إن المنهجية التي تعمل عليها القوى الموجهة تجاه إيقاف مسيرة النهضة المسيرة تستهدف إيجاد حالةٍ من الاستقطاب المجتمعي تحقق غاياتها المستحيلة؛ حيث تروج القوي وجميع منتسبيها ومحبيها الشائعات التي تحاول من خلالها إيجاد حالة من الارتباك في ربوع الوطن عبر منابرها الكثيرة وخاصة الإعلامية، وكذلك من خلال منتسبيها على الأرض في كل مكان وزمان؛ حيث تتعمد المبالغة في تناول مجريات الأحداث كي تسهم بقوة في تهويل الأمور وتشويه ماهية الاستقرار في ربوع وطننا الحبيب، وتعتمد على مصادر باتت مفضوحة للرأي العام المصري على وجه الخصوص. ونوقن بأنه كلما حققت الدولة المصرية إنجازات على أرض الواقع يرصدها العالم كله؛ فنرى حالة من الاستنفار تبديها هذه القوي الموجهة؛ فتعدد من مصادر بث الشائعات وتبتدع ما يوجد حالة من فك الرباط والوثاق للنسيج المجتمعي؛ فتستخدم طرائق ليست بالتقليدية في محاولات إضعاف الثقة لدى نفوس العامة من هذا الشعب العظيم، الذي أكدت مواقفه الحاسمة مرارًا وتكرارًا على اصطفافه خلف دولته ومؤسسات وطنه؛ فلا مساس بأمن داخلي وخارجي على السواء. ولم تترك الشائعات مجالًا أو قطاعًا في الدولة المصرية إلا نالت منه؛ لتضع المواطن في حالةٍ من القلق والهلع المستمر وتزيد لديه ضعف الثقة في مؤسسات الدولة وحكومتها وقيادتها، وتقلل من التعاون والإيجابية حال مواجهة التحديات أو المشكلات التي يتعرض لها الوطن؛ لقناعة الفرد بأن التقصير دومًا من جهة الدولة ومؤسساتها والقائمين على إدارة شئونها، وهذا يؤكد ضرورة التصدي لتلك الشائعات بمنتهى الحزم والصرامة كونها تهدد الأمن القومي المصري بصورةٍ مباشرةٍ. وفي الفترة الماضية شنت القوي الموجهة والمواقع المشبوهة حملة تشويه تجاه مؤسسات الدولة؛ حيث ذكرت أن هناك فسادًا يضرب هيئات ومؤسسات وزارة الثقافة المصرية، ونؤكد لمن يقوم بهذه الحملات المغرضة أن الدولة ومؤسساتها الرقابية لا تتهاون في محاربة الفساد وصوره ودروبه، وتحاسب على الفور من يقصر أو يخالف أو يتربح أو يمارس أي ممارسة تخالف صحيح القوانين واللوائح المؤسسية. ونوقن بأن وزير الثقافة المصرية رجل ميداني يعمل على مكاشفة الواقع وحصر المشكلات والتحديات وبحث الأسباب، ولديه المقدرة على اتخاذ ما يلزم من قرارات من شأنها أن تضبط العمل المؤسسي وتحقق ماهية الالتزام، وفق مبدأ المحاسبية والشفافية المعمول بهما في الدولة المصرية منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي إدارة شئون البلاد. إن من يحاول تشويه مؤسسات الدولة عبر المنابر المغرضة لن يلتفت قطعًا لمحاولاته؛ فالعمل بالمؤسسات المصرية وبوزارة الثقافة المصرية على وجه الخصوص يدار بحرفية؛ ليحقق الهدف المنشود منه، والإعمار والتنمية الطريق الوحيد لآليات المؤسسات المصرية، وقد قطعت الحكومة الجديدة على نفسها العهد بأن تمضي إلى تحقيق النهضة وبناء الإنسان والحفاظ على المقدرات وحماية الأمن القومي بعد أن مهدت الحكومة السابقة طريق النهضة لها، ومن ثم نثق تمامًا بأنه لن يثني وزارة الثقافة عن تحقيق غاياتها بعض الشائعات المغرضة التي يطلقها أصحاب المآرب عبر المواقع المشبوهة والممولة. وفي ضوء ذلك ندرك أن وزير الثقافة سوف يتحرى الدقة والمعيارية في اختيار القيادات بغض النظر عما نشر أو ينشر من شائعات، كون أن الوزير يعمل وفق معيارية واضحة وشفافية جلية تقوم على اختيار أصحاب الكفاءات والجدارات الذين يأخذون على عاتقهم تحقيق غايات الوطن الحبيب، ويقدمون دون شك كل ما في وسعهم من أجل رفعة شأنه، ومن ثم يحافظون ويصونون مقدراته ويعملون على تنميتها. ونؤكد أن مثل تلك الحملات من المواقع المشبوهة والقوي الموجهة غاية أمانيها نشر الفوضى بعد إثارة البلبلة المخطط لها؛ كي تحقق زعزعة للاستقرار وتضعف اللحمة والجبهة الداخلية، ومن ثم تنال من الأمن القومي المصري، أو من أحد أبعاده المهمة، ومن ثم تجتهد في تعددية مصادرها وفي نهاية المطاف تطلق سمومها عبر الفضاء المنفلت كي يحدث العميم الشائعات المغرضة أو ما يثير الزعر والخوف بين المجتمع، وما قد يتسبب حسب زعمهم في إحداث الفرقة والتفكك المنشود لتخلو لهم الساحة ويحققون مآربهم الخبيثة. والأجهزة الرقابية بالدولة المصرية تواجه وتدحر كافة الشائعات والأكاذيب التي تخلق مستويات متقدمة من العدائية بين فئات المجتمع سواء جاءت على شكل صراعاتٍ شخصيةٍ أو بين جماعاتٍ تحكمها القبلية أو جراء طائفيةٍ مفتعلةٍ أو بين طبقاتٍ ثقافيةٍ متباينةٍ؛ لذا فالمواجهة الحاسمة والحازمة والفورية من قبل أجهزة الدولة الأمنية صارت ضرورةً لا غني عنها في دحض هذا النوع الفتاك من الفتن التي تزيد من حالة الفرقة وتشوه صورة الدولة. لقد أعلنت هذه القوي الموجهة ومنتسبيها ومحبيها عن حالة الحقد الواضحة والكراهية المعلنة والعدوانية السافرة تجاه مصر ومؤسساتها، ومن حملوا على عاتقهم راية الإعمار ومواجهة الإرهاب في آن واحد، ولهذا دلالة ومغزى واحد لا يبتعد عن ماهية الفكر المنحرف، ويتمثل في الهدم مقابل تحقيق الغايات، وهذا المسعى غير السوي لن يحدث ما دام هناك يقظة شعبية تمتلك وعي تام بمجريات الأحداث وما يدور حولنا من صراعات لم ولن تنتهي؛ بالإضافة إلى الدور المؤسسي الذي يقع على عاتق مؤسساتنا الوطنية وأجهزتها المعنية التي تستبق الحدث وتواجه بقوة المخططات في صورها المختلفة، وفي تحقيق ذلك أمن وأمان وصمام هذه الدولة العظيمة. ومعنويات المصريين وحبهم لوطنهم وتماسكهم، ومشاعرهم ووجدانهم الصافي كل ذلك ساهم في تحقيق ماهية التكافل والتضامن غير المسبوقة في العالم بأسره، وثقتهم في ربهم ومن بعد قيادتهم ومؤسسات وطنهم، لن يهزمهم ما تشيعونه وتروجون له من أباطيل وأكاذيب ليل نهار، ولن تفلح حيل الفتن التي تمارسونها في صورة ألاعيب وأساليب ملتوية لا تليق البتة بهم؛ فالكذب والافتراء يفوح من مصادركم غير السوية وتلك المواقع المشبوهة، وستظل الشفافية ومواجهة الفساد والتمسك والمحتفظة علي قيم المجتمع النبيلة وأخلاقه الحميدة سياجًا حاميًا للدولة ورموزها ومحبيها وقاطنيها ومن يزودون عنها.