"الشرف والأمانة" قيم كادت أن تنقرض من مجتمعنا بسبب الظروف الاقتصادية، التى سيطرت على الجميع وساعدت على انتشار المزيد من القيم السلبية، هذا ما يتناوله مسلسل "الوديعة والذئاب" من تأليف الكاتب عبد الحميد أبو زيد مؤلف مسلسل "امرأة من نار"، وإخراج على رجب مخرج فيلمى "بلطية العايمة" و"خالتى فرنسا". تهدف قصة المسلسل إلى البحث عن "طاقة النور" بداخل الإنسان، فى محاولة منها لإنقاذ المجتمع من الانهيار، وتدور أحداث المسلسل حول رجل ثرى ترك وديعة فى يد "إياد نصار" وهو شخص بسيط مهمته توصيل الوديعة لبعض الأشخاص الذين يستحقونها، ويمر بظروف مالية واجتماعية صعبة، وتأتى ترتيبات القدر لتضع فى طريقه الكثير من المعوقات التى يساعد فيها أخوه "باسم سمرة" وتدفعه للتفكير كثيراً إلى الاستيلاء على الوديعة لنفسه، خاصة إذا كانت هى الطريق الذى يقضى على كل مشاكله، سواء مع أمه أو خطيبته، وتتصاعد الأحداث فى شكل صراع بين الخير بداخله والشر فى المحيطين به إلى أن يتخذ قراره الأخير إما بتوصيل الأمانة أو خيانتها. الجديد فى المسلسل عن الجديد الذى يقدمه المسلسل يقول المخرج على رجب "المسلسل تركيبة جديدة تقوم على الأسلوب السينمائى، سواء فى طريقة التصوير أو فى المعدات المستخدمة أو حتى أماكن التصوير، هذا بخلاف القصة التى كتبها أحد أبرز الكتاب الذى تتميز أعماله بقلة العدد وجودة المنتج، أما الإنتاج فيكفى أن نقول ناهد فريد شوقى، حتى نعرف قيمة المسلسل، فهى فنانة بمعنى الكلمة وليست مجرد منتجة أفلام". وقع اختيار المخرج على الشباب كأبطال للمسلسل وليس النجوم الكبار، كما هو متعارف عليه فى الفيديو، فى محاولة منه للخروج من هذا الإطار الذى يكلف الإنتاج ميزانية كبيرة من الممكن استخدامها لتطوير جودة باقى عناصر العمل، كما تعد التجربة رهاناً على الشباب من القائمين على العمل، والأبطال هم إياد نصار وباسم سمرة وعلا غانم ورانيا فريد شوقى ومروة اللبنانية، ومفاجأة المسلسل التى لم يتم التعاقد معه بعد، ولكن هناك احتمال كبير لانضمامه لأسرة المسلسل هو النجم السورى جمال سليمان. استعان المخرج بالمصور العالمى فيكتور كريدى، الحاصل على جائزة أحسن تصوير فى مهرجان جينيف السينمائى عن فيلم "البصرة" كمدير للتصوير، مستخدماً أسلوب التصوير السينمائى بكاميرا واحدة مع إدخال تقنيات الإخراج السينمائى، وتنوعت أماكن التصوير ما بين داخل القاهرة والإسكندرية والمنصورة والسويس، وخارج مصر فى العراق والأردن، ويشير على رجب إلى الجدول الزمنى للمسلسل الذى لن يتعدى أربعة شهور، حيث يبدأ التصوير فى فبراير المقبل و ينتهى فى يونيو. العرض فى رمضان تقرر إذاعة المسلسل فى رمضان المقبل ضمن أربعة مسلسلات تستخدم نفس الأسلوب السينمائى فى الإخراج التليفزيونى، مما يزيد من المنافسة الدرامية، حسبما يقول المخرج على رجب، الذى أكد أن وجود المسلسل مع مسلسلات أخرى تستخدم نفس الأسلوب شىء جيد، حيث إنه يحرك المياه الراكدة ويكسر التيمة التى اعتادها المشاهدون. ويضيف رجب، شرف عظيم أن يكون المسلسل فى إطار المنافسة مع ثلاثة مسلسلات أخرى لمخرجين كبار كرأفت الميهى وسعيد حامد ومجدى محمد على، وبالطبع هذا يزيد من صعوبة الموقف، بالإضافة إلى أن رمضان الماضى شهد مسلسلات عالية الجودة كأسمهان والملك فاروق لا يجب أن نقل عنها وهذا ما أحدثه دخول المخرجين العرب على الفن المصرى بمختلف أنواعه من تحريك للمياه الراكدة. وعن استعانته بباسم سمرة كأحد أبطال المسلسل بعد بطولته لمسلسل "بنت من الزمن ده" الذى عرض فى رمضان الماضى، قال "هذا لا يعد نوعاً من التكرار، لأن باسم يظهر بشكل جديد عليه، سواء فى المظهر أو الأداء، كما أن دوره مركب".
