تسأل قارئة، أشعر دائما بألم فى العنق، فما السبب، وما العلاج لذلك؟ يجيب عن هذا التساؤل الدكتور عبد الحى مشهور، أستاذ جراحة العظام بكلية طب طنطا، قائلا، يصيب الالتهاب المفصلى العظمى فقرات العنق، مثلما يصيب الفقرات القطنية، إذ يحث الالتهاب ضموراً وانحلالاً فى الغضاريف الموجودة بين الفقرات، فتقل المسافة بين الفقرات وتتقارب إلى الحد الذى يولد الضغط والاحتكاك فيما بينهما، ويحدث نفس الشىء للمفاصل الجانبية، الصغيرة للعمود الفقرى، وتظهر نتيجة لذلك زوائد عظيمة ونتوءات بأطراف الفقرات وحول المفاصل الجانبية، علاوة على ذلك بروز النواة الغضروفية باتجاه القناة النخاعية بفعل زيادة الضغط بين الفقرات. ويضيف عبد الحى، أن أعراض الالتهاب تنشأ فى هذه الحالات، إما نتيجة لضغط الزوائد العظمية والنتوءات على جذور الأعصاب، أو نتيجة لضغطها على النخاع الشوكى، وتبدأ الأعراض بآلام مستمرة على جانبى العنق وخلف الرأس العنق، مع صداع خلف الرأس، ثم يمتد الألم إلى أعلى الصدر والذراع والساعد مع حدوث تنميل فى بعض أصابع اليد. واستكمل مشهور قائلا، إن حركة العنق تصبح محدودة ومصحوبة بألم، وكثيرا ما تكون الصورة فى هذه الحالة مشابهة لحالات الذبحة الصدرية، إذا امتد الألم إلى أعلى الصدر والذراع اليسرى، مما يصيب المريض بحالة من الهلع والقلق حتى يتم التواصل إلى التشخيص الصحيح. ويوضح مشهور أنه إذا استهدف الضغط النخاع الشوكى، وهذا أمر نادر الحدوث، لكنة يؤدى إلى ضعف وشلل تدريجى بالأطراف العليا والسفلى، ما لم يبدأ العلاج فى مرحلة مبكرة للمرض. وعن العلاج ينصح الدكتور بإعطاء حالات الالتهاب المفصلى العظمى للفقرات القطنية والصدرية من إعطاء أدوية لتسكين الآلام، واستعمال المكمدات الساخنة، وعمل جلسات علاجية بالموجات القصيرة، إلى جانب ضرورة تجنب كل ما من شأنه أن يظهر هذه الأعراض أو يزيد من حدتها، أما فى حالة الآلام الشديدة، فينصح بقضاء بضعة أيام بالمستشفى، يتم خلالها عمل شد على الرقبة أو ارتداء رقبة. أما العلاج الجراحى فيقتصر على بعض الحالات القليلة لإزالة النتوءات العظمية الضاغطة، أما فى حالات الضغط على النخاع الشوكى فيبدأ العلاج فورا عن طريق الجراحة.
