أكد عضو المجلس الوطنى السورى المعارض وليد البنى اليوم السبت أن "تنحى (الرئيس بشار) الأسد مسئولية الشعب السورى"، مشيرا إلى أن تطبيق النظام لخطة المبعوث الأممى - العربى كوفى عنان "سيجعل التظاهرات الشعبية تصل إلى قصر الأسد وتقتلعه". ورأى البنى أن النظام السورى "يعمل على تقطيع الوقت كما فعل بالمبادرة العربية ويحاول استغلال المبادرة الأممية كما فعل مع الحلول العربية"، مشددا على أن مؤتمر أصدقاء سورية الذى يعقد فى اسطنبول غدا الأحد "سيفضى إلى قرارات مختلفة"، مطالبا زعماء القمة العربية ب"الضغط على الأسد لسحب عصاباته من المدن والتعاون الكامل مع خطة المبعوث الأممى - العربى". وكشف البنى عن نية المعارضة السورية عقد مؤتمر خلال الأسابيع المقبلة ستطرح فيه النتائج التى تم التوصل إليها بشأن إعادة هيكلة المجلس الوطنى السورى ووحدة المعارضة. وحول موافقة دمشق على خطة عنان، قال "السلطة السورية حتى الآن لم تطبق مبادرة كوفى عنان والنظام الأسدى ماض فى تدمير المدن وفى القتل ولم يطلق المعتقلين ولم يسمح بحرية التظاهر، وما حدث بالأمس فى حماه وإدلب وريف دمشق يشكل دليلاً على عدم تطبيق خطة عنان رغم الموافقة المعلنة عليها". وأضاف أن النظام ما زال يعتقد أن بقدرته إجهاض الثورة السورية بالحل العسكرى، وهو الآن "يحاول مرة أخرى استغلال المبادرة الأممية كما فعل مع الحلول العربية،ولو أنه أطلق المعتقلين وسمح بحرية التظاهر عندها ستصل التظاهرات الشعبية إلى قصر الشعب،فالشعب السورى وحده القادر على اقتلاع آل الأسد ولن يتراجع عن المطالبة بالحرية والديمقراطية رغم التكلفة الباهظة التى يدفعها". من جهته، أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان العثور على خمس جثث اليوم بريف معرة النعمان الشرقى فى محافظة إدلب، وظهر عليها آثار تعذيب، فيما تدور اشتباكات عنيفة منذ الفجر بين قوات "الأسد" ومنشقين قرب مركز أمنى فى الغوطة الشرقية قرب منطقة جرمانة استمرت لحوالى ساعتين، وسمع صوت انفجار شديد فى مدينة حرستا. من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، على ضرورة خروج مؤتمر أصدقاء الشعب السورى الثانى فى اسطنبول غدا الأحد بنتائج محددة وخطوات عملية لدعم الشعب السورى فى الداخل والخارج، وتقوية اتصالات المعارضة السورية بين الداخل والخارج على جميع المستويات. وقال الوزير التركى اليوم السبت إن مسألة "المنطقة العازلة" و"الممرات الآمنة" هى بيد المجتمع الدولى، وتحديدا مجلس الأمن، مؤكدا أن بلاده مستعدة للإسهام فى هذين الخيارين إذا ما تم التوافق عليهما لمساعدة الشعب السورى، لكنه رأى أن المنطقة العازلة لا يجب أن تقتصر على الحدود فقط، بل يجب أن تتوسع لتشمل السوريين الموجودين فى المدن البعيدة عن الحدود مثل حماه وحمص واللاذقية وحلب. وأضاف: "إذا كان هناك عدم استقرار كبير على حدودنا، فبالتأكيد لن نستطيع البقاء متفرجين، فسنراقب هذه النشاطات وكيف تتطور، وإذا كان هناك دفق هائل من اللاجئين (و20 ألفا ليس بالرقم القليل) فبالتأكيد سوف نأخذ خطواتنا الخاصة". وأكد الوزير التركى أن مستوى الاعتراف بالمجلس الوطنى سوف يتحسن بالتأكيد خلال هذا المؤتمر داعيا الأكثرية الإسلامية إلى المسارعة إلى طمأنة الأقليات على مصير مشاركتها فى النظام المقبل وحرية ممارستها الشعائر الدينية، محددا للأكراد السوريين سقفا لمطالبهم يتمثل فى "وحدة الأراضى السورية". ونبه داود أوغلو إلى ضرورة عدم السماح للنظام باستغلال مبادرة المبعوث الدولى - العربى، كوفى عنان ل"مزيد من القتل" وقال "اننا ندعم خطة عنان كنقطة بداية، فالخطوات ال6 لا تحل شيئا، إنها مجرد تحضير للبدء بعملية ما". وعلى صعيد آخر أكد وزير الخارجية التونسى رفيق عبد السلام ثبات موقف بلاده من الأزمة السورية، قائلا: "لم تتراجع تونس فى موقفها من المسألة السورية، وموقفنا الذى عبرنا عنه فى البداية فى مجلس وزراء الخارجية العرب هو نفس الموقف الذى عبرنا عنه فى مؤتمر أصدقاء الشعب السورى الذى انعقد فى تونس". وأضاف: "موقفنا يتمثل فى الدعم الواضح والقوى للشعب السورى فى مطالبه المشروعة فى الحرية والديمقراطية والعدالة، وإدانة العنف وعملية القتل العشوائى التى يخضع لها الشعب السورى فى كثير من المدن والقرى السورية، لن نتراجع أو نتردد فى ذلك، مع حرصنا على أن يكون الحل فى الإطار الوطنى السورى، وفى الإطار العربى ونحرص على أمن مجتمعاتنا و استقرارها، وأن لا نفتح المجال أمام التدخلات الخارجية، نحن كثورة سلمية نموذجية لا نستطيع أن ندافع إلا عن هذه التوجهات". وحول مهمة كوفى عنان، قال: "نحن لسنا متفائلين كثيرا بالوضع فى سورية، لأن هناك تجارب سابقة ليست إيجابية لأنه يمكن الاستجابة على الورق، ولكن على مستوى الممارسة العملية الأمور تختلف ..نأمل ان تتم الاستجابة للمقترحات التى جاءت بها مبادرة عنان، ولكن لا نستطيع الحكم الآن .. لأنها مجرد خطوات أولية لعودة الهدوء والاستقرار".