خصصت سفيرة الولاياتالمتحدة بمصر، مارجريت سكوبى اليوم، الخميس، وقتا من الساعة الثالثة عصرا إلى الرابعة عصرا للتحاور مع المصريين عبر الإنترنت من خلال موقع السفارة، وذلك لأول مرة منذ توليها المنصب، كما يأتى ذلك بعد إعادة تنصيبها كسفيرة للولايات المتحدة بمصر. وقالت سكوبى التى استشهدت بتصريحات لأوباما وهيلارى فى العديد من إجابتها، أن أوباما سينتهج سياسة خارجية قائمة على "المصالح المشتركة والاحترام المشترك" وأضافت أنها تتوقع ازدهار العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية خلال الأعوام القادمة، موضحة أن كون الرئيس محمد حسنى مبارك من أوائل القادة حول العالم الذين تلقوا اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكى بعد تنصيبه لم يكن مصادفة، كما أن أوباما أعرب فى أول أيام له كرئيس للولايات المتحدةالأمريكية، عن نيته فى أن يكون نشيطاً وحازماً فى تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين، وأيضا بين إسرائيل وجيرانها من العرب. وردا على سؤال أحد المتحاورين عن سبب عدم وجود حوار بين السفارة وبين جماعة الإخوان المسلمين، قالت السفيرة إنها بذلت قصارى جهدها لتوضح أن الولاياتالمتحدة ليست لها علاقة رسمية بالإخوان المسلمين كمنظمة، إلا أن هناك اتصالا بالعديد من أعضاء الجماعة المنتخبين قانونيا فى البرلمان المصرى. أكدت سكوبى خلال الحوار أن برنامج المعونة الأمريكية لمصر قصة نجاح فى العلاقات الثنائية، وقالت إن الكونجرس الأمريكى يبحث الآن تخصيص 200 مليون دولار للعام المالى 2009، وأضافت أن تلك المبالغ تحدد وفقا للأولويات الموضوعة أمام الميزانية الأمريكية، وبعد تقييم الاحتياجات النسبية، حيث إن الاقتصاد المصرى قد تنامى وأصبحت المعونات الخارجية تلعب دورا أقل فى برنامج التنمية الاقتصادية لمصر، إلا أن الولاياتالمتحدة تؤمن أنها تستطيع عمل الكثير مع الحكومة المصرية لدعم الاقتصاد المصرى والشعب المصرى، ونوهت السفيرة أن الحكومة الأمريكية لا تراقب الاستثمارات الأمريكية بمصر. وفى سؤال عن أهم نتائج لقاء جورج ميتشيل بالرئيس مبارك، قالت السفيرة مارجريت سكوبى، إن المبعوث الخاص أدلى بتصريحات عقب لقائه بمبارك يؤكد فيها إيمان الولاياتالمتحدة بأهمية استمرار وقف إطلاق النار، وشكر جهود مصر فى هذا الشأن، وأضافت أن ميتشيل يستخدم زيارته للتشاور مع الأطراف المعنية والشركاء العرب والأوربيين لتحقيق السلام الدائم. "الولاياتالمتحدة لا تدعم مرشحين سياسيين أو أحزاب سياسية، ولكن هدفنا هو دعم عملية انتخابية عادلة بقدر الإمكان لتتفق مع المعايير الدولية للديمقراطية وإتباع القانون"، هكذا قالت سكوبى ردا على سؤال حول موقف الولاياتالمتحدة من توريث الحكم لجمال مبارك، وأكدت أن هذا السؤال يملك إجابته الناخبون المصريون فقط، وأكدت أن الولاياتالمتحدة ستعمل مع الفائز فى الانتخابات الرئاسية القادمة فى مصر أيا كان. ردت سكوبى على أحد المتحاورين الذى تساءل عن وجود أى خطورة فى زيارة مصر فى الوقت الراهن أنها ستكون أول من يرحب به، وقالت إنه هناك زيادة بنسبة 17% فى عدد السائحين الأمريكيين لمصر مقارنة بالعام الذى سبقه، كما أن أى معلومات يمكن أن تفيد المقيمين بمصر أو الزائرين يقوم الموظفون بالسفارة بتوفيرها. قالت سكوبى ردا على سؤال لليوم السابع حول وجود أفراد من سلاح المهندسين بالجيش الأمريكى، موجودين حاليا على الجانب المصرى من الحدود مع قطاع غزة بغرض مراقبة الحدود المصرية لمنع التهريب عبر الأنفاق إلى داخل قطاع غزة، أنه لا يوجد أفراد أمريكيون لمراقبة الحدود المصرية والولاياتالمتحدةالأمريكية تدرك أن مصر ستقوم بحماية حدودها ولا تحتاج إلى مشاركة خارجية لتحمل مسئولية الحدود. وعلى الرغم من ذلك، عرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية بجانب عدد من الدول الأخرى بمساعدات تقنية لدعم الجهود المصرية فى حال طلبت مصر هذه المساعدة، وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية شاركت بطلب من الحكومة المصرية، بخبرتها التقنية ومعرفتها الواسعة فى الكشف عن ومراقبة الأنفاق منذ أواخر عام 2007، وتتمتع الحكومة المصرية بحق قيادة وإدارة هذا المشروع قبل أن تندلع موجة العنف الأخيرة فى قطاع غزة، "ولا أملك الكثير من التفاصيل المتعلقة بهذا المشروع، ولكنها أكدت أن الإدارة الأمريكيةالجديدة ستسعى بكل جهد إلى التوصل إلى عملية سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل والعالم العربى. ذكرت سكوبى أن مصر تجمعها بالولاياتالمتحدة "علاقة شراكة وطيدة فيما يتعلق بقطاع الصحة"، وقد ساهمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمبلغ قدره مليار دولار، لتنمية قطاع الصحة، حيث تم القضاء كلياً على شلل الأطفال، وشهدت مصر انخفاضا فى معدل وفيات الأطفال بنسبة63% منذ عام 1999، وقالت إنه عبر اتفاقية التعاون المشترك للعلوم والتكنولوجيا بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر، تقوم الولاياتالمتحدة بتقديم منح صغيرة لمساعدة الباحثين المصريين والأمريكيين للعمل معاً فى مشروع مشترك. قالت سكوبى إنه "من العسير جدا مقارنة الدول ببعضها، نظراً لتعدد العوامل المختلفة التى تساهم فى تحقيق التنمية والتقدم فى بلدان الشرق الأوسط المختلفة"، ردا على سؤال حول رأى سكوبى بين سوريا ومصر فى الموقف الديمقراطى فيما يتعلق بحريات الخطاب والصحافة، واحترام حقوق الإنسان، والانفتاح السياسى، وحرية منظمات المجتمع المدنى، ولكن فيما يخص مصر قالت إن مصر شهدت عملية تطور سياسى، وتغير فى أنظمتها المختلفة، ويظهر ذلك فى مشاركة الصحافة المصرية بكل أنواعها ومحطات التليفزيون، بفاعلية كبيرة على الساحة السياسية. وقالت إن المجتمع المدنى يوفر الفرصة للمواطنين المصريين لمعالجة أهم المشكلات التى تواجهها مصر، وتساعدهم على تشكيل المستقبل السياسى للبلد مؤكدة أن الشعب المصرى يعتبر من أفضل الشعوب التى تسير على الطريق الصحيح للإصلاح السياسى، مؤكدة أن "الولاياتالمتحدة تقف على أتم استعداد لدعم المصريين فى تشكيل المستقبل الديمقراطى الذين يرغبون فيه". أكدت سكوبى خلال حوارها أن أوباما وهيلارى "يتفهمان ويتعاطفان بشدة مع رغبة إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وأن الولاياتالمتحدة عملت بلا كلل على تحقيق وقف إطلاق النار منذ بدء أحداث العنف الأخيرة فى غزة، وقالت إننا نرحب بإعلان إسرائيل وقف العنف فى غزة، ونتوقع أن توقف جميع الأطراف الهجوم والأعمال العدائية". ردا على أحد الأسئلة الخاصة باهتمام السفارة بقضايا حقوق الإنسان وتحديد قضايا الأقباط ومنع بناء الكنائس، قالت إن حديث وزيرة الخارجية الأمريكية حول كون دعم حقوق الإنسان مبدأ أساسى بالنسبة للأمريكيين، وإنه جزء من التكوين القومى للولايات المتحدة، و"أننا نصبح أكثر فاعلية عندما نرى التجانس بين اهتماماتنا الخارجية وقيمنا الداخلية" وأوصت صاحب السؤال بضرورة قراءة التقارير السنوية للكونجرس الأمريكى عن قضايا حقوق الإنسان مثل الحريات الدينية والاتجار فى البشر. وتعليقا على الوضع فى غزة قالت إنها "قلقة بشأن لخسائر الأرواح الفلسطينية والإسرائيلية والمعاناة والاحتياجات الإنسانية فى غزة، وقلوبنا مع المدنيين الفلسطينيين الذين هم فى أمس الحاجة إلى الغذاء والمياه النقية والرعاية الطبية الأساسية، والذين عاشوا فى فقر خانق لمدة طويلة" وأضافت أن حماس مسئولة عن خرق وقف إطلاق النار مؤخرا وإعادة العنف فى غزة، وأن الأمل فى السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين و"هو ما تسعى له الآن حكومة الرئيس عباس الفلسطينية الشرعية".