تمكن فريق دولى ضم العديد من العلماء والباحثين من الفهم الدقيق للمتغيرات الجينية المصاحبة لمرض الزهايمر، وأيضا ما يحدث خلال التطور الطبيعى للمخ، وتعرفوا على الجينات التى تتسبب وترفع من معدلات الإصابة بالزهايمر وضعف الذاكرة، وهو ما ينبئ بظهور علاج جديدة لهذه الأمراض. وكشف الباحثون النقاب عن وجود أربعة جينات جديدة ترفع من معدل حدوث الانكماش فى منطقة الحصين " hippocampus" بالمخ، المسئولة عن تكوين الذاكرة الجديدة، وذلك بعد العديد من الدراسات والأبحاث التى أجريت على حوالى 9000 شخص، قاموا بفحص ومراجعة التحاليل الجينية الخاصة بهم. وأشار الباحثون إلى أن منطقة الحصين تنكمش بشكل طبيعى مع التقدم فى العمر، ولكن عند حدوث هذه العملية بشكل سريع، ترتفع حينها معدلات انكماش تلك المنطقة، وتزداد فرص إصابة الأشخاص الحاملين لتلك الجينات بالزهايمر بشكل يفوق الأشخاص الذين لا يحملونها إطلاقاً أو يحملون إحداها فقط. وجاءت هذه النتائج فى دراستين منفصلتين نشرتا بدورية "Nature Genetics"، أحد أكثر الدوريات مصداقية وأوسعها انتشاراً، وذلك على الموقع الإلكترونى للدورية فى الخامس عشر من شهر إبريل الجارى، وتعد من أكبر الدراسات التى أجريت على مخ الإنسان، حيث أجراها فريق دولى كبير من الباحثين ضم ما يزيد عن 80 عالماً من 71 مؤسسة علمية بثمانى دول مختلفة، وقادتها مؤسسة ديفيس الصحية بجامعة كاليفورنيا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف الباحثون أن الانكماش الحادث فى المخ يزداد بمعدل أربعة أعوام، أى أصبح يكافئ الانكماش الذى يحدث ببطء للمخ عقب مرور أربعة أعوام، وهو ما يرفع من فرص الإصابة بالزهايمر سريعاً، حيث تزداد احتمالات الإصابة بالمرض بمقدار الضعف بعد بلوغ سن ال65، وكما أن فرص الإصابة تزداد عند حدوث انكماش كبير فى منطقة الحصين بالمخ ويصبح حجمها أقل من متوسط الحجم الطبيعى. ويأمل الباحثون فى التوصل إلى طريقة جديدة لوقاية وحماية منطقة الحصين بالمخ، المسئولة عن تكوين الذاكرة الجديدة من الانكماش المبكر، أو حتى التقليل من معدل حدوث تلك العملية من خلال التأثير على تلك الجينات وتثبيطها ومنع تكوين البروتينات التى ترمز إليها وتتسبب فى حدوث أعراض المرض.
