سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وسائل الإعلام الغربية والكيل بمكيالين فى التعامل مع القضية الفلسطينية.. مركز ميمرى يقوم باجتزاء فيديوهات من أحاديث البرامج لخدمة المصالح الصهيونية مع الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية وتحريف الترجمة
الكيل بمكيالين، هو منطق يعكس مفهوم التحيز وعدم الحيادية، وهو منطق قد يقبل أحيانا فى المصالح العالمية والسياسية، لكنه غير مقبول بالمرة فيما يخص الحق فى الحياة على كوكب الأرض، وهذا ما يفعله وسائل الإعلام الغربية مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، والتى تحاول تلك وسائل الإعلام المغرضة لطمس أبسط حقوق الشعب الفلسطينى، وهى الحياة فى سلام على أرضه. وفى هذا الإطار، نشر موقع مركز Memri للدراسات فيديو بعنوان " الإعلامية المصرية قصواء الخلالى ترد على مقطع قناة MEMRI" يوم 21 مايو حيث تستنكر قصواء الخلالى - إعلامية تقدم برنامج المساء مع قصواء على قناة سى بى سى المصرية - ما قام به حساب Memri على منصة x تويتر سابقا) : والذى عرض جزء من حديثها خلال برنامجها وهى تدعو الأسر المصرية لكره إسرائيل والصهيونية؛ فقد اتهمها المنشور بالتحريض على العنف وكراهية الصهيونية جدير بالذكر أن ما تم عرضه بالفيديو قام الموقع بتفريغه حرفيا. وفيما يلى ما جاء فى الموقع (الترجمة الحرفية) ردت الإعلامية التليفزيونية المصرية قصواء الخلالى فى مونولوج لها فى 21 مايو 2024 فى برنامجها على قناة سى بى سى (مصر) على مقطع MEMRITV، دعت فيه المصريين إلى تعليم أطفالهم كراهية إسرائيل والصهاينة. وسألت عما توقعه MEMRI منها أن تقول: "إن إسرائيل حلوة مثل الشوكولاتة؟" وقالت الخلالى إن هذا الفيديو جاء فى وقت تعج فيه الجامعات فى أوروبا وأمريكا وأماكن أخرى "بالرافضين للأعمال الصهيونية". وقالت الإعلامية قصواء الخلالى "تفاجأت بأن أحد أقدم المعاهد البحثية - معهد مشهور جداً تأسس عام 1998 لأبحاث الشرق الأوسط وهو معهد أمريكى من واشنطن. أخذوا ما قلته فيه البرنامج وحللوه وقالوا إن هذا إعلام مصري، وأجروا بحثا مفصلا عنى وعن برنامجى وعن خطابي، وقالوا إن هذا الخطاب يحرض على كراهية الصهيونية. "ليس لديهم مشكلة فى موت الفلسطينيين. إنهم يوجبون موت الفلسطينيين، فلقد رأينا مؤخرا أكاذيب وسائل الإعلام وموضوعية العالم وموثوقيته. لقد اختاروا ما قلته, فى وقت أصبحت فيه الجامعات فى أوروبا ,أمريكا تعج بالناس الرافضين للأعمال الصهيونية.. واختاروا برنامجى وقالوا إن هذا صوت المصريين وإعلامهم، وهم مناهضون للصهيونية، ويكرهون الصهيونية وإسرائيل. حيث سألت عما تتوقعه MEMRI منها أن تقول: "إن إسرائيل حلوة مثل الشوكولاتة؟" وقالت الخلالى إن هذا الفيديو جاء فى وقت تعج فيه الجامعات فى أوروبا وأمريكا وأماكن أخرى بالرافضين للأعمال الصهيونية." وصار الأمر أكثر هزلية، عندما بحثت حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعى عن حسابى الرسمي، وذكرونى فى المنشور مما جعل حسابى مألوفا للأشخاص الذين يعارضون أى هجوم على الصهيونية، حيث تلقيت العديد من الهجمات من كثير من كبار الشخصيات الأوروبية والأمريكية، وكأنى ارتكبت جريمة وقالوا: هؤلاء هم المصريون وهم يكرهون الصهاينة فلماذا نحبهم ؟" أبرز ما عرضه الفيديو بدأ الفيديو باستنكار الإعلامية بسبب نشر موقع مركز ميمرى لجزء من حلقة سابقة لها فى منشور عبر حسابه الرسمى على منصة X حيث قام الموقع بتحليل مضمون حديثها والذى قالت فيه أن المصريون يكرهون إسرائيل والصهيونية وحثت الأسر على تربية أطفالها على ذلك مشيرة إلى أن المصريين لا يعترفون بهذا الكيان الإسرائيلي. حتى وإن كانت الحكومات قامت بتطبيع العلاقات فإن الشعب المصرى لا يطبع ". وبالتالى اعتبرها المعهد تحرض على العنف والكراهية وأن هذا يمثل الإعلام المصرى. تساءلت الإعلامية قصواء عما يتوقعه المعهد من المصريين فى وقت تعج فيه الجامعات فى أوروبا وأمريكا وأماكن أخرى بالرافضين للأعمال الصهيونية. أشارت أنها ترى أن معهد ميمرى لا يزعجه قتل الحكومة الإسرائيلية للفلسطينيين، وأن ما يزعجه هو تأكيدها على كراهية المصريين لإسرائيل، وأشارت هل يتوقع ميمرى أن تصف إسرائيل بأنها "حلوة مثل الشوكولاتة" على حد قولها. واستنكرت فى ختام الفيديو إشارة ميمرى لحسابها الرسمى فى المنشور حيث قام بسبها عدد من كبار الشخصيات الأوروبية والإسرائيلية على حد قولها، متسائلة عن سبب يدعو المصريين لحب لإسرائيل. نبذة عن موقع Memri ميمرى Memri اختصار لمركز الشرق الأوسط للدراسات البحثية وحسب المنشورعلى موقعهم على الإنترنت فهو موقع يستكشف الشرق الأوسط من خلال إعلام المنطقة، حيث يقوم بتقريب الفجوة بين الشرق والغرب من خلال الترجمة إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبولندية والروسية والصينية واليابانية والعبرية من لغات عدة كالعربية والفارسية والأردو والتركية، بالإضافة إلى ترجمة برامج تلفزيونية أخبار حوارات وغيرها سواء على الإعلام المرئى أو المكتوب، كما يذكر موقعهم الإلكترونى فإن ميمرى مؤسسة "غير ربحية", "مستقلة" تقع فى واشنطن دى سى ولديها مكاتب فى كل من لندن، روماالقدس، بغداد، شنغهاى وطوكيو. تأسس ميمرى فى شهر فبراير لعام 1998 ومؤسسها هو الكولونيل بيغال كارمون وهو ضابط استخبارات سابق بوزارة الدفاع الإسرائيلية وقد عمل كمستشار لوزيرين إسرائيليين لمكافحة الإرهاب شامير ورابين، وقد تطورت أهداف المعهد على مدى السنين لا سيما بعد أحداث 11 أيلول 2001. يحدد موقع "ميمرى" القضايا التى يتناولها فى الآتي: مشروع دراسات الجهاد والإسلام والولايات المتحدة والشرق الأوسط، بالإضافة إلى الإصلاح فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأيضا الصراع العربى الإسرائيلي. كما يقوم المعهد بمراقبة الخطب الدينية فى المساجد، والكتب المدرسية، وحوالى 38 قناة تليفزيونية عربية، ويترجم محتواها السياسي. وقع "ميمري" فى أكتوبر 2020 مذكرة تعاون مع مركز "تريندز للبحوث والاستشارات" فى أبو ظبى وذلك فى مجال العمل البحثى والإعلامي، وتنص المذكرة على التعاون فى مجال إعداد البحوث والأوراق السياسية، وتبادل الخبرات البحثية فى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة قضايا منطقة الشرق الأوسط، كحركات الإسلام السياسي، والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة ... وغيرها. وخلال زيارة للبحرين للولايات المتحدةالأمريكية 2020 فى إطار التطبيع بين البحرين و"إسرائيل" انتشرت بعض الأخبار بأن وفدًا بحرينيا مؤلفا من 200 شخصية. وقعوا مذكرة تفاهم مع معهد ميمرى. تعليق المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية تاريخ "ميمري" حافل بهذا النوع من الخطاب المبنى على رصد للإعلام العربى عامة والمصرى خاصة، وينشغل فى المقام الأول بالترويج لثقافة التقارب الفكرى بين إسرائيل والدول العربية لكسر حالة العزلة الثقافية والفكرية والاجتماعية التى تعانى منها إسرائيل وسط المحيط العربي. من خلال عرض أكثر من فيديو على موقع ميمرى فمن الملاحظ أن المنظمة تقوم باجتزاء فيديوهات من أحاديث البرامج واللقاءات وذلك لخدمة مصالحها وأهدافها، مع ملاحظة أن الترجمة بها الكثير من التحريف فى بعض المقاطع كى تخدم هذه الترجمة المصالح الصهيونية فى المنطقة بالإضافة إلى أنها تتعدى على حقوق الملكية الفكرية وحقوق النشر فلم تستأذن المنظمة فى استخدامها وإعادة نشرها مجزأة لتوحى معنى عكس ما قيل او نشر. يتناغم رصد "ميمرى" لكلمات الإعلامية قصواء مع التوتر الراهن بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وخاصة مع المزاعم الإسرائيلية الخاصة بوجود فتحات أنفاق داخل الأراضى المصرية، وبالتالى هناك حالة من التركيز الشديد على كل ما يصدر من الاعلام المصرى بخصوص إسرائيل لاستخدامه كذريعة فى السيناريوهات التى يتم ترويجها فى الداخل الإسرائيلى عن مصر ودورها المزعوم للهرب من الفشل العسكرى فى الحرب حتى الان. يتسق اهتمام "ميمرى" مع التوجه الإسرائيلى الساعى بقوة لترويج التطبيع المبنى على الاندماج الثقافى والفكرى والاجتماعى مع الدول العربية، وعدم تكرار تجربة السلام البارد مع مصر، وهو الامر الذى تمت اثارته فى الاعلام الإسرائيلى بشكل موسع وكان اخر الأمثلة امس الأول فى مقال لروث واسرمان لاند النائبة السابقة للسفير الإسرائيلى فى القاهرة التى قالت ان إسرائيل لم تصر لتقوم مصر بتغيير مضمون منهاجها الدراسى الذى يحض على كراهية إسرائيل، كما ان هذه النقطة تحديدا من بين بنود اتفاق التطبيع مع المملكة العربية السعودية. من الواضح ان مضمون حديث الإعلامية قصواء كان يميل الى الشعبوية الزائدة، وهى الملحوظة التى تميز طريقتها بعد العودة فى اعقاب شهر رمضان، وهو ما اثر بالإيجاب على التفاعل مع فقرات البرنامج على منصات التواصل الاجتماعي، لكن يتعين ان يتم ضبط لغة خطابها خاصة فيما يتصل بالشأن الخارجى حتى لا يصبح الامر أسلوبا دائما وفى كل القضايا، وعلى ذلك نقترح أن يتم إرسال عدد من التنبيهات الإعلامية للقنوات المصرية لإعادة ضبط المصطلحات والمفاهيم بما يحقق الهدف من الخطاب الإعلامى وبما لا يخالف القيم والأعراف والثوابت والقواعد المهنية الراسخة، وبما يتماشى بالطبع مع توجهات الدولة المصرية حاليا.