قال الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر، إن الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة باب عظيم لنشر العلم والوحى الإلهى فى ربوع العالم. وأضاف فى كلمته نيابة عن الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، أن كفار قريش الذين بعث فيهم النبى محمد صلى الله عليه وسلم لم يكذبوه بل جحدوا ما جاء به حبًا فى الزعامة والدنيا قال تعالى: "فإنهم لا يُكذبونك ولكن الكافرين بآيات الله يجحدون"، فحب الزعامة والريادة وحب الدنيا منع كفار قريش من الإيمان برسالة الإسلام. وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر إلى وجه من وجوه الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم حول خلق الإنسان، متمثلاً فى قوله تعالى: "أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِى خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِى هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إلى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أن اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". وتابع: "كان هناك جدال علمى أيهما يٌخلق أولًا: العظم أم اللحم؟ حتى تبين بالعلم فى الخمسينيات أن العظام تتكون أولًا ثم يتكون اللحم؛ فسيبقى القرآن خالدًا وباقيًا". وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر إلى أحد دلائل الإعجاز العلمى فى السنة النبوية المطهرة بقول النبى صلى الله عليه وسلم: "وفر من المجزوم فرارك من الأسد"، متسائلاً: "فمن كان يعلم أن مرض الجزام هو مرض معدٍ قبل 1400 عام؟". واختتم بقوله: اللغة العربية معجزة فى مفرداتها التى تضم 12 مليون و 650 ألف كلمة ليست موجودة فى إجمال 20 لغة من لغات الأرض"، موضحًا أن "آيات العلم والتفكير فى القرآن الكريم أكثر من آيات العبادات، وأمرنا الله أن نحمل هذه الرسالة الوسطية وتبليغها وبيانها للناس للدفاع عن القرآن والسنة، ولابد أن يتمتع من يتصدى لهذا الباب بسلاح العلم وأدوات البيان". ودشنت جمعية الإعجاز العلمى المتجدد بالقاهرة، اليوم السبت، مؤتمرها العالمى الأول للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة، والذى يستمر لمدة يومين بالتعاون مع جامعة الأزهر، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين المتخصصين فى مجال الإعجاز العلمى من مصر و8 دول عربية وإسلامية. ويطرح المشاركون خلال جلسات المؤتمر، الذى يعقد بقاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر، تحت رعاية الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، 21 مشاركة وبحثًا مٌحكمًا من الناحيتين الشرعية والعلمية حول قضايا الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة. ويحضر المؤتمر الدكتور نظير عياد، مفتى الجمهورية، والدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف، والدكتورة نهلة الصعيدى مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين.