د.عمرو الشوبكى: طريقة إدارة الإعلام للمناظرة أثرت سلبيا على الناخبين د.محمد محسوب: المرشح الذى يتحدث بالأرقام "يضحك" على الشعب أكدت المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، أن فكرة "استيراد المناظرات" أو اتباع النموذج الأمريكى بين المرشحين للانتخابات الرئاسية "شىء وهمى" و"غير ذات قيمة". وأضافت، اليوم السبت، فى لقاء مع الإعلامية جيهان منصور خلال برنامج "صباحك يا مصر" على قناة "دريم"، أن ثورة 25 يناير "غير محظوظة"، لأنها لا تمتلك المشروع الفكرى والثقافى والاقتصادى الذى يعد منطلقا لكل مرشح، والواقع أن كل منهم يدلى بدلوه الشخصى ولا يعبر عن مشروع للشعب أو الثورة. وقالت الجبالى إن الأسئلة الكبرى المرتبطة بمنصب رئيس الجمهورية لم تُسأل فى الإعلام حتى الآن، مشيرة إلى أنه لا يوجد أحد من المرشحين ال13 تحدث عن النموذج التنموى الذى يتبانه لتحقيق مطالب الثورة "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، مشيرة إلى أن ما سيتم فى الانتخابات هو اختيار الرئيس الفرد وليس البرنامج أو السياسة التى تحدث التغيير الثورى، فالمشهد لا يزال "مبتورا" . وحذرت الجبالى من محاولة "هدم دولة القانون" إذا تجاوزت كل سلطة من سلطات الدولة الثلاث حدودها تجاه الأخرى، منتقدة ما أسمته "سهام المنافسة السياسية" التى أصابت السلطة القضائية ووصلت لحد السب والقذف فى حق رموز قضائية ومطالبة البعض بتشكيل هيئات قضائية على أهوائهم. ومن جانبه، قال الدكتور عمرو الشوبكى، أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشعب، إن طريقة إدارة الإعلام لمناظرة عمرو موسى والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، المرشحين للانتخابات الرئاسية، استدعت جوانب الاختلاف أو الهجوم المتبادل عن طريق تكرار توجيه كل منهما أسئلة للآخر بمعدل 7 أو 8 مرات، وهو ما لا يحدث فى المناظرات بالدول المتقدمة. وأوضح الشوبكى أن هذه الطريقة أثرت سلبيا على الناخبين الذين يريدون طى صفحة الماضى، وكان الأولى ألا يلاحَق موسى بتهمة "الانتماء للنظام السابق" والتركيز على برنامجه الانتخابى، ولا تظل "الانتماء السابق لجماعة الإخوان المسلمين" تهمة للهجوم على أبو الفتوح، خاصة وأن كليهما تحدث عن أفكار عامة وليس آلية تنفيذ خططه الإصلاحية فى التعليم والأمن مثلا. وأشار الشوبكى إلى أن "ثنائية رجل الدولة والثورة" هى التى ستحدد الفائز فى الانتخابات أو من سيخوض جولة الإعادة، ففى المناظرة حاول موسى أن يظهر كرجل دولة قادر على حل المشاكل فيما يتعلق بإسرائيل والملف الاقتصادى، فيما ركز أبو الفتوح على أنه رجل الثورة، ومن يستوعب ويسعى إلى الدمج بين الاثنين سيفوز فى الانتخابات. ومن ناحيته، قال الدكتور محمد محسوب، عميد كلية الحقوق بجامعة المنوفية وعضو الهيئة العليا لحزب الوسط، إن المرشح الذى يتحدث عن "مشاريع نهضوية" بالأرقام وما يمكن تحقيقه فى السنة الأولى والثانية مثلا للرئاسة "يضحك" على الشعب، فالدولة مازالت صندوقا مغلقا غير محدد الأبعاد. وأشار محسوب إلى أن الشارع المصرى البسيط كان مبهورا بالمناظرة، وشعر أن شيئا ما تغير، وأنه لا أحد فوق النقد والمحاسبة، خاصة وأن المناظرة عبرت عن وجهتى نظر، شخص ينتمى للنظام السابق ويحاول الالتحاق بالثورة، وآخر مرتبط بالثورة وفضلها عليه كبير. وأعرب محسوب عن تفاؤله بأنه مع انتخاب رئيس جديد وانتهاء الفترة الانتقالية سوف تبدأ أموال مصر المنهوبة فى العودة خلال فترة وجيزة، مطالبا ضرورة إضافة تعديل على المادة 28 من الإعلان الدستورى يقضى بإمكانية الطعن على نتائج الانتخابات أمام المحكمة الدستورية العليا فقط، لتنقل إلى مرحلة الاستقرار.