علقت صحيفة "ديلى نيشن" الكينية على ترشح الدكتور أحمد شفيق لمنصب الرئيس فى مصر رغم أنه كان أحد أهم أركان نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، والذى قام بتعيينه رئيسا للوزراء فى أيام حكمه الأخيرة عندما اندلعت الثورة الشعبية التى أطاحت به بعد ثلاثة عقود من الزمان مكث فيها مبارك ونظامه على سدة الحكم فى البلاد، وأوضحت أن وجود شفيق بالمشهد الانتخابى فى مصر أثار جدلا واسعا فى الشارع المصرى بين كافة المتابعين. وأضافت الصحيفة الكينية أن حظوظ شفيق قد ارتفعت مؤخرا بشكل ملحوظ، خاصة فى ظل حالة الانفلات التى شهدها الشارع المصرى منذ قيام الثورة، وهو ما دفع المرشح الرئاسى للتعهد بإعادة السيطرة الأمنية من جديد على البلاد. وأوضحت الصحيفة أن أهم التحديات التى تواجه رئيس الوزراء الأسبق هى أنه ينتمى إلى النظام السابق، وهو ما يعنى أن الرجل قد لا يحظى بأى شعبية بين الثوار الذى تمكنوا من الإطاحة بمبارك خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير. ويبقى الملف الأمنى المتدهور والحالة الاقتصادية المتدنية أولوية قصوى لدى أحمد شفيق، وهو ما يظهر جليا فى برنامجه الانتخابى، متعهدا فى المقام الأول بإعادة الأمن للشارع المصرى خاصة بعد حلقات متعددة من العنف المتزايد الذى شهدته عدة مناطق من البلاد خلال الأشهر الماضية. وأبرزت الصحيفة الكينية التصريحات التى أدلى بها شفيق خلال حملته الانتخابية، والتى اعتبر خلالها الملف الأمنى الأولوية القصوى، مؤكدا أنه سوف يبذل قصارى جهده على إعادة الأمن للشارع المصرى، مضيفا أنه سوف يتعامل مع مثيرى الفوضى بالبلاد بيد من حديد فى حال وصوله إلى كرسى الرئيس. وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من أن شفيق قد فشل فى احتواء غضب المتظاهرين، إبان الثورة المصرية، هو الهدف الذى من أجله قام مبارك بتعيينه رئيسا للوزراء، إلا أنه يعد أحد أبرز المرشحين لمنصب الرئيس فى الانتخابات المقررة هذا الأسبوع فى مصر، خاصة وأن شفيق يتصدر عددا من استطلاعات الرأى التى نشرتها بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية. وقالت "ديلى نيشن" إنه بالرغم من تلك الاستطلاعات إلا أن غالبية المصريين مازالوا متشككين فى جدواها، خاصة وأن البعض يرى أن مثل هذه الاستطلاعات تهدف فى المقام الأول للترويج للمرشح الذى يحظى بدعم المؤسسة العسكرية التى تحكم البلاد حاليا، والتى سوف تسلم الحكم إلى حكومة مدنية منتخبة بمجرد انتخاب رئيس للبلاد. وأوضحت الصحيفة أن ترشح شفيق للمنصب الأكبر فى مصر قد أثار جدلا كبيرا فى الشارع المصرى خاصة بعد أن تبنى البرلمان -والذى يحظى بأغلبية إسلامية – قانون العزل السياسى والذى يهدف إلى حرمان كافة الشخصيات التى وصلت إلى مناصب حكومية بارزة خلال حكم مبارك من ممارسة حقوقهم السياسية. وأضافت الصحيفة الكينية أن معارضى شفيق يرونه أحد أهم رموز النظام المصرى السابق بل وأحد رموز المؤسسة العسكرية التى تحكم البلاد منذ سقوط مبارك فى فبراير 2011، فى حين أن مؤيديه يرونه الملاذ الذى يمكنه قيادة البلاد إلى الأمن والاستقرار خلال المرحلة المقبلة. وأبرزت الصحيفة تصريحا أدلى به أحد المواطنين المصريين والذى يعمل بأحد البنوك المصرية والذى أعرب عن كامل تأييده للفريق شفيق باعتباره الشخص الوحيد بين كافة مرشحى الرئاسة الآخرين الذى يمتلك القدرة الكاملة على إعادة الأمن للشارع فى مصر، والقضاء على البلطجية ومن وصفهم ب "المتطرفين الدينيين". وأضافت الصحيفة أن أحمد شفيق خلال مؤتمراته الانتخابية قد رفض تماما الاتهامات التى توجه إليه باعتباره جزءا من نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، ومن بينها تورطه فى جرائم فساد، مؤكدا أنه قد عمل مع نظام مبارك والسادات وعبد الناصر، متسائلا عن أى عهد من العهود الثلاثة السابقة يمكن احتسابه عليها، وقالت إن الخلفية العسكرية التى يتمتع بها شفيق ربما تؤهله لاعتلاء المشهد السياسى فى مصر مثلما حدث مع مبارك والسادات وعبد الناصر من قبل.