11 شهيدا وأكثر من 20 مصابا.. وحماس تدعو للاستنفار عواصم- وكالات الأنباء: بعد موجة من التصعيد والتهديدات الإسرائيلية، بدأ جيش الاحتلال فجر اليوم عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربيةالمحتلة، تعد الأكبر منذ الانتفاضة الثانية فى عام 2000، إذ شملت مدن ومخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة وطوباس، وأسفرت عن 11 شهيدًا وأكثر من 20 مصابًا، وتدمير كبير فى البنى التحتية. فى الوقت نفسه، قال مصدر فلسطينى إن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) قرر قطع زيارته الخارجية إلى السعودية، والعودة إلى أرض الوطن. ويشارك فى العملية التى أطلق عليها «المخيمات الصيفية» فرقتين من جيش الاحتلال وغطاء جوياً بالطائرات ومئات الجنود، وأعداد كبيرة من الآليات العسكرية المعززة بالجرافات. وقال الإعلام العبرى إن 4 كتائب تابعة لحرس الحدود تشارك فى العملية. فيما أعلن جيش الاحتلال أن قواته بدأت عملية لمكافحة ما وصفه ب»الإرهاب» فى جنين وطولكرم وطوباس وستستمر لعدة أيام . وفرض الاحتلال حصارًا على مدن جنين وطوباس وطولكرم، كما أعاق عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعها من الوصول إلى المصابين فى الأماكن التى استهدفتها. ففى جنين، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المدينة من حاجز الجلمة العسكري، وتمركزت فى محيط مستشفيى جنين الحكومى وابن سينا، وسط اندلاع مواجهات عنيفة. وأغلقت القوات الإسرائيلية جميع مداخل المدينة. وهدد الاحتلال باقتحام مستشفى «خليل سليمان» الحكومى المحاصر منذ ساعات. وقال مدير المستشفى خليل سليمان إن المستشفى هو الوحيد الذى يقدم الخدمات فى المدينة وهو ممتلئ بالمرضى. وأعلنت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكرى لحركة فتح أن مقاتليها يستهدفون قوات العدو بمختلف محاور انتشارها فى جنين بوابل كثيف من الرصاص. وفى طولكرم ، حاصرت قوات الاحتلال مستشفيات المدينة بعد اقتحامها من محورها الغربي. وانتشرت آليات الاحتلال فى محيط مستشفيى الإسراء التخصصى فى الحى الغربي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وفرضت حصارًا عليها، وأعاقت حركة تنقل سيارات الإسعاف، واحتجزت إحداها أمام المستشفى الحكومي، وقامت بتفتيشها. كما أطلقت قوات الاحتلال النار بشكل عشوائى تجاه منازل الفلسطينيين بمخيم نور شمس، شرقى المدينة. وقالت طوارئ بلدية طولكرم إن الاحتلال يستهدف تدمير البنية التحتية لقطع الخدمة عن المدينة والمخيمات.من جانبه، أكد منسق القوى الوطنية فيصل سلامة أن جيش الاحتلال أعطى سكان مخيم نور شمس 4 ساعات لمن يرغب بمغادرة المخيم وأن هناك عائلات بدأت بمغادرة منازلها. وقال إن جيش الاحتلال يدمر الطرقات وتفجير المنازل فيما يبدو أنه استعدادا لدخول مخيم نور شمس. وفى طوباس، قال الهلال الأحمر الفلسطينى إن قوات الاحتلال اقتحمت مركزا له فى مخيم الفارعة جنوبى طوباس، واحتجزت طواقم الإسعاف. وقال الدكتور أحمد أسعد، محافظ طوباس لقناة «القاهرة الإخبارية» إن الاحتلال ينفذ عملية اجتياح واسعة فى المحافظة ويغلق مداخل مخيم الفارعة. وأضاف أن هناك 4 شهداء جراء العدوان الإسرائيلى على مخيم الفارعة والعملية العسكرية لا تزال مستمرة، مشيرا إلى أن الاحتلال فصل مخيم الفارعة عن مركز المحافظة إثر الاقتحامات المتواصلة. وأوضح أن قوات الاحتلال داهمت نقطة طبية واحتجزت العاملين فيها، واعتدت على مدير مركز الإسعاف، وأطلقوا النار داخل النقطة، داعيًا منظمة الصليب الأحمر الدولى إلى التدخل من أجل السماح للطواقم الطبية والإسعاف بالدخول إلى مخيم الفارعة.. من جانبها، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من تداعيات حصار الاحتلال لمستشفيات جنين وطولكرم وطوباس وتهديداته باقتحامها. وبالرغم من أن العملية بدأت فى ثلاث مدن هى جنين وطولكرم وطوباس، إلا أن جيش الاحتلال وسع من عمليات الاقتحام حتى وصل إلى مدينة الخليل. تأتى موجة الاقتحامات هذه بعد ساعات من حديث وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس عن ضرورة التعامل مع التهديد فى الضفة مثل غزة، وتنفيذ إخلاء مؤقت للسكان، معتبرًا أن «هذه حرب على كل شيء». وأضاف أن إيران تعمل على إقامة ما وصفها ب»جبهة إرهابية ضد إسرائيل من الضفة الغربية وفق نموذج غزة ولبنان من خلال تمويل وتسليح مخربين وتهريب أسلحة متطورة عبر الأردن». فى المقابل، دعت حركة حماس إلى استنفار شباب الضفة وتصعيد كل أشكال المقاومة والتصدى للاحتلال ومستوطنيه. وأكدت الحركة أن العملية العسكرية محاولة لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين الصهاينة وتوسيع لحرب الإبادة الوحشية القائمة فى غزة لتشمل مدن وبلدات الضفة المحتلة.. وقالت الحركة إن استمرار حملة الإبادة وانتهاكات الاحتلال يستند لدعم سياسى وعسكرى مطلق من الإدارة الأمريكيةوعواصم غربية. جاء ذلك بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال لمخيم شعفاط شمالى القدس من عدة محاور بأكثر من 150 جنديا وأغلقت مداخله. ومن ناحية اخرى أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات العملية العسكرية العدوانية التى تشنها إسرائيل على الضفة الغربية.