علقت صحيفة "ديلى نيشن" الكينية على الانتخابات الرئاسية التى تشهدها مصر اليوم الأربعاء لأول مرة منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، وسقوط نظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، واصفة إياها بالحدث التاريخى. وأضافت أن الانتخابات المصرية تشهد تنافسا شديدا بين الإسلاميين والعلمانيين، موضحة أن كافة المرشحين قد وعدوا بالعمل من أجل مستقبل أفضل لمصر وشعبها. وأضافت الصحيفة فى تقرير نشرته اليوم أن الرئيس القادم فى مصر سوف يرث تركة ثقيلة للغاية، حيث ستواجهه العديد من التحديات، ولعل أهمها الوضع الاقتصادى المتدهور، وكذلك الحالة الأمنية المتردية، بالإضافة إلى التحدى الأهم يتمثل فى كيفية توحيد المصريين، بعد أن تشرذموا سياسيا فى أعقاب تنحى مبارك. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الجديد لمصر سيأتى إلى سدة الحكم قبل أن تتحدد صلاحياته فى الدستور الجديد. وأوضحت الصحيفة أن الانتخابات التى تجرى حاليا بمصر تعد الخطوة الأخيرة من المرحلة الانتقالية التى تعيشها مصر منذ تنحى الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك فى فبراير 2011، فى أعقاب انتفاضة شعبية أطاحت بنظامه الذى سيطر على مقاليد الأمور فى البلاد منذ ثلاثة عقود من الزمان. وأضافت الصحيفة الكينية أن كافة الخيارات متاحة أمام المصريين لاختيار رئيسهم للمرة الأولى منذ عقود طويلة اتسمت بتزوير الانتخابات، حيث كانت النتائج دائما محددة سلفا إبان عهد النظام المصرى السابق. وقالت، إن الانتخابات الرئاسية فى مصر تشهد تنافسا بين فريقين أحدهما من الفلول، والذى يتمثل فى عمرو موسى والذى شغل منصب وزير الخارجية فى مصر فى عهد الرئيس السابق وأحمد شفيق، الذى تم اختياره ليكون رئيس الوزراء الأخير فى عهد مبارك، بهدف احتواء التظاهرات التى أطاحت به من مقعد السلطة، أمام فريق آخر من الإسلاميين يتصدره كل من مرشح جماعة الأخوان المسلمين محمد مرسى، وكذلك عضوها السابق عبد المنعم أبوالفتوح، والذى يروج لنفسه باعتباره الخيار التوافقى، والذى يحظى بدعم ملحوظ من جانب قطاع كبير من المصريين. وأضاف التقرير أن الانتخابات التى تشهدها مصر حاليا قد جاءت من أجل إنهاء مرحلة انتقالية متقلبة، شهدت العديد من التظاهرات والاحتجاجات والكثير من الدماء، بالإضافة إلى انتخابات برلمانية ديمقراطية أدت إلى سيطرة تيار الإسلام السياسى على أغلبية المقاعد بالبرلمان المصرى، محققين انتصارا كاسحا لأول مرة فى التاريخ. وأوضحت الصحيفة أن حملات مرشحى الرئاسة قد اجتاحت مختلف المحافظات المصرية فى تجربة ديموقراطية فريدة وغير مسبوقة، يجرى تطبيقها فى البلاد لأول مرة، موضحة أن الفضل يرجع فى المقام الأول لثورة 25 يناير التى لولاها ما كان المصريون يرون هذا اليوم التاريخى. وأضافت "ديلى نيشن" أن فترة الصمت الانتخابى الذى فرضته اللجنة العليا للانتخابات خلال اليومين السابقين لعملية التصويت لم يقلل من الإثارة التى يشهدها الشارع المصرى، خاصة أن عربات الجيش قد توغلت بميدان التحرير– والذى شهد التظاهرات التى أطاحت بالرئيس السابق– ليقوم الجنود بحث المصريين على التصويت والمشاركة فى الانتخابات القادمة. وأشارت الصحيفة إلى الدعوات التى تبناها المجلس الأعلى للقوات المسلحة مؤخرا لدفع المصريين بقوة نحو المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن مشاركتهم تعد الضامن الحقيقى لنزاهة الانتخابات الأولى بعد الثورة، إلا أن القادة العسكريين للبلاد قد حذروا من تداعيات أية تجاوزات غير مقبولة. وفى هذا الإطار أكد اللواء العصار أن القوات المسلحة لن تسمح بأى تجاوزات قد تؤثر على سير العملية الانتخابية، مؤكدا أنه سوف يتم التعامل بحزم شديد مع أى أفعال قد تشوه صورة هذا الحدث المهم. من ناحية أخرى أشار التقرير إلى المخاوف التى يشعر بها الكثير من المتابعين للمشهد المصرى، تجاه نية القادة العسكريين للبلاد فى الالتزام بعهودهم التى قطعوها على أنفسهم مرات عديدة منذ أن تسلموا السلطة فى البلاد فى أعقاب تنحى الرئيس السابق، وأهمها تسليم السلطة إلى الحكومة المدنية المنتخبة بمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسية، إلا أن هناك جدلا واسعا حول رغبة الجيش فى الاحتفاظ بالسلطة لحماية مصالحه الاقتصادية، وكذلك لمنح أعضاء المؤسسة العسكرية حصانة لحمايتهم من المحاكمة نتيجة أى تجاوزات أو انتهاكات قد ارتكبت خلال المرحلة الانتقالية. وأضافت الصحيفة كذلك أن استطلاعات الرأى التى أجريت مؤخرا قد كشفت أن عددا كبيرا من المصريين مازالوا مترددين بين كافة المرشحين المتقدمين للوصول إلى مقعد الرئيس، رغم ما يتبنونه من أجندات متعارضة تماما لذا فمن المستحيل أن يتنبأ أحد بما قد تسفر عنه الانتخابات الرئاسية فى مصر.