اختيار 60 عالماً من جامعة المنصورة في قائمة "ستانفورد" لأفضل 2% من علماء العالم    وفد «القومي لذوي الإعاقة» يزور جامعة الإسكندرية لبحث دعم طلاب «قادرون باختلاف»    بعد تصدره محرك "جوجل".. من هو الشيخ صلاح الدين التيجاني؟    لمواكبة متطلبات سوق العمل.. 6 برامج دراسية جديدة باللغة الإنجليزية في "زراعة بنها"    الدكتور الضويني يستعرض جهود الأزهر في دعم مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان    وزير البترول: تعظيم مشاركة قدرات الطاقة المتجددة بمصر لتصل نسبتها إلى 42% في 2030    وزير الري يتابع إجراءات تحديث الخطة القومية للموارد المائية حتى عام 2050    شرم الشيخ تستعد للاحتفال بيوم السياحة العالمي    ارتفاع عدد الشهداء في لبنان إلى 12 شهيدًا بينهم طفلين    بعد مقتل 4 جنود إسرائيليين.. إعلام عبري: المقاومة فخخت 14 ألف مبنى في رفح    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 637 ألفا و10 جنود    "معاناة وصيام عن التهديف".. ماذا قالت المواقع الأجنبية عن أداء محمد صلاح ضد ميلان؟    هل يحتج الأهلي على حكام السوبر الأفريقي بعد التسريب؟.. الغندور يفجر مفاجأة    "مسؤول عن بنات المرحوم".. أول تعليق من فتوح بعد إخلاء سبيله    سيدات يقدمن المتعة الحرام.. ضبط نادٍ صحي شهير يدار وكراً للدعارة بالمنتزه    أرسل لأجنبية صور ورسائل خادشة.. حبس سائق متهم بالتحرش بفتاة في قصر النيل    خلال 24 ساعة ضبط 22978 مخالفة مرورية متنوعة    موجة حارة لمدة 48 ساعة.. الأرصاد تُعلن درجات الحرارة والظواهر الجوية    إصابة شخصين جراء اندلاع حريق داخل شقة سكنية بقفط    مصرع 3 أشخاص وإصابة ربة منزل في انهيار عقار بالورديان غرب الإسكندرية (صور)    من أمام تمثال أبو الهول.. "حواس" يهدي كتابه لمصمم الأزياء ستيفانو ريتشي    عرض لفرقة أسوان للفنون الشعبية ضمن فعاليات مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»    أحدث ظهور ل أسماء جلال والجمهور يغازلها: "برنسيسة"    بلاغ للنائب العام ضد التيجاني لتأسيسه جماعة دينية تنشر المذهب الشيعي    هل يجوز إخراج زكاة المال للأهل؟.. أيمن الفتوى يجيب    وزير الصحة يبحث مع السفير المصري بجنوب أفريقيا سبل التعاون    اجتماع مشترك بين الصحة والتعليم والتأمين الصحي لبحث استعدادات العام الدراسي بالدقهلية    جهز حاسبك.. أنت مدعو إلى جولة افتراضية في متاحف مكتبة الإسكندرية    المشدد 7 سنوات لمتهم بخطف طفل وهتك عرضه في الشرقية    الصحة الفلسطينية: 20 شهيدا و54 مصابا خلال 24 ساعة في غزة    انطلاق فعاليات مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" في المنوفية    تين هاج بعد السباعية أمام بارنسلي: نريد التحسن هذا الموسم    جامعة الوادي الجديد تشارك بفعاليات المبادرة الرئاسية بداية    حلاوة زمان .. عروسة وحصان    وزيرا الزراعة والتموين يبحثان ضبط أسعار بيض المائدة بالتعاون مع اتحاد منتجي الدواجن    معادلة رقم رونالدو.. هالاند على أعتاب تحقيق إنجاز جديد في دوري الأبطال    جامعة القناة: تفعيل منصة الكتاب الجامعي وربطها بنظام دفع الكتروني    الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد 2025 في جامعة الأزهر.. ينطلق 28 سبتمبر    مهرجان الغردقة لسينما الشباب يكرم المنتج هشام عبد الخالق    كرة نسائية - سالي منصور تكشف أسباب رحيلها عن الأهلي بعد إعلان التعاقد معها    رئيس جائزة القلم الذهبى: فريدة من نوعها وترفع راية اللغة العربية    ختام فعاليات التدريب البحري «النسر المدافع» بين القوات المصرية والأمريكية بنطاق البحر الأحمر    تداول 9 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    ترامب يعرب عن غضبه بسبب "لطف" بايدن وهاريس.. ذا هيل تكشف التفاصيل    تفاصيل مقتل وإصابة 9 جنود إسرائيليين فى انفجار ضخم جنوبى قطاع غزة    روما يعلن إقالة مدربه دي روسي لسوء النتائج فى الدوري الإيطالي    ظهر في ألمانيا- أمجد الحداد يوضح الفئات الأكثر عرضة لمتحور كورونا الجديد    نادي الأسير الفلسطيني: حملة اعتقالات وعمليات تحقيق ميداني واسعة تطال 40 مواطنا من الضفة    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء.. عز ب 41500 جنيه    خبير: الدولة تستهدف الوصول إلى 65% من الطاقة المتجددة بحلول 2040    وزيرة البيئة تلتقى السفير الياباني بالقاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون    موعد مباراة أتلتيكو مدريد ولايبزيج في دوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة    وزير الصحة والسكان يتابع الخطوات التنفيذية لتفعيل الهيكل المؤسسى للوزارة    دعاء خسوف القمر اليوم.. أدعية مستحبة رددها كثيرًا    محامي رمضان صبحي يكشف تفاصيل استئناف منظمة مكافحة المنشطات ضد براءته    احتفالية دينية في ذكرى المولد النبوي بدمياط الجديدة.. صور    حظك اليوم| الأربعاء 18 سبتمبر لمواليد برج الحمل    هل يدخل تارك الصلاة الجنة؟ داعية تجيب: «هذا ما نعتقده ونؤمن به» (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جنين الصمود فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى.. المدينة الفلسطينية أقدم المدن المأهولة بالسكان على مستوى العالم.. حكومة اليمين المتطرف تخطط لإقامة الدولة اليهودية بتهجير الفلسطينيين من أرضهم
نشر في اليوم السابع يوم 30 - 08 - 2024

فصائل المقاومة تستنفر عناصر فى المخيمات للتصدى للمستوطنين الصهاينة.
الدكتور فادى جمعة أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى بالجامعة العربية الأمريكية ل«اليوم السابع»: إسرائيل عصابة تنفذ مشروع الحركة الصهيونية
تشكل المخيمات الفلسطينية فى الضفة الغربية وغزة نقطة انطلاق مركزية للمقاومة التى تتصدى للمشروع الصهيونى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة خلال العقود الماضية، وهو ما دفع أجهزة الأمن الإسرائيلية للقيام بعمليات عسكرية واغتيالات فى صفوف المقاومة الفلسطينة، وذلك فى محاولة من حكومة الاحتلال الإسرائيلى لوأد المشروع الوطنى الفلسطينى الذى يرتكز على سلاح المقاومة لتحرير الأرض والعرض.
ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلى سواء بجنوده أو عبر قوات المستعربين عمليات تصفية جسدية واغتيالات لأبرز رموز المقاومة فى الضفة الغربية، لا سيما فى مدينة جنين ومخيمها، والتى شكلت تحديا كبيرا أمام جيش الاحتلال الإسرائيلى، ما دفع المحتل لارتكاب مجازر بشعة وتفجيرات ونسف لمنازل المدنيين الفلسطينيين فى مخيمات الضفة الغربية خلال السنوات الماضية.
وعلى الرغم من الاغتيالات التى نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد الشبان الفلسطينيين الذى يقودون حركات المقاومة والفصائل فى الضفة الغربية، إلا أن الشباب الفلسطينى المقاوم لا يزال يتمسك بأرضه ووطنيته ويقاوم الاحتلال بالأدوات المتاحة له سواء الحجارة أو البنادق البدائية المصنعة محليا، وهو ما يؤكد أن الشعب الفلسطينى لن يغادر أرضه وسيبقى صامدا عليها سواء فى الضفة الغربية أو غزة.
ولمدينة جنين ومخيمها دور مشرف وبارز خلال أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية التى انطلقت عام 2000، وكان للمدينة دور كبير فى احتضان قادة ورموز الانتفاضة فى ظل محاولات إسرائيلية لقتلهم وتصفية أكبر عدد ممكن من المقاومين الفلسطينيين، وتصدى شبان جنين فى عدة محطات تاريخية مهمة للمحتل الإسرائيلى المجرم الذى لا يأمن بمبدأ حل الدولتين أو الحل السلمى للقضية الفلسطينية، التى تعد إحدى أبرز القضايا المركزية للدول العربية التى تقف خلف الفلسطينيين للحصول على حقوقهم المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتشهد الضفة الغربية تصعيدا عسكريا إسرائيليا آخرها عملية عسكرية هى الأوسع منذ عملية «السور الواقى» فى عام 2002، تزعم حكومة اليمين المتطرف أنها تستهدف مسلحين فى جنين وطولكرم وطوباس، حيث تنشط مروحيات ومقاتلات وقوات كبيرة من جيش الاحتلال.
وأغلق جيش الاحتلال الإسرائيلى مداخل مدينة جنين الرئيسية، ونشر عددا من القناصة وأطلقت الرصاص تجاه سيارات الفلسطينيين، كما قطع الجنود الإسرائيليون معظم الطرق الواصلة إلى مدينة جنين وفرضوا حصارا عليها، وحاصر الاحتلال مستشفيات جنين الثلاثة وأخرجها عن الخدمة عبر تجريف الشوارع المؤدية إليها وإقامة سواتر ترابية بمحيطها.
من جهتها، قالت حركة حماس، إن العملية العسكرية الموسّعة لجيش الاحتلال الإسرائيلى بالضفة الغربية هى محاولة عملية لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين، وتوسيع الحرب القائمة فى قطاع غزة، معتبرة أن التصعيد فى الضفة نتيجة طبيعية للصمت الدولى المُريب عن انتهاكات إسرائيل الصارخة لكل القوانين الدولية، واستهدافها المتعمّد للمدنيين العُزل.
فيما أكدت الرئاسة الفلسطينية أن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة فى الضفة الغربية، إلى جانب حرب الإبادة فى قطاع غزة، ستؤدى إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع، مضيفة: «العدوان على شمال الضفة الغربية هو تصعيد خطير تتحمل مسؤوليته سلطات الاحتلال والجانب الأمريكى الذى يوفر الحماية والدعم لهذا الاحتلال».
وتعد مدينة جنين ومخيمها، إحدى أبرز نقاط المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلى، فهى أحد أبرز وأقدم المدن المأهولة بالسكان على مستوى العالم، وتتكون من مدينة جنين ومخيم جنين وعدد من القرى، وأضحى مخيم جنين رمزا للصمود والمقاومة، ويتعرض بين الحين والآخر لعمليات عسكرية غاشمة من جيش الاحتلال الإسرائيلى فى محاولة للقضاء على المقاومة فيه.
ويعد مخيم جنين ثانى أكبر مخيمات الضفة الغربية بعد مخيم بلاطة، وقد أُنشئ عام 1953 غرب المدينة، حيث يطل على سهل مرج ابن عامر شمالا، أما من جهة الجنوب فيتصل بقرية برقين. وهو محاط بالمرتفعات، وبلغت مساحة المخيم حين إنشائه 0.37 كيلومتر مربع، ثم توسعت مساحته لتبلغ 0.42 كيلومتر مربع.
تاريخ وأصالة
يجمع علماء الآثار الفلسطينيون والأجانب على أن مدينة جنين نشأت فى العهد الكنعانى، وكانت عبارة عن قرية تسمى «عين جيم»، وذلك فى حدود عام 2450 قبل الميلاد، وتعد من أقدم المدن المأهولة فى العالم، وقد تعرضت للغزو من جهة الشمال والجنوب بسبب موقعها.
وتغير اسم المدينة فى العهد الرومانى فأصبحت «جيناى»، وحين حكم البيزنطيون بنوا فيها كنيسة «جينا»، التى عثر على شىء من آثارها بجانب الجامع الكبير فى جنين، وقد أرجع المنقبون تاريخ إنشاء الكنيسة إلى القرن السادس الميلادى، وفى القرن السابع الميلادى، دخلها المسلمون وسكنت فيها قبائل عربية، وسموا المدينة جنين نسبة إلى الجنائن المحيطة بها.
وخلال الحروب الصليبية، سقطت جنين فى أيدى الصليبيين، فحصنوها بأسوار وقلاع، لكن بعد معركة حطين دخلها المسلمون عام 1187، ونزل بها صلاح الدين الأيوبى فى طريقه إلى دمشق. وقد تعرضت المدينة للانتداب البريطانى مثل بقية أراضى فلسطين. وغادرها الإنجليز عام 1948، وهو العام المعروف ب«عام النكبة».
وعام 1949، أصبحت جنين خاضعة لحكم الإدارة الأردنية الهاشمية، وبقيت تحت الحكم الأردنى إلى حين احتلتها إسرائيل عام 1967، وبقيت خاضعة للاحتلال الإسرائيلى إلى عام 1995، إذ انتقلت إلى إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية بموجب اتفاق «غزة -أريحا»، وأصبحت مدينة جنين مركزا لمحافظة جنين.
حلم باستئصال المقاومة
تعرض مخيم جنين لعملية عسكرية إسرائيلية واسعة مطلع أبريل 2002 بهدف القضاء على قوات المقاومة الفلسطينية وجنودها فى المخيم.
وتوجهت القوات الإسرائيلية إلى مدينة جنين فطوقتها وسيطرت على المداخل والمخارج، ثم حاصرت المخيم لمدة 10 أيام، وقطعت عنه الكهرباء والماء، واجتاح جيش الاحتلال المخيم وأعلنه منطقة عسكرية مغلقة، مستخدما المروحيات العسكرية و60 دبابة، بالإضافة إلى الجرافات التى استخدمها لتوسيع الطرق وهدم المنازل، وفق ما ورد فى تقرير الأمم المتحدة الصادر مايو 2002.
وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلى حظرا للتجول على سكان المخيم ومنع أى جهة من دخوله، بما فى ذلك سيارات الإسعاف والصليب الأحمر والعاملون بالقطاعين الإنسانى والطبى.
وفى أثناء عمليات اجتياح المخيم، عمد الاحتلال إلى تدمير المساكن والمنازل واستهداف البنى التحتية والهياكل الأساسية للسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى تدمير المبانى، إذ تمت تسوية 10% من المخيم بشكل كلى بالأرض، بالإضافة إلى تضرر 100 مبنى تضررا جزئيا، ما أدى إلى تشرد 4 آلاف شخص وفقدانهم المأوى.
وأوضح تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن جيش الاحتلال الاسرائيلى استخدم المدنيين دروعا بشرية، وقامت بعمليات قتل غير مشروعة. كما منع الجيش مرضى الكلى من الوصول للمستشفى لإجراء الغسيل الكلوى.
وأشار تقرير صدر عن المركز الفلسطينى لحقوق الإنسان، إلى أنه خلال أيام الاجتياح وُجدت جثث متفحمة وأخرى متعفنة تحت الأنقاض، وأن القوات الإسرائيلية كانت تنفذ عمليات إعدام ميدانى فى شوارع المخيم، لا سيما المدنيين الذين رفضوا مغادرة منازلهم والمسلحين الذين استسلموا بعد نفاد ذخيرتهم.
وواجه الاحتلال الإسرائيلى مقاومة عنيفة فى أثناء عمليات الاجتياح، فوفقا لرواية جيشه فإن الجنود الإسرائيليين واجهوا أكثر من ألف عبوة متفجرة، بالإضافة إلى مئات القنابل اليدوية ومئات الرجال المسلحين.
وكانت نتائج هذه العملية اقتحام الاحتلال للمخيم ومقتل ما لا يقل عن 52 فلسطينيا، نصفهم من المدنيين، ومقتل 23 إسرائيليا، وفقا لتقرير الأمم المتحدة.
ويعدّ مخيم جنين معقلا للفصائل الفلسطينية المقاومة التى اتحدت فى مواجهة القوات الإسرائيلية، كما أنه مركز للمطلوبين للاحتلال من المقاومة، لذا يتعرض باستمرار لعمليات عسكرية إسرائيلية واقتحامات بهدف القضاء على المقاومة واعتقال مطلوبين.
وقد استشهدت الصحفية فى قناة الجزيرة شيرين أبوعاقلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى فى أثناء تغطيتها إحدى الاقتحامات الإسرائيلية للمخيم يوم 11 مايو 2022.
وتعمل حكومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة لاستئصال المقاومة الفلسطينية فى الضفة الغربية وتحلم إسرائيل بالقضاء على خلايا المقاومة التى تتمدد فى مدن الضفة، ولم تنجح الإجراءات الإسرائيلية من اعتقال وسحل وقتل للمدنيين الفلسطينيين فى تحقيق أهداف الاحتلال بمنع إعادة بناء القدرات العسكرية للمقاومة فى الضفة، ومع تحرك جيش الاحتلال الإسرائيلى لاجتياح كامل لمخيم جنين لارتكاب المزيد من المجازر سيؤدى ذلك لمواجهات مفتوحة بين المقاومة الفلسطينية فى الضفة مع جيش الاحتلال فى عدة جبهات وليس جنين وحدها.
صد الاجتياح
ونجحت المقاومة الفلسطينية الباسلة فى جنين فى صد العدوان عليها عام 2023 الذى شارك فيه أكثر من ألف جندى إسرائيلى، كما تمكن المقاومون من إسقاط ثلاث طائرات إسرائيلية مسيرة دون طيار فوق سماء مخيم جنين، ونفذ أبطالها كمائن مُحكمة للقضاء على جنود الاحتلال المشاركين فى الهجوم، ونجح ثوارها ورجالها فى تفجير وإعطاب عدد من الآليات العسكرية، وإلقاء عبوات ناسفة محلية الصنع نحو القوات الإسرائيلية المُقتحمة للمخيم، بما يشير إلى صلابة المقاومة فى جنين، وقدرتها على تحدى عنجهية الاحتلال حال أقدم على أى حماقة جديدة باجتياح المدينة وهو ما حدث خلال الساعات الماضية.
المشروع الصهيونى
بدوره، أكد الدكتور فادى جمعة أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى بالجامعة العربية الأمريكية، أن إطلاق إسرائيلية لعملية عسكرية فى جنين وطولكرم وطوباس شمال الضفة حملة غير مسبوقة من 20 عاما ويتم فيها استخدام عدد كبير من الآليات العسكرية وترسانة ضخمة شملت استخدام الطائرات المروحية وعمليات إنزال وطائرات مسيرة بقصف منازل وقصف مجموعات من الشباب، مشيرا إلى إدخال عدد كبير جدا من الجنود الإسرائيليين فى المناطق التى بها تجمعات وفيها كثافة سكنية خاصة مخيمى جنين ونور الشمس.
وأوضح فى تصريحات خاصة ل«اليوم السابع» أن العملية ضد المخيمات سببها أنها حاضنة أساسية للمقاومة، فضلا عن كونها بؤر لتجميع السلاح للفصائل الفلسطينية وتعد المخيمات محطات صمود لحين العودة وهى تمثل حالة من الصمود الفلسطينى، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلى يخطط لدخول المخيمات لضرب البنية التحتية وخلق بيئة نافرة للبقاء فى هذه التجمعات وإخراج الفلسطينيين من خلال القتل المباشر والترويع.
وأشار إلى أن إسرائيل بشكلها الحالى هى عصابة تنفذ مشروع الحركة الصهيونية ولا تتحرك ككيان منظم فهى تعمل كحركة متطرفة يمينية متشددة ومركزها فى المستوطنات والمستوطنين المتطرفين، وفى مقدمتهم المتطرفون فى حكومة نتنياهو وفى مقدمتهم «بن غفير» و«سموتريش» مع الراعى الرسمى للتطرف الدينى فى إسرائيل، وهو بنيامين نتنياهو.
وأوضح أن بنيامين نتنياهو يتحرك لتنفيذ المشروع الصهيونى بإقامة دولة لليهود فقط من خلال استهداف المناطق وحصارها ومحاولة ضمها للمشروع الصهيونى، مؤكدا أن الحملة الإسرائيلية على مخيم جنين وباقى مخيمات الضفة هى حملة تحركها الحملة الصهيونية فى محاولة لحسم الصراع بالقوة الترسانة العسكرية وإطلاق رصاصة الرحمة على حل الدولتين بعكس ما كانت تقوم به فى الماضى بإدارة الصراع فى مدن الضفة الغربية.
وأكد أن تداعيات تحركات الحركة الصهيونية فى الضفة الغربية وغزة ستؤدى لحرب إقليمية وتوسيع نطاق الحرب خارج حدود إسرائيل وفلسطين، وذلك بتوسيع الحرب فى جنوب لبنان وكذلك مع إيران بتحركات استفزازية من خلال استهداف قيادات فلسطينية أو لبنانية فى الخارج وهذا يؤكد عدم سعى إسرائيل للتوصل إلى تسوية أو حل مع الفلسطينيين.
وأشار إلى أن إسرائيل ستخرج بعد معركة 7 أكتوبر بدون تحقيق انتصار أو إنجاز، ولذا هى تسعى لتوسيع نطاق الحرب ومحاولة انجاز أى شىء فى الضفة الغربية، سواء بالسيطرة على أكبر مساحة أراض بالضفة وتهجير فلسطينيين والسيطرة على أراضى فى الأغوار باحتلال آلاف الدونمات وفرض السيطرة بشكل أوسع فى المناطق «ج» و«ب».
وأضاف: «نتنياهو والحركة الصهيونية يريدون السيطرة على الضفة تنفيذا للمشروع الصهيونى والدينى فى ظل عدم وجود كنيست أو مؤسسات، حيث تستند هذه الحكومة المتطرفة لما يقوله المتشددون الدينيون اليهود بإقامة الدولة اليهودية فيما يطلقون عليها «يهودا والسامرة» وهى أراضى الضفة الغربية».
10 معلومات عن جنين حاضنة المقاومة
• أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان.
• تتكون من مدينة جنين ومخيمها وعدد من القرى.
• تقع على امتداد الخط الأخضر لعام 1948.
• تنقسم إلى 13 بلدية
• مساحتها 583 كم وتمثل 9.7% من مساحة الضفة الغربية
• مخيم جنين ثانى أكبر مخيمات الضفة الغربية بعد مخيم بلاطة
• عدد السكان واللاجئين يبلغ حوالى 12 ألفا.
• نشأت جنين فى العهد الكنعانى ودخلها المسلمون وسكنت فيها قبائل عربية فى القرن السابع الميلادى.
• تعرضت لعملية عسكرية إسرائيلية موسعة فى عام 2002
• أطلق الاحتلال عملية هى الأوسع للقضاء على المقاومين فى أغسطس 2024.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.