتقنيات النظيفة فى إطار خطتها الخمسية الحالية، وفى البرازيل يعمل فى إدارة النفايات وإعادة التدوير أكثر من نصف مليون شخص يعيش معظمهم على هامش المجتمع، وبدأت الهند فى إطار القانون الوطنى لضمان فرص العمل فى الريف الذى اعتمدته مؤخراً، تدفع لمواطنيها أموالاً لتحسين إدارة الموارد الطبيعية، كالغابات والمياه العذبة. وأشار بان كى مون إلى أنه أينما نظرنا نرى السلطات الوطنية والمحلية آخذة فى اعتماد مبادئ وممارسات من شأنها أن تساعد فى نقلنا من بوادر خراب بيئى وتفاوت اجتماعى متنام إلى حقبة جديدة من النمو المستدام الشامل والمتوازن.