"من المحلية إلى العالمية".. هكذا تحول أبناء أسوان وأهالى النوبة بمشغولات يدوية صنعوها من الطبيعة المحلية أقصى جنوب مصر ، ووصلوا بها إلى الشهرة العالمية فى الأسواق الدولية التى لاقت استحسان وإعجاب الجميع من شتى الجنسيات الدولية المختلفة. صناعة المشغولات اليدوية فى أسوان تعتمد بشكل أساسى على البيئة، فى توظيف مخلفات الطبيعة خاصة من النخيل والأعشاب والأشجار التى اكتشف العلماء أنها وصفات طبية لعلاج أكثر الأمراض. تحدث إيهاب النوبى، الشهير ب"وينجى" من أبناء محافظة أسوان، ل"اليوم السابع"، قائلاً: إن المنتجات النوبية ذاع صيتها لأنها من الطبيعة الخالصة ويصنعها أبناء النوبة دون استخدام مواد كيميائية أو غيرها من المواد المضرة الداخلة فى التصنيع، وهذا سبب شهرة منتجات أهل النوبة، وهو ما جعل المؤسسات الدولية والمحلية تتصارع إلى هذه المنتجات، بجانب تدخل المؤسسات لتطوير هذه المهنة والقائمين عليها. وتابع "وينجى"، أن أسوان والنوبة مشهورة بالزيوت الطبيعية من حيث استغلال هذا المكون فى تصنيع منتجات طبيعية من الزيوت ومنها الزيوت التى تتكون من 28 نوع زيت طبيعى لعلاج الخشونة وآلام العظام والمفاصل ويكثر الإقبال عليه، بالإضافة إلى شهرة أسوان بالحنة السودانى، والتى يضاف عليها بعض الأعشاب الطبيعية لعلاج مشاكل الشعر وإكسابه الألوان الطبيعية ك"الأسود والكستنائى والأحمر وغير ذلك". وأشار، إلى شهرة الأعشاب الطبيعية والتى تعد وصفات طبية طبيعية لعلاج المشاكل الصحية، كالقرنفل وحبة البركة وزيت الزيتون وأوراق الأشجار والبذور الكراوية والينسون والسخبر وشجر غزال، لافتاً إلى المشروبات التى تكسب مناعة أقوى ضد نزلات البرد والكحة ومنها "الجنزبيل" الذى يعد مضاداً حيوياً طبيعياً لنزلات البرد ويمكن إعداد كوب ساخن منه يضاف له نصف ليمونة، مما يساعد ويعطى الجسم شعور بالدفء، ومن المشروبات التى تقوى المناعة ضد نزلات البرد والكحة هى "التليو" وهى عشبة معروفة للكحة يستخلص منها زهور تستخدم مشروب منها "البابونج" و"الينسون" والذى يساعد على تهدئة الكحة، و"الحرجل" وهو عبارة عن نبات صحراوى أخضر اللون يزرع فى أسوان، بجانب "ورق الجوافة" الأخضر الذى ينشف فى الظل مع وجود تيار هواء ويمكن أخذ ورقة واحدة منها وتكسيرها فى كوب بعد غليانها وشربها مع إضافة نصف ليمونة حتى تزيد من الفائدة الصحية للمشروب. وأضافت روحية يوسف، من أقدم سيدات النوبة فى صناعة المشغولات اليدوية، ل"اليوم السابع"، أن المشغولات اليدوية هى جزء من هوية النوبة فكانت السيدات قديماً تجلس أمام المنزل وتصنع منتجات من البيئة المحيطة يحتاج إليها المنزل كسجاد الصلاة وحافظة الأكل والحقائب وغيرها، فالمشغولات هى "إرث الجدات". وأوضحت روحية يوسف، أنها تصنع جميع المشغولات بيديها سواء كانت من الخوص أو الخرز وتشكل منها الأشكال المختلفة وتصنع منها شنط السيدات مختلفة الأحجام والأحذية وغيرها من المصنوعات التى لاقت استحسان وإعجاب الأجانب والمحليين، لافتةً إلى أن المشغولات اليدوية كادت أن تندثر حتى حافظت الحكومة المصرية عليها وأحيتها مرة أخرى من خلال إقامة العديد من المعارض فى مختلف المحافظات، وخاصة أسوان التى تتميز بالمشغولات النوبية المميزة، وتم تدريبهم بشكل احترافى. وتابعت مدام سعدية، من محافظة أسوان، تعمل فى مجال المشغولات اليدوية، أن الحرف التراثية تدخلت فيها صناعة وتشكيل الخرز إلى منتجات ذات قيمة واستخدام أكثر ومنها صناعة الشنط الحريمى بأشكالها وألوانها الجذابة بجانب صناعة الإكسسوارات والزينة التى تستخدم فى البيوت أو السيارات أو غيرها.
