أعلن مصدر قضائى عراقى اليوم، الجمعة، أن 48 شخصا من جماعة "أنصار المهدى" العقائدية، مثلوا أمس أمام محكمة جنايات ذى قار إثر تورطهم فى مقتل 16 شخصا، بينهم ضباط كبار فى الناصرية مطلع 2008. وقال المصدر إن "المجموعة التى تعرف عن نفسها بأنها من أنصار أحمد اليمانى متورطة بقتل 11 شرطيا، بينهم أربعة ضباط كبار وخمسة مدنيين، خلال مواجهات مسلحة فى 19 يناير 2008". وقال إن "الجلسة الأولى حضرتها عائلات القتلى والجرحى بعد أن قدموا شكوى ضد مجموعة اليمانى المتورطة بالجرائم المذكورة"، موضحا أن "الجلسات ستتواصل للوقوف على الأدلة". وقتل ما لا يقل عن سبعين شخصا، بينهم خمسون من أتباع جماعة شيعية عقائدية فى الناصرية والبصرة واعتقل العشرات خلال مواجهات مع قوات الأمن مطلع العام الماضى، بالتزامن مع ذكرى عاشوراء. وتطلق الجماعة على نفسها "أنصار المهدى" وهى تابعة لرجل دين يدعى أحمد حسن البصرى ملقب باليمانى. وكان مسئولون أكدوا أن "اليمانى زعيم، أنصار المهدى" سيكون وصيا للمهدى المنتظر من خلال صيحة مدوية ليل العاشر من محرم فى مكان ووقت محددين لخروج الإمام المهدى ليلتقى باليمانى". وقد ظهرت أولى الجماعات الشيعية العقائدية التى تؤمن بإشاعة الفوضى من أجل تسريع ظهور المهدى المنتظر فى منطقة النجف، حيث خاضت اشتباكات دامية استمرت أياما مطلع العام 2007. وداهمت قوات الأمن العراقية بمساندة الجيش الأمريكى فى 28 يناير 2007، منطقة الزرقاء قرب النجف، حيث كانت تتحصن جماعة "جند السماء" بزعامة ضياء عبد الزهرة كاظم الكريماوى الملقب أبو قمر الذى قتل فى الاشتباكات. وقد أسفرت المواجهات آنذاك عن مقتل 263 من عناصر "جند السماء" واعتقال 736، بينهم 448 مقاتلا و288 من النساء والأطفال أفرج عنهم لاحقا. وكانت المحكمة الجنائية الخاصة فى النجف أصدرت فى سبتمبر 2007 حكما بإعدام عشرة من قادة "جند السماء" كما حكمت على 390 آخرين بعقوبات السجن خمسة عشر عاما ومدى الحياة.