ألقى النجم أحمد عيد فى فيلمه السينمائى الجديد "حظ سعيد" الضوء على ضرورة التكاتف وتقبل الآخر فى المجتمع المصرى، حيث أوضح فى حواره ل"اليوم السابع" أن ثقافة الاختلاف والسباب باتت سائدة وطرأت على الشعب المصرى، متهماً حكم العسكر والإعلام بالسبب، وكشف عيد على أنه قام بترشيح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيسا للجمهورية مؤكدا على أنه مرشح الشعب وليس الإخوان، وتطرق أيضا فى حواره حول رؤيته لأحداث العباسية الأخيرة. وأشار عيد بأن جبهة الإبداع سيكون دورها فعالا ومؤثرا حينما ينتخب رئيس جمهورية ويحدث استقرار فى البلد ومؤسسات الدولة، لاسيما وأن هناك حملة قوية لتشويه المجتمع المصرى عقب ثورة 25 يناير، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنه يحضر جزءا ثانيا من مسلسله "أزمة سكر" يرصد فيه أحوال المصريين قبل انتخابات الرئاسة. **يرى البعض أن توقيت عرض فيلمك "حظ سعيد" لم يكن مناسبا نظرا للظروف السياسية التى تمر بها البلاد.. فما رأيك؟ الفيلم حقق نجاحا على المستوى الجماهيرى ونال استحسان الكثير من الجمهور الذى شاهده، وكان لا مفر من عرضه فى هذا التوقيت لأن مضمونه يحكى عن الثورة وميدان التحرير ولو انتظرنا لما بعد الانتخابات كان سيفقد رسالته التى نوجهها من خلاله. ** هل تعمدت توجيه انتقادات لطلعت زكريا بظهوره فى الفيلم كضيف فى أحد البرامج ويعارض الثورة؟ لم أتعمد توجيه انتقادات لأحد ومشهد طلعت زكريا كان مكتوبا فى نص السيناريو، كما أن هذه كانت رؤية المخرج، وكان الغرض من ظهور بعض الأشخاص الحقيقيين تبعا لأحداث الفيلم أمثال نادر بكار وعمرو حمزاوى، أننا أردنا أن نوضح من خلال العمل أننا نعيش فى بلد بها وجهات نظر وتيارات مختلفة سواء دينية "إخوانى وسلفية" أو ليبرالية، ولابد أن نتكاتف سويا فى مجتمع واحد من أجل البلاد. ** تتحدث عن التكاتف ولكن ثقافة الشارع المصرى تغيرت كثيرا وأصبح الاختلاف هو السائد.. فما العوامل التى أدت إلى ذلك؟ ثقافة المجتمع أصبحت فى الحضيض وتغيرت منذ أن تولى "العسكر" حكم البلاد فى الخمسينيات من القرن الماضى، وترتب على ذلك حدوث تفاوت طبقى رهيب بين أبناء المجتمع وظهرت العشوائيات بكثافة على السطح، ولذلك اختلفت اللغة بين أبناء العشوائيات وبين أبناء الأماكن الراقية، وأيضا تدهور التعليم والصحة، وتقاعس المسجد والبيت عن أداء رسائلهما مما أدى إلى انكماش الثقافة المصرية، ولو نظرنا إلى أفلام نجيب الريحانى نرى فيها ثقافة الحرامى المتحضر ابن الذوات بخلاف ما أصبحنا عليه بعد ذلك، ولكى نتخلص من هذه الأزمة لابد أن يكون للإعلام المصرى رسالة واضحة فى إرشاد الناس وتقديم مواد تعمل على إنماء ثقافته. * إذن أنت تتهم المنظومة الإعلامية بالقصور فى تقديم رسالتها كاملة للمجتمع؟ بالطبع هناك تقصير ملحوظ، وخرائط التلفزيون المصرى فى حاجة إلى منهجتها من جديد، بحيث يكون هناك مواد إعلامية تزيد من وعى الجمهور وثقافته وليس تغييبه مثلما كان يحدث فى الأنظمة السابقة، ويجب وضع لافتة للكبار فقط عند عرض مشاهد الإغراء أو العنف. ** ما تحليلك للمشهد فى أحداث العباسية الأخيرة ورجوعنا للخلف مرة أخرى؟ أحداث العباسية مأساة وغير راض عنها، ولا أدرك من المسئول عنها حتى الآن، ولو كان طلب منى الذهاب للعباسية سأرفض رغم أنه من حقى الاعتصام السلمي، لكن هناك عناصر مأجورة تندس بيننا بالفعل ويحدث التباسا فى الأمر ونعود لمشهد الضباب من جديد. **لكنك حملت للمجلس العسكرى المسئولية كاملة فى جميع الأحداث منذ قيام الثورة؟ بالطبع لأنه المسئول الأول عن البلاد ويعتبر الحاكم والراعى لمصالح الشعب، والقوى السياسية تتحمل المسئولية، وأيضا الشعب نفسه لأنه لابد يتحامل على نفسه الصعاب التى تواجه لكونه خارج من ثورة يريد أن يجنى ثمارها. **هل تتوقع أن تكون هناك مراوغة من العسكرى لعدم تسليم السلطة فى ميعادها؟ ممكن، لأنه من الصعب أن يخرج خروجا آمنا، وفى اعتقادى ربما يسأل أعضاءه "من أين لك هذا؟"، ومن الجائز أن يقال العسكرى هو المسئول عن قتل الشهداء مثلما يقال الآن نريد منع مسلسل لأنه يحكى عن حياة راقصة. **ما تفسيرك لأفعال أولاد حازم صلاح أبو إسماعيل ومناداتهم ببطلان المواد القانونية لإتاحة الفرصة لمرشحهم؟ المواد القانونية هم من صوتوا عليها بأنفسهم أيام الاستفتاء وأطلقوا عليها "غزوة الصناديق" وجميع أفعالهم تدل على قلة خبراتهم السياسية، ومن البداية ذكرنا أنه لا يصح تأسيس حزب بمرجعية دينية، وسنظل نعانى منها لأنها تأسست عن طريق الخطأ من البداية. **ما رأيك فى المطالبة بتحجيم المشاهد المثيرة التى تعرض على الشاشات فى شهر رمضان؟ كل شىء يؤذى المشاعر أنا ضده، وأنا بصفة شخصية لا أريد أن أشاهد مواد إباحية على الشاشة طوال شهر رمضان، لأنها تخدش الحياء خاصة لو شاهدناها فى جو أسرى، ومن الممكن أن نصنع مشاهدنا دون إباحة بلا أحضان وقبلات لان تلك الأشياء ضد الدين "وإحنا نهذب فنونا بحيث لا تحد من إبداعنا". ** اقتصر دور جبهة الإبداع على البيانات فقط طوال الفترة الماضية فمتى سيكون لها دور فعال؟ بالتأكيد سيكون لها دورا فعالا حال وجود مؤسسات فى الدولة بعد الانتخابات الرئاسية وحدوث استقرار على الساحة السياسية، وقد رأينا توحد الفنانين فى قضية الزعيم عادل إمام والمبدعين وحيد حامد ونادر جلال فمن حقنا الدفاع عن فنوننا وإبداعاتنا، وهناك حملة مدبرة لتشويه المجتمع، ليدخل فى معارك مع نفسه من أجل أن يكره الثورة المصرية الحرة، وبناء على ذلك حدثت مذبحة بورسعيد، وحريق السويس، وطنطا وعمر أفندى، إضافة إلى تشويه الإبداع والفنانين بالتقليل من شأنهم لنصبح فى حالة التباس وندعوا بالموت على الثورة، والمسئول عن ذلك لا أعرفه لكن هى ثورة مضادة بكل المقاييس. - هل سينعكس تأثرك بالمتغيرات التى تشهدها مصر حاليا ومشاعرك الثورية على مسلسلك الذى تحضر له حاليا؟ نعم، حيث اعتزم تقديم الجزء الثانى من مسلسل "سكر" والذى أود أن أناقش فيه ما يجرى على الساحة حاليا، والصراعات التى تشهدها البلاد قبل إجراء الانتخابات الرئاسية. **مع حدوث أزمات مفاجئة على الساحة هل تتوقع استكمال انتخابات رئاسة الجمهورية؟ الأيام المقبلة ستكشف الستار عن مفاجآت كثيرة لا نعلمها ولكن أتوقع أن من مصلحة المجلس العسكرى أن يفوز بأحد "الفلين" وتقريبا دعواتهم هى "اللهم عز مصر بأحد الفلين عمرو موسى أو أحمد شفيق". **لمن سوف تمنح صوتك فى الانتخابات؟ أنا من وجهة نظرى الشخصية سأمنح صوتى للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لأنى أجده شخصا معتدلا وأميل إليه ولا توجد هناك أشياء تعيبه ولا أتخوف منه لكون جذوره إخوانية لأن مرجعيته دينية وسطية كما أنه أعلن أنه مرشح الشعب وليس الإخوان. **ماذا لو نجح أى من المرشحين موسى أو شفيق؟ لن يحدث استقرار سياسى فى البلد، والثورة ستظل مستمرة، والمشكلة أن هناك مصالح عند كل القوى الثورية حاليا سواء إخوان أو السلفيين، ومرشحى الرئاسة لا يخلو من حب السلطة بما فيهم عبد المنعم أبو الفتوح لأن هذا متاع الدنيا. **هل تتوقع محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك ولا مثل نهاية فيلمك "حظ سعيد" سنظل عشرين عاما دون محاكمة؟ أبو الفتوح هو الوحيد القادر على محاكمة مبارك، لأنه شريف وصادق، وللأسف المجلس العسكرى لا يريد محاكمته، وأبو الفتوح يحظى بتأييد السلفيين وعدد كبير من القوى السياسية ونأمل فى نجاحه رئيسا للجمهورية. **لو توفى حسنى مبارك هل سيطالب الشعب أن يشاهد جثمانه؟ لو مات المخلوع حسنى مبارك الشعب المصرى "هيعيط" وأنا شخصيا هيصعب عليا لأنه راجل كبير وكانت نهايته تراجيدية ومن المستحيل أن أسير وراء جنازته أبدا.