أكدت "الجمعية الوطنية للتغيير" على أهمية وخطورة الظرف التاريخى الذى تمر به البلاد، وهى على بعد أيام قليلة من أول انتخابات رئاسية تعددية تجرى بعد ثورة 25 يناير العظيمة، والتى تتعرض لمؤامرة متعددة الأطراف تحاول إجهاضها وإعادة إنتاج النظام الفاسد الذى ثار الشعب عليه ودفع تضحيات غالية من دماء أنبل أبنائه أملا فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة. وأوضحت الجمعية الوطنية للتغيير فى بيان أصدرته اليوم الأربعاء، أن أهم ما يهدد الثورة فى هذه اللحظة الفارقة هو عودة أعوان المخلوع إلى المشهد كمرشحين للرئاسة، زاعمين أنهم سيحققون الأمن والاستقرار على الفور، وخاصة المرشح أحمد شفيق الذى كان آخر رئيس لحكومات مبارك ولفظه الشعب لتماهيه مع مناهج المستبد المخلوع وتورطه فى قتل شبابنا فى موقعة الجمل. وشنت الوطنية للتغيير هجوما حادا على الفريق أحمد شفيق متهمة إياه بأنه أطلق العنان للانفلات الأمنى المصطنع لتعم الفوضى بطول البلاد وعرضها، وسكت عن تهريب أموال المخلوع وعصابته، مشيرا إلى أنه لم يكن غريبا أن تتحرك الخلايا النائمة للحزب الوطنى المنحل وعصابات المنتفعين بالنظام البائد للاصطفاف خلف شفيق الذى وصف مبارك بأنه مثله الأعلى والذى يعنى السماح بترشحه إهانة للثورة وخيانة لدماء الشهداء فى محاولة سافرة لإعادة دولة الفساد التى خربت مصر وبددت ثرواتها. والأدهى من ذلك أن يجرؤ هذا المرشح على تهديد الثوار بضربهم بقوات الجيش وهو أمر غريب يدفعنا للتساؤل عمن أعطاه حق الحديث باسم جيش مصر العظيم، بدلا من أن يحاكم سياسيا وجنائيا فيوضع وراء القضبان إلى جوار مثله الأعلى الذى يرشحه الآن ليعيد نظامه إلى الحياة مرة أخرى. وناشدت الجمعية الوطنية للتغيير جماهير الناخبين للاحتشاد أمام صناديق الاقتراع لحماية العملية الانتخابية من أى محاولة للتلاعب أو تزييف إرادتهم الحرة، وحذرت من انتخاب فلول نظام مبارك، لأن ذلك لن يحقق الأمن ولا الاستقرار على يد من اصطنعوا الانفلات الأمنى لشيطنة الثورة والثوار ومعاقبة جماهير الشعب التى التفت حولهما. وأكدت على أن الاختيار من بين المرشحين المنتمين للثورة هو الطريق الأمثل للخروج من المأزق الحالى والانطلاق إلى بناء نظام ديمقراطى سليم يقيم مجتمع العدل والحرية والكرامة الإنسانية. وأضاف البيان: لقد كشفت الشهور الماضية للجميع حجم المؤامرة التى تتعرض لها الثورة والثوار وفشل المجلس العسكرى والمتاجرين بالدين فى الارتفاع إلى آفاق الثورة التى وصفها العالم بأنها الأعظم فى تاريخ البشرية، وحان الوقت لكى تخرج ملايين الناخبين لتقول كلمتها وتحمى ثورتها وتغلق الباب نهائيا فى وجه من يريدون تدمير أمل المصريين فى غد أفضل، سواء بمحاولة العودة بنا إلى ظلام العصور الوسطى، أو إعادة إنتاج النظام الأسوأ الذى نكبت به مصر على مدى تاريخها الطويل.