تعيش قرية عزبة أبو كريم التابعة لمركز ديروط حالة من الحزن والأسى، بعدما فقدت القرية 12 شابا من شبابها فضلا عن إصابة 16 شخصا آخرين. لم يكن الشباب ال12 المفقودون قد فقدوا فى رحلة نيلية أو فى ماتش كرة أو فى مدينة ملاه وإنما سافروا آلاف الكيلومترات متحملين عناء السفر تاركين أهليهم وأطفالهم وزوجاتهم مخاطرين بحياتهم وتوجهوا إلى دولة غير مستقرة أمنيا حتى الآن وهى الجماهيرية الليبية بحثا عن لقمة العيش بعدما اعتاد أهالى القرية السفر إليها للعمل بها قبل الثورة الليبية وبعدما أغلقت فى وجوههم أبواب العمل فى دولتهم وبعدما مرت سنة كاملة على ثورتهم المصرية التى أملوا فيها كثيرا ولكن ضاع آملهم وسط صراع القوى السياسية على السلطة فوجدوا مصيرهم جثثا بالمستشفيات الليبية أما بلادهم فشغلها الشاغل هذه الأيام بالرئيس القادم وبالصراعات الحزبية والتشكيك والتخوين أما دم المصرى فبارد قبل الثورة وبعدها وتغيرت الأسماء والوجوه فقط وتحولت منازل المفقودين إلى سرادقات للعزاء وغطت أصوات صرخات نساء القرية أى صوت آخر. محمود عبد الجليل شقيق أحد المتوفين قال إنه لا يصدق ما حدث لشقيقه ولأهالى القرية، وقال إن أخى و27 آخرين من أهالى القرية سافروا للعمل فى ليبيا الخميس الماضى، وأثناء سفرهم استوقف سيارتهم بعض الأشخاص عند الأكمنة المرورية وطلبوا منهم إخراج كل ما يملكونه من أموال إلا أنهم رفضوا فأمطروا سيارتهم بوابل من الطلقات النارية مما أدى إلى انحراف السيارة أثناء محاولة السائق تفادى الطلقات النارية فانقلبت السيارة وأدت إلى مصرع 12 وإصابة 16 آخرين. محمود شبانة عم أحد المتوفين قال إنه حتى الآن هناك أنباء متضاربة حول عدد الوفيات والمصابين فالمتداول حتى الآن أن من ضمن الوفيات كلا من محمد عبيد محمد، وأحمد خميس غيضان، وعليان أحمد عبد الرحمن شيبانى، ومحمود عبد الحميد شيبانى، وصلاح خليفة أبو بكر، وأحمد سالمان عبد العال سالم، وعلاء عبد الناصر رشوان، وإبراهيم فتحى نصر وهناك عدد آخر من المصابين يتلقون العلاج بمستشفى طبرق بليبيا متهما المحافظة ومديرية الأمن بالتقصير حتى فى توفير المعلومة لأهالى المتوفين. حول أسماء المصابين والوفيات طالب محمد خميس، شقيق المتوفى أحمد خميس القوات المسلحة والمشير حسين طنطاوى بتسهيل إجراءات استخراج جثث ذويهم ومعالجة المصابين وقال إن المصرى بعد الثورة هو نفسه قبل الثورة مهان فلابد للسلطات من التدخل لكشف الجناة وإعادة القتلى لذويهم الذين اكتووا بفراقهم وقال إننا تابعنا الحادث منذ أمس من خلال أبنائنا المصابين الذين أكدوا لنا أن الحادث وقع لهم وهم على مشارف مدينة طبرق الليبية، وما زلنا نتابع نحن عبر التليفونات أما المسئولون فى أسيوط فمن الواضح أنهم لا يعرفون شيئا حتى الآن.