التقى وزير الخارجية محمد عمرو اليوم، وفدا من الأسرى الفلسطينيين المحررين، الذين يزورون مصر حاليا لإجراء عدد من اللقاءات مع المسئولين المصريين. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الوزير محمد عمرو قد أكد خلال اللقاء على أن القضية الفلسطينية كانت وستظل دوما قضية مصرية، بل هى شأن داخلى مصرى يعنى به جميع المصريين ويقدمون كل غال ونفيس لنصرته. وشدد وزير الخارجية أيضا على أن مصر لا تدخر جهدا لإثارة قضية الأسرى الفلسطينيين وضمان الإفراج عنهم وحصولهم على حقوقهم كاملة، سواء من خلال القنوات الثنائية مع إسرائيل أو فى الاتصالات مع سويسرا بصفتها الدولة المودعة لديها اتفاقية جنيف الرابعة، أو من خلال المحافل الدولية مثل الأممالمتحدة وحركة عدم الانحياز. وأشار محمد عمرو إلى مبادرة مصر خلال المؤتمر الوزارى لعدم الانحياز، الذى اختتم أعماله فى شرم الشيخ أول أمس، بعقد جلسة خاصة للمؤتمر حول الأسرى الفلسطينيين، والتى أسفرت عن اعتماد إعلان قوى من الحركة يدين استمرار إسرائيل فى احتجاز الأسرى الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم، وشدد وزير الخارجية على أن مصر ستواصل تحركاتها فى هذا الاتجاه إلى حين تأمين حصول الأسرى الفلسطينيين على حقوقهم وحرياتهم الأساسية كاملة. وفى السياق نفسه، أعرب الأسرى الفلسطينيون المحررون عن أملهم فى أن تتولى (مصر الثورة) قيادة ملف الأسرى ورفعه إلى المحافل الدولية حتى يتم توصيف طبيعة السجين الفلسطينى كأسير حرب وليس كسجين جنائى تتعامل معه إسرائيل بقانون الغابة. وقال روحى مشتهى المتحدث باسم الوفد الفلسطينى "إن وفد الأسرى جاء لمصر من خيمة الاعتصام لمساندة إخوانهم المضربين فى السجون الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن الوفد نقل للوزير هموم الأسرى التى يعانون منها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلى سواء فيما يخص العزل الانفرادى أو الوضع الصحى أو الظروف التعليمية أو التعامل التعسفى الذى يمارس ضدهم داخل السجون الإسرائيلية إضافة للحرمان الاجتماعى. وأعرب عن أمله فى أن يتم أيضا تدويل هذه القضية وأن يكون هناك مؤتمر دولى يعالج حالة الإجحاف التى يعانى منها الأسرى الفلسطينيون فى كافة جوانب الحياة والتى يحرمون فيها من الحقوق الأساسية التى أعطتها القوانين الدولية. وأضاف "أن وزير الخارجية المصرى أوضح للوفد أن قضية الأسرى الفلسطينيين من أولويات وزارة الخارجية على اعتبار أنها قيمة إنسانية، وأنهم بصدد تدويل هذا الأمر، وأن هناك إنجازا تم فى الاجتماع الوزارى الأخير لدول عدم الانحياز بشرم الشيخ، وتم اتخاذ قرار يدين الإجراءات الإسرائيلية". وتابع "كما وعد الوزير الوفد بأن يتم متابعة هذا الملف حتى يصل إلى أعلى مستويات، ويتم إنجاز ما نصبو إليه من تحسين ظروف الأسرى الفلسطينيين داخل سجون إسرائيل وأن يقنن القانون الدولى وحقوق الإنسان وضع السجين الفلسطينى". وقال روحى مشتهى المتحدث باسم الوفد الفلسطينى "إن وفد الأسرى المحررين يمثل كافة أطياف الشعب الفلسطينية.. فقضية الأسرى قضية يتفق عليها مجمل الشعب الفلسطينى بكل أطيافه سواء حركة (حماس) أو (فتح) أو (الجهاد الإسلامى) أو الجبهة الديمقراطية والشعبية". وأضاف "أننا هنا نمثل كافة الفصائل الفلسطينية وليست الكبرى فقط فى هذا الشأن.. وقد تركنا خيمة الاعتصام المظلة التى أظلت كل فصائل العمل الوطنى والإسلامى داخل فلسطين فى سابقة ودلالة واضحة جدا بقدسية قضية الأسرى وأنها قضية إجماع وطنى وكذلك إجماع عربى فى ضوء ما لمسناه من استيعاب لهذه القضية". وأكد مشتهى أن كل يوم إضافى يمر على الأسرى المضربين عن الطعام يشكل خطرا على حياتهم، لافتا إلى أن هناك ما لا يقل عن ثلاثة آلاف أسير فلسطينى.. وهذا هو اليوم السادس والعشرون لهم إضافة للمضربين منذ أكثر من سبعين يوما، إلا أن القرار لم يتم البت فيه ولا تزال هناك مراوغات إسرائيلية. وتابع "أننا طلبنا من الوزير عمرو ممارسة ضغوط على إسرائيل لتنفيذ البنود التى تم التوقيع عليها فى صفقة (وفاء الأحرار) والتى تعالج العدد الأكبر من مشكلات الأسرى الفلسطينيين". وحول هوية الأسرى فى سجون إسرائيل وما إذا كانوا إسلاميين فقط، أوضح أنهم خليط من فصائل شعب فلسطين بكل أطيافه وفصائله، وعن ما إذا كان هناك مصريون مضربون عن الطعام أيضا فى سجون إسرائيل، قال مشتهى "إن هناك 65 أسيرا مصريا داخل سجون إسرائيل"، مشيرا إلى أن الوزير عمرو وعد بأن يتخذ كل الإجراءات لتدويل هذه القضية، وأن يكون هناك إنجاز لتحسين ظروف الأسرى وتوصيف حالتهم كأسير حرب وليس كسجين جنائى.