قرر إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلى، فرض الإغلاق الشامل على الضفة الغربية لمدة 24 ساعة بمناسبة يوم الأرض، الذى يوافق اليوم، الجمعة، حيث من المتوقع أن تشهد حدود إسرائيل مع الدول العربية ونقاط التماس فى الضفة الغربية، وقطاع غزة مسيرات حاشدة بهذه المناسبة، حيث ولن يسمح للفلسطينيين بدخول إسرائيل حتى حملة التصاريح الخاصة منهم، إلا فى الحالات الإنسانية الاستثنائية. وكانت إسرائيل قد رفعت، اليوم، مستوى التأهب فى صفوف جيشها فى جميع الأنحاء، خوفاً من تحول الاحتفال ب"يوم الأرض" إلى "انتفاضة" جديدة، وتحسبا لأى تطور قد تشهده المناطق، كما تنتشر شرطة الاحتلال، خاصة فى محيط المسجد الأقصى، حيث منعت من هم أقل من أربعين عاما من دخوله أيا كانت هويتهم. كما أعلنت قوات الاحتلال حالة التأهب على امتداد الحدود فى جميع الجبهات، استعدادا للمظاهرات والمسيرات التى ستشهدها الدول العربية بمناسبة يوم الأرض. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها أصدرت أوامرها لجنودها بضبط النفس، ولكن مع ضرورة حماية الحدود وعدم السماح للمتظاهرين عبورها كما حدث العام الماضى. من جهة أخرى، بدأ المشاركون فى مسيرة "يوم الأرض" بالتوافد من الشمال اللبنانى وبيروت والبقاع، تمهيداً للانطلاق الرسمى بعد صلاة الجمعة باتجاه أقرب نقطة حدودية مع فلسطين، خاصة إلى موقع قلعة الشقيف التى اختارتها قوى الجيش اللبنانى لتجمع المسيرة فى الجنوب للمشاركة فى المهرجان الذى تقيمه المخيمات الفلسطينية من داخل لبنان، وبمشاركة بعض القوى السياسية والعامة. تأتى المسيرة وسط انتشار أمنى واسع للجيش اللبنانى من صيدا، وصولا إلى الناقورة، مرورا بالمناطق الحدودية، كما انتشرت دوريات مكثفة للجيش الإسرائيلى منذ صباح اليوم على طول الخط الأزرق مع لبنان، وقد أقدمت إسرائيل على "كهربة" السياج التقنى مع لبنان، خوفاً من تسلل بعض المشاركين فى مسيرة "يوم الأرض". وأعلنت مصادر فى قوات الطوارئ الدولية العاملة فى الجنوب (يونيفيل) عن تنسيق كامل مع الجيش اللبنانى لحماية المتظاهرين المشاركين فى مسيرة "يوم الأرض"، ومنع تسللهم إلى الحدود، وسط أنباء ترددت أن السلطات اللبنانية، منعت نحو مائة ناشط آسيوى من المشاركة فى احتفال القلعة، بعدما وصلوا إلى ميناء طرابلس بواسطة باخرة وهم لا يحملون تأشيرات دخول إلى الأراضى اللبنانية، وهو ما استنكره "التنظيم الشعبى الناصرى"، واعتبره "تنصلا لبنانيا تجاه القضية الفلسطينية". وتستقبل قلعة الشقيف اليوم المسيرة الفلسطينية فى ذكرى "يوم الأرض" بعدما ارتفعت فى الساعات الأخيرة وتيرة التحضيرات والاستعدادات، فيما نفذ الجيش انتشارا أمنيا على الطريق المؤدية إلى القلعة، فى وقت اختير مخيم البداوى وجهة أخرى للاحتفال بالذكرى. كانت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى قد كشفت عن أن سلسلة اجتماعات متلاحقة عقدت فى الساعات الأخيرة بين مخيمات صيدا وبيروت، للتداول بطرح نقل مكان مسيرة القدس العالمية المقررة اليوم من قلعة الشقيف وفق ما حدد الجيش اللبنانى إلى بيروت أو صيدا لأسباب عدة، منها عدم توفر الحافلات المطلوبة لنقل الفلسطينيين إلى القلعة، مما أدى إلى استبدال الفكرة بتقسيم المسيرة إلى مسيرتين، الأولى تصل إلى القلعة وتخصص لمخيمات صيدا وصور وبيروت التى تقرر أن يكون لها حافلات لنقل الركاب، والثانية مسيرة فى مخيم البداوى يشارك فيها أبناء المخيمات فى منطقتى البقاع والشمال.
