هددت رئيسة مجلس الأمن السفيرة سوزان رايس مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأممالمتحدة أمس الثلاثاء بأن واشنطن قد تعمل على سحب بعثة المراقبين من سوريا فى حالة استمرار العنف من قبل قوات الرئيس السورى بشار الأسد، وذلك إثر إعلان لجان التنسيق المحلية السورية عن ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين برصاص قوات الأمن والجيش السوريين مدعومة بعناصر الشبيحة إلى 32 شخصا. وقالت رايس إن "صبر واشنطن إزاء نظام الأسد نفد، فالعنف مازال مستمرا على الرغم مما يسمى وقف إطلاق النار فى 12 أبريل، وهذا ليس فحسب غير مقبول، ولكنه أمر يستحق الشجب والإدانة"، مضيفة: "تلقى مجلس الأمن إحاطة، كما تعلمون، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، من المبعوث المشترك عنان ووكيل الأمين العام أرفيه لادسو، وذكر عنان فى احاطته أن الوضع فى سوريا مازال غير مقبول، وأعرب عن قلقه إزاء تقارير تفيد باستئناف الهجمات فى بلدات عقب مغادرة أعضاء بعثة المراقبة الأممية، ووصف عنان ذلك بأنه غير مقبول ويستحق الشجب، إذا كان هذا صحيحا". وتابعت: "عنان قال لأعضاء المجلس - وأنا اقتبس هنا ما قاله - الوعود المقبولة هى فقط الوعود التى يتم الوفاء بها"، وكشفت عن أنه تقرر "استبقاء بعض المراقبين الدوليين فى مدينتى حمص وحماة للتغلب على مشكلة استئناف أعمال العنف وبعض الحوادث الأخرى عقب مغادرة المراقبين الدوليين"، لكنها استدركت قائلة "المشكلة بوضوح هى أنه لا توجد أعداد كافية من المراقبين لتأدية هذه المهمة فى الوقت الحاضر، وبالتالى، فإن الإجماع القوى الذى أبداه مجلس الأمن بنشر، هؤلاء المراقبين، سيكون نفس الإجماع الداعى إلى الإسراع بسحب هؤلاء المراقبين قدر الإمكان". من جهتها، نبهت لجان التنسيق السورية إلى أن قوات الأمن قامت بإطلاق النار على المتظاهرين بحى صلاح الدين بمحافظة حلب، بالإضافة إلى أن قوات الجيش قامت بحملة دهم واعتقالات عشوائية أسفرت عن اعتقال العديد من النشطاء فى مدينة اللاذقية. من جهة أخرى، أكد تقرير نقابى عمالى فى سوريا إن نسبة الفقراء وصلت إلى 41% من عدد السكان، وأن الخطة الخمسية العاشرة هدفت إلى خلق 625 ألف فرصة عمل جديدة للنصف الأول من عمرها لكنها لم توفر سوى 277 ألف فرصة، كما أن الصناعة الوطنية تمت محاصرتها فى عقر دارها وشعر العاملون فى القطاعين العام والخاص والمتقاعدون أن أجورهم تتراجع أمام موجات الغلاء المتتالية نتيجة انسحاب الدولة من دورها فى التأثير على الأسواق، وبالتالى فإن الحصاد المتوقع سيكون مزيدا من الغضب الشعبى.
