تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف مواطن بقرية خرسيت مركز طنطا، احتجاجا على قرار محافظ الغربية اللواء عبد الحميد الشناوى، بإنشاء منطقة تجارية على مساحة 120 فدانا من أجود الأراضى المجاورة لمنطقة الإستاد المقابلة لمجمع الكليات والقناة السادسة بطنطا، وقام الأهالى بتجميع أنفسهم وأولادهم والجلوس داخل الأرض، منددين بقرار المحافظ ومطالبين بتدخل الرئيس مبارك فورا لوقف نزيف الاستيلاء على الأراضى الزراعية بالمحافظة، والتى ليس لها ظهير صحراوى. وأكد المتظاهرون أن هذه الأرض تمثل 40% من إجمالى مساحة القرية، حيث إنها من أجود الأراضى وتم استثمار 6 ملايين جنيه بها، لإنشاء خط صرف مغطى إلى جانب أن هذه الأرض لها مصدرا رى دائمان ولم تشتك من العطش، وأن هناك أماكن بديلة مقابلة لها وهى أرض أوقاف وإصلاح زراعى وأقل جودة من هذه الأرض، ومساحتها أكثر من 200 فدان خلف منطقة الإذاعة وطريق محلة منوف. وقال نادر الجوهرى محاسب من أهالى القرية إن مساحة القرية 1370 فدانا، منها 370 فدان مساكن ومبانى و100 فدان طرق وملكيات خاصة، منها 60 فدانا لعائلة القللى و40 فدانا لعائلة الشريف و70 فدانا لعائلات أخرى، وتقع هذه الأرض فى ثلاثة أحواض هى حوض الكفارة والجهة ورزقة، ويعيش عليها أكثر من 15 ألف نسمة وليس لها مصدر رزق آخر أو أى مصدر دخل سوى هذه المساحة، وكل فلاح فيها لديه ما بين نصف فدان إلى فدان ولديهم أكثر من 20 فردا يعيشون عليها. أما على البابلى وهو فلاح بالقرية، فقال لا نريد أى أموال وكل ما نريده هى الأرض التى ولدنا فيها وورثناها عن أبائنا وأجدادنا، ولن نفرط فيها ومن يفرط فى أرضه فإنه يفرط فى عرضه. أما محمد إبراهيم بالمعاش، فقال لدى 5 أبناء ومساحة أرض لا تتعدى الفدان وأولادى بمراحل التعليم، وليس لدى أى مصدر رزق غير هذه الأرض بجانب المعاش، وطالب بتدخل الرئيس مبارك فورا لوقف هذه المهزلة. أما محمود عبد الجواد موسى، فتساءل هل هذا المشروع التجارى سيقوم على تشغيل 15 ألف نسمة؟ وهل المحافظ سيقوم بتوفير المأكل والملبس لهؤلاء الأشخاص سنويا بعد أن ينتزع أراضيهم؟ أما إحدى السيدات، فقالت بلسان الفلاحة البسيطة "الناس بتموت بسبب رغيف العيش ومبنعرفش نجيب بخمسبن قرش عيش من الأفران لأن العيش لا يصلح للمواشى، وبرغم أن عيشتنا غم إلا أننا راضيين عنها لأننا على الأقل بناكل من أرضنا ونحمد الله على كل حال، واستيلاء المحافظ على الأرض لإقامة منطقة تجارية علشان يبيعوا فيها الشيبسى والبسكويت والمربى، أحنا مبنعرفش ناكل الحاجات دى وبدل ما ياخذوا أرضنا يروحوا يعملوها فى مناطق ثانية بعيدة عنا".
