سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاتبة أمريكية: الربيع العربى تحول إلى صيف ساخن جدًّا.. إسلاميو تونس يختلفون تمامًا عن نظرائهم فى مصر.. المصريون قلقون من السيطرة المطلقة للإخوان على السلطة
تحدثت الكاتبة الأمريكية ترودى روبن فى مقال لها نشرته صحيفة "فيكتوريا تايمز" عن الصعود غير المسبوق الذى تمكن تيار الإسلام السياسى من تحقيقه فى أعقاب الثورات العربية والتى أطاحت بالعديد من الأنظمة السياسية بمنطقة الشرق الأوسط سواء فى مصر وتونس أو ليبيا أو اليمن وغيرها، موضحة أن الربيع العربى يتحول الآن إلى صيف ساخن جدًّا. وأضافت روبن أن مصر تعد مثالاً بارزًا فى هذا الإطار، خاصة بعد أن تمكن مرشح جماعة الإخوان المسلمين من الوصول إلى جولة الإعادة ليواجه المرشح المستقل أحمد شفيق والذى يراه العديد من المتابعين محسوبًا على نظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، موضحة أن تنظيم الجماعة وولاء أنصارها يعد السبب الرئيسى للنجاحات المتتالية التى تحققها على المستوى السياسى، خاصة أنها قد تمكنت من قبل من الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان. وأوضحت الكاتبة البارزة أن منتدى الدوحة للحوار الأمريكى الإسلامى قد ناقش مسألة تدخل الدين فى السياسة، فى ظل صعود القوى الإسلامية للسلطة فى العديد من الدول العربية، ومن بينها مصر وتونس. وأبرزت الكاتبة الأمريكية الموقف الذى تبناه حزب النهضة التونسى "ذو المرجعية الإسلامية " حول عدم الإقدام على تعديل المادة الأولى من الدستور التونسى لجعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، وهو ما برره الغنوشى إبان المنتدى بأن الثورة فى تونس لم تأتِ سوى لتحقيق الحرية وليس لتطبيق الشريعة الإسلامية. وأضاف الغنوشى أن الأولوية لدى حزبه سوف تكون لتحسين الوضع الاقتصادى للبلاد من خلال توفير فرص عمل، وتحقيق مستوى أفضل للمعيشة، وليس لتطبيق الشريعة الإسلامية. وأكدت الكاتبة أن إسلاميي تونس يختلفون تمامًا فى توجهاتهم عن التوجه الذى تتبناه جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، موضحة أن حزب النهضة فى تونس يدرك تمامًا المبادئ التى ينبغى أن تقوم عليها الدولة. وأضافت أن حزب النهضة يقدم مثالاً فريدًا للأحزاب الدينية المنفتحة فى منطقة الشرق الأوسط، على عكس النموذج الذى تقدمه الجماعة فى مصر. وأضافت روبن أن الإخوان المسلمين فى مصر قد غرقوا فى لعبة الانتخابات، بعد عقود طويلة من العمل السياسى فى الخفاء، خلال الأنظمة المصرية السابقة، وهو ما عرضها للعديد من الانتقادات خلال المرحلة الحالية من جانب جميع القوى السياسية والثورية. وقالت إن هناك حالة من الشك حول السلوك السياسى الذى سوف تنتهجه الجماعة فى حال وصولها للسلطة فى مصر، خاصة من جانب الليبراليين، حتى أن الناشط والمناضل سعد الدين إبراهيم يرى فى أحد مقالاته أن الإخوان سوف يعملون على الاستحواذ على السلطة فى مصر ربما أكثر من العمل على تحقيق مصلحة البلاد من خلال السيطرة على جميع المؤسسات بالدولة. وأضافت أن إبراهيم يرى أن نظام العمل داخل الجماعة والذى يقوم على الولاء الكامل لقادتها لا يتوافق تمامًا مع مفهوم الحرية والديمقراطية. وأضافت الكاتبة أن العديد من المصريين قد أبدوا لها قلقهم من سيطرة الإخوان على مقاليد السلطة فى مصر، مؤكدين أنهم لو تمكنوا من السيطرة الكاملة على السلطة فإنهم لن يتركوها للأبد، خاصة أن هناك حالة من الغضب حول قيام الجماعة بانتهاك وعودها التى سبق أن قطعتها على نفسها بعدم التقدم بمرشح للانتخابات الرئاسية. وركزت الكاتبة على شباب الثورة الذى سوف يعانى كثيرًا عند الاختيار فى جولة الإعادة بين مرشح الجماعة محمد مرسى من ناحية وأحمد شفيق الذى يعتبره البعض مرشح النظام السابق من ناحية أخرى، وهو الأمر الذى أثار انقسامًا فى الشارع المصرى، خاصة أنه بالرغم من العداء الواضح للثورة من جانب شفيق فإن هناك احتمالاً كبيرًا لفوزه فى جولة الإعادة، خاصة إذا أصر الإخوان على عدم تقديم ضمانات ترضى القوى الأخرى. وفى نهاية المقال أكدت الكاتبة أنه من الصعب أن تقوم الجماعة بإصلاح مسارها، إلا أن المصريين لن يتنازلوا عن حقوقهم التى ضحوا من أجلها من قبل، مؤكدة أن مصر الجديدة اختلفت كثيرًا عمَّا كانت عليه من قبل.