منذ قامت الثورة وطريق التآمر موصول لم ينقطع، قامت الثورة من أجل إحداث التغيير الحقيقى الذى يفتح الطريق لنهضة يحسها الشعب وتبعث فيه الأمل، طريق التغيير كان مقطوعا معظم الوقت إلا ما خرج عنوة بمعاناة وشهداء. ستشتد حلقات التآمر لا محالة، فأطرافه أصحاب مصالح مصيرية لا يمكن لأى منهم التهاون بشأنها، لكل مخاوفه، فلا الإخوان يقبلون بضياع الفرصة الذهبية لحكم مصر، بالمثل فإن قادة العسكر لا يقبلون بانتهاء احتكارهم للحكم ولا برجوع مؤسستهم كواحدة من مؤسسات الدولة تحت ولاية الحكم المدنى. تيار الإسلام السياسى الذى لوحظت مغالبة ساحقة منه بما يبدد أمل الديمقراطية التى تقوم على التعددية، يتحير الشعب فيمن يقف وراء عرقلة أى تغيير، بدأ الثوريون توجيه اتهاماتهم للمجلس العسكرى قبل منتصف العام الماضى بأنه يقود ثورة مضادة، كان هذا أساسا الفارق بين الثوريين وأتباع تيار الإسلام السياسى الذين واصلوا تأييد المجلس العسكرى. اليوم يشارك هذا التيار فى توجيه اللوم للعسكر، ولكن بعد أن تعمق الشق مع الثوريين الذين وصفوهم بأنهم باعوا الثورة. لم تشارك قوى الإسلام السياسى الثوار فى إحداث الضغط بالميادين لدفع التغيير وراقبوا سقوط شهداء ما بعد الثورة بدون تحريك ساكن، اليوم مصر فى أزمة بين هيمنة مستقرة من العسكر وهيمنة من الإخوان المسلمين تدفع طريقها بأسرع وأوسع ما يمكن، تزداد الهوة عمقا ويزداد فقدان الثقة بما يراه المجتمع المدنى من محاولات تيار الإسلام السياسى المستميتة للاستئثار بوضع الدستور، تستمر جماعة الإخوان فى فقدان مصداقيتها منذ أحداث استفتاء التعديلات الدستورية برغم أى تبريرات قد ترتكز عليها. جميعنا يرى إلى ماذا أوصلنا انفصالها عن قوى الثورة ومهادنتها للثورة المضادة والاستماتة من أجل الاستفتاء بنعم على خريطة طريق لم تأت إلا بكل عدم استقرار. أين نجد ضالتنا فى تغيير حقيقى وسريع ومن يناصر حلم الثورة فى نهضة الشعب؟ لابد أن يلتئم كل من يتشوق للتغير الجذرى وللنهضة حول رئيس ثورى قوى العقل والعزيمة وسطى التوجه ونظيف اليد. لايجب أن نكتفى بدور المتفرج على ثورة تقتل، وتغيير يخنق، وديمقراطية تخترق بهيمنة المؤسسة العسكرية، كما لا يجب أن ننتظر اكتساح التشدد الدينى لمصر. لابد من رئيس يقود نمو تيار الوسطية فى مصر، ولا يزايد عليه المتشددون. أيكون اختيارنا هو الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح؟ هل ندعمه قبل فوات الأوان؟!
