انتهى معهد بحوث الشواطئ من إعداد دراسة بيئية لحماية شواطئ الدلتا الأكثر انخفاضا عن مستوى سطح البحر المتوسط عبر إقامة حواجز رملية لحمايتها من المخاطر، وتحديداً شرق ميناء دمياط، وذلك عن طريق التغذية بالرمال والتى تعتبر الطرق غير المكلفة اقتصاديا، حيث يمكن إقامة هذه الحواجز الرملية بطول 10 كيلو مترات بتكلفة 10.5 مليون جنيه فقط. وأكدت الدراسة أن ما يتردد حول غرق الدلتا بسبب ارتفاع منسوب البحر ليس صحيحاً، وأن أحدث الدراسات التى أجراها معهد بحوث الشواطئ حول هذا الأمر أكدت أن ارتفاع منسوب سطح البحر فى خلال المائة عام القادمة لن يزيد على متر واحد فقط فى منطقة بورسعيد و50 سم فى وسط الدلتا ويصل فى الإسكندرية إلى 16 سم، وهذا بناء على قياسات حقلية، والاختلاف فى هذه المناسيب من متر إلى 16 سم يرجع إلى الهبوط غير المتساوى للتربة. وزارة الموارد المائية والرى أشرفت على الدراسة التى كشفت أن الحواجز الرملية تتميز بأن ليس لها أى مخاطر، فى حين أن الحواجز الخراسانية ستتكلف 120 مليون جنيه بخلاف تكاليف الصيانة ومخاطرها. وأكد القائمون على الدراسة أن قضية التغير المناخى ترجع إلى بداية القرن ال20، حيث زادت نسبة انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون والغازات الأخرى فى الغلاف الجوى، نتيجة للثورة الصناعية التى انطلقت مع بداية هذا القرن، ما أدى إلى حدوث ظاهرة الاحتباس الحرارى حول الأرض والتى نجم عنها ارتفاع شديد فى درجات الحرارة، وصاحبتها زيادة التمدد لمياه البحار والمحيطات وسرعة ذوبان الجليد فى المناطق القطبية المختلفة. وتضمنت الدراسة أن الأرصاد العديدة المسجلة فى مواقع مختلفة حول العالم تشير إلى أن متوسط ارتفاع سطح البحر يتزايد الآن تدريجيا بمعدل ثابت يبلغ 1.2 مليمتر فى السنة، وتشير إلى تثبيت وتشغيل أجهزة رقمية حديثة لتسجيل التغير فى منسوب سطح البحر على دلتا النيل عند أربع محطات هى أبو قير ورشيد والبرلس ورأس البر. وأثبتت الدراسات إمكانية نشر سلاسل الكثبان الرملية على طول دلتا النيل فى مناطق مختلفة مثل إدكو وغرب البرلس وبلطيم حتى جمصة والتى تعتبر خط دفاع للمناطق التى تقع خلف هذه الكثبان. يشار إلى أن هناك ارتفاعا لمعدل منسوب سطح البحر على مستوى العالم فى الوقت الحاضر بنحو 1.2 مليمتر فى السنة، فى حين تتراوح معدلات منسوب سطح البحر بمناطق دلتا النيل بين0.4 مليمتر و5 مليمترات فى السنة، حيث يرجع ذلك إلى الهبوط غير المنتظم لمناطق الدلتا المختلفة والذى يتوقف على توزيع سمك طبقات الطمى فى شمال الدلتا.