عقد أمس الأحد بمعرض الكتاب، الندوة اليومية التى تقام لمناقشة محور "50 عاماً على إنشاء وزارة الثقافية"، وشارك فى الندوة الخبير السياسى سعيد اللاوندى وفاطمة البودى رئيس مجلس إدارة دار العين للنشر، وأدار الندوة الأستاذ الجامعى مدحت الجيار. عبر الدكتور سعيد اللاوندى عن ضيقه الشديد للوضع الثقافى المصرى قائلاً "كنت ألقى محاضرة بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، وسألت سؤالاً للطلبة الحاضرين من منكم قرأ لطه حسين، وعلى الرغم من أن عدد الطلاب كان يزيد عن 40، فلم أجد ولا طالباً يجيبنى، فعدلت السؤال من منكم يعرف طه حسين فلم أجد غير طالبين يعرفونه بأنه مؤلف "دعاء الكروان". قال اللاوندى إن الريادة المصرية فى مجال الثقافة لم تعد موجودة، فقديما على سبيل المثال كان من يقرأ لعباس العقاد بالجزائر فى وقت الاحتلال الفرنسى يقبض عليه ويعذب، حتى لا يتأثر بالثقافة العربية أو الإسلامية، أما الآن فأصبحت الثقافة المصرية تعانى من توعك. أما فاطمة البودى فاعتبرت النشر من الصناعات الثقيلة، وليست كل الكتب تنشر للربح، لكن هناك اعتبارات ثقافية وتاريخية يجب وضعها فى الاعتبار عند نشر أى كتاب، وانتقدت فاطمة صفحة الثقافة فى جريدة الأهرام، لأنها أحياناً تلغى بسبب الإعلانات، وهذا ما يطلق عليه التسليع الثقافى. وأوضحت البودى أن النشر المصرى يعانى من مشكلة فى عدد الكتب العلمية التى غيرت تاريخ البشرية، لكن جاء مشروع مكتبة الأسرة ليعيد نشر مثل هذه النوعية من الكتب مرة أخرى.