قافت وكالة رويترز الإخبارية إن الانتخابات الرئاسية فى مصر قد أعيد تعريفها من جديد بعد قرار استبعاد عشرة مرشحين بينهم نائب الرئيس السابق عمر سليمان، وخيرت الشاطر مرشح جماعة الإخوان المسلمين. ورأت الوكالة أن هذه التطورات تضيف المزيد من الاضطرابات لمرحلة الانتقال إلى الديمقراطية فى مصر التى تخللتها موجات من العنف والتناحر السياسى بين الإسلاميين والعلمانيين وفلول نظام مبارك، واعتبرت الوكالة أن الفائزين فى دراما السباق الرئاسى هم الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والإسلامى المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح، وكليهما أمضى وقت أطول فى الإعداد للحملة الانتخابية أكثر من المرشحين الآخرين لكنهم تأثروا بمن دخلوا السباق مؤخرا. أما الخاسرون فأبرزهم الإخوان المسلمين الذين قرروا خوض السباق فى اللحظة الأخيرة، ويبدو أن فرصهم قد تم تقويضها باستبعاد مرشحهم الأول خيرت الشاطر. وستدعم الجماعة بدلا منه محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، وتقول رويترز إن الآلة الانتخابية المنظمة جيدا للإخوان ستقف خلف مرسى، وأنه أصبح متسابقا فى الانتخابات ويتوقع أن يخوض الإعادة فى يونيو. إلا أن المحللين السياسيين يرون أن مرسى أضعف بكثير من الشاطر، فيقول شادى حميد، الخبير بشئون الإخوان بمؤسسة بروكنجز أن مرسى كان النسخة الاحتياطية لسبب ما، فالشاطر كان الوحيد بين الإخوان الذى يتطلع للرئاسة، بأنها ضربة كبيرة للإخوان المسلمين. ويضيف حميد إن ما جعل الشاطر مرشحا له حظوظ هو أنه يمكن أن يوحد الإسلاميين، وأنه يمكن أن يجذب السلفيين، لكن مع وجود مرسى مرشحا، فإن الأمر سيصبح أكثر تحديا لكنه لا يزال ممكنا، كما أنه مع ترشيح مرسى، هناك فرص أكبر لانهيار الانضباط الداخلى فى الجماعة، وستذهب بعض أصواتها إلى أبو الفتوح الذى تم فصله من الجماعة لتحديه قرارها السابق بعدم طرح مرشح فى الانتخابات الرئاسية. ويقول نبيل عبد الفتاح، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أبو الفتوح سيحصل على الكثير من الأصوات التى كان من الممكن أن تذهب إلى الشاطر وأبو إسماعيل، حيث أن الكثيرين لن يقتنعوا بمرسى الذى كان بعيدا عن الإعلام فى الفترة الأخيرة. أما مصطفى السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قوله إن الاستبعادات هى بالتأكيد فى صالح عمرو موسى وأبو الفتوح، الذين قاموا فى قائمة الأفر حظا قبل الدخول المفاجئ لعمر سليمان فى اللحظة الأخيرة وخيرت الشاطر للسباق.
