"كلنا إيد واحدة" جملة بسيطة كانت هى الشفرة السحرية التى فرضت نفسها بقوة فى حل العديد من الأزمات، لما تحمل من معانى الاتحاد والتكافل والشعور بالآخر، وهو ما استطاع طلبة كلية الطب بجامعة عين شمس تحقيقه فى نموذج فريد من الاتحاد والتكافل بين أبناء الكلية الواحدة التى تحولت إلى أسرة مترابطة من خلال مشروع "التكافل الطبى" الذى بدأه الطلبة بكارت لكل طالب، يضمن له تأمينا طبيا شاملا بأيدى أساتذة الكلية الذين رحبوا باستضافة الطلبة فى عياداتهم الخاصة لتحقيق التكافل الطبى بين الطلبة وأساتذتهم فى حلقة من الاتحاد، جعلت من كليتهم نموذجا مصغرا للتكافل، أثبت نجاحه على مدار عدة أعوام هى مدة تطبيق المشروع الذى تحول بعد جهد كبير إلى نموذج للوحدة والترابط. "المشروع بدأ بفكرة" هكذا بدأت "منى عبد الحليم" واحدة من طلبة الكلية، وعضو من أعضاء المشروع حديثها لليوم السابع عن حلقة التكافل داخل الكلية، حيث قالت: "فكرة التكافل الطبى بدأت بجهود الطلبة كفكرة بسيطة منذ عدة أعوام بتشكيل مظلة طبية لكل طالب فى كلية الطب بجامعة عين شمس، وذلك من خلال أساتذة الكلية الذين ساعدوا فى تنفيذ المشروع من خلال استضافة الطلبة الحاملين لكارت "التكافل" وأسرهم فى عيادتهم الخاصة وتقديم الرعاية الصحية للطالب وأسرته طوال فترة الدراسة بالكلية. تكمل "منى": بعد نجاح الفكرة فى أعوامها الأولى بدأ الطلبة فى التفكير فى وسائل أخرى للتكافل، ومن هنا اتجهنا لباقى أجزاء المشروع التى اكتملت هذا العام لتخرج عن إطار الطلبة إلى المحتاجين للخدمة، وأولها التبرع المنتظم بالدم الذى يستهدف أطفال أنيميا البحر المتوسط بشكل خاص ويكون التبرع من بين طلبة الكلية، بالإضافة إلى رابطة أصدقاء مرضى السرطان التى تشكلت من داخل الجامعة لتقديم العون المادى والمعنوى بشكل خاص لمريض السرطان". أما عن باقى أجزاء مشروع التكافل تقول "منى": "المشروع يضم جزءا خارجيا لتقديم الرعايا الصحية للمحتاجين من خلال جمعية مشهرة تكونت داخل الكلية، نقدم من خلالها عدد من الأنشطة الخيرية، إلى جانب مشروع "أيادى" الذى يقدم مساعدات عينية لجميع طلبة الكلية من خلال التبرعات السنوية". "التكافل الطبى" الذى خرج من رحم كلية الطب بجامعة عين شمس بداية من أول كارت تأمينى تم تسليمه للطلبة تحت شجرة داخل الكلية، نجح اليوم فى رسم دائرة من التكافل بعد أن اكتمل المشروع ليشمل تأمين طالب الكلية حتى تخرجه، كما تحول من فكرة بسيطة إلى أول نشاط طلابى تخصص له إدارة الجامعة مقراً خاصاً داخل الكلية لاستكمال المشروع لكل طالب طوال مدة الدراسة.