الضجة التى أثارها مشهد اغتصاب سمية الخشاب فى فيلم «حين ميسرة» تأليف ناصر عبدالرحمن، امتدت من السينما إلى التليفزيون، حيث رفع مخرجه خالد يوسف دعوى قضائية ضد مسئولى قناة الA R T سينما لعرضهم الفيلم بعد حذف عدة مشاهد منه رأت أنها جنسية، منها ذلك المشهد، ومشاهد أخرى لعمرو سعد مع سمية الخشاب، وأيضا عمرو سعد مع إحدى الفتيات فوق السرير، لجوء خالد إلى القضاء جاء بعد فشل محاولاته معهم لعرض الفيلم كاملا، مما اضطره إلى الذهاب للقضاء لأنه يمتلك الحقوق الأدبية والقانونية للفيلم. المفارقة أن القناة كانت قد أشارت قبل عرض الفيلم أنه «للكبار فقط» ورغم ذلك لم يتردد مسئولوها فى حذف الكثير من مشاهد الفيلم. قد يكون خالد يوسف أول المخرجين الذين قاموا برفع دعوى قضائية حفاظا على حقوقه الأدبية فى مسلسل يتكرر كثيرا فى الART، التى اعتادت على حذف الكثير من المشاهد فى أفلام مهمة لكبار المخرجين والذين يفاجئون عند عرضها بالخلل الدرامى والتشويه الذى أصابها، ورغم صراخ المخرجين عند رؤية أفلامهم وقت عرضها بهذا الشكل، فإنهم يقفون مكتوفى الأيدى خاصة أن ال«إيه آر تى» باتت تملك حوالى 70 % من تراث السينما المصرية، ليس ذلك فقط بل هى تمول حوالى 80 % من الأفلام التى تنتج حالياً. ليالى بدر، مسئولة الإنتاج فى شبكة الA R T، أكدت ل«اليوم السابع» إصرارهم على عرض الفيلم بالشكل الذى يرونه يليق بطبيعة تقاليد الأسرة العربية المحافظة وثقافتنا الشرقية، وقالت ل«اليوم السابع»: هدفنا أن يجتمع جميع أفراد العائلة لمشاهدة القناة دون حرج، وهذه مبادئ القناة التى لن تتخلى عنها، ومن المستحيل أن تفعل ما يخالف ذلك، لكنها أوضحت أنها لا تعلم شيئاً عن الدعوى القضائية التى رفعها خالد يوسف ضد القناة، مؤكدة أنه لم يصلها أى شىء حتى الآن، واستغربت من الأمر برمته قائلة «لم يتحدث معنا خالد فى أى شىء». خالد يوسف أكد ل«اليوم السابع» أنه رفع دعويين، إحداهما أمام محكمة الأمور الوقتية والنائب العام أيضا، لأنهم انتهكوا الحقوق الأدبية للفيلم، مشيراً إلى أن بنود العقد الموقع بينه وبين شركة الإنتاج «الباتروس» تنص على أنه يمتلك حقوقاً قانونية فى الفيلم، كما أنه يمتلك حقاً أدبياً لأنه مبدع العمل، ضاربا مثالا بأنه لا يجوز لناشر كتاب أن يحذف فصلين منه دون الرجوع للمؤلف، مشيراً إلى أنه يعلم تماما أن العقوبة فى مثل تلك الحالات تصل إلى الحبس. ورغم تأكيدات مسئولى «إيه آر تى» أنهم لم يتلقوا أى اتصال من خالد يوسف، فإن المخرج أكد أنه تحدث مع الجميع واتصل بالشيخ صالح نفسه صاحب القناة ولكن لم يرد عليه، إلى أن اتصل بليالى بدر، فردت عليه فى رسالة مكتوبة أن بنود العقد بينهما تنص على أنه من حق القناة حذف ما لا يتفق مع طبيعة الأسرة العربية دون الإخلال بالبناء الدرامى للأحداث، ولكن يوسف أوضح أن المؤلف وحده هو الذى يحدد ذلك طبقا للقانون المصرى. وأوضح أيضا أنه كان على استعداد للجلوس معهم والوصول إلى اتفاق يرضيه كمبدع فنى ويتفق مع طبيعة القناة، وتخفيف حدة المشاهد على حسب رؤيته الفنية وبما لا يخل بالفكرة الأساسية للفيلم. وكانت القناة قد أوقفت عرض «حين ميسرة» طيلة 12 ساعة بعد أن وصلهم إنذار من خالد يوسف برفع القضية، ووضعت بدلا منه فيلم «تيمور وشفيقة»، ولكنهم عادوا بعد ذلك واستأنفوا عرض الفيلم. الأمر نفسه حدث مع أفلام كثيرة عرضت على «A R T سينما» ومنها »غبى منه فيه« للمخرج رامى إمام، حيث حذفت القناة مشهداً لهانى رمزى وحسنى حسنى أثناء تسللهما إلى إحدى الشقق لسرقتها، وفوجئا بوجود صاحب الشقة ومعه عشيقته، حيث رأت الA R T أن ملابس الفتاة كانت فاضحة، وهو ما أثار استغراب رامى، مؤكدا ل«اليوم السابع» أنه يرفض هذا المبدأ فى حذف المشاهد، حيث يخل بسياق الفيلم، وأنه شاهد «حين ميسرة» على القناة نفسها وفوجئ بحذف مشاهد مهمة من الفيلم، رغم أن مسئول القناة وضع تنويه «أكثر من 18 عاما» قبل عرض الفيلم وهو ما يوضح أنه للكبار فقط. وأضاف رامى أن ذلك لا يجوز فى عصر السماوات المفتوحة والفضائيات المتعددة، وأن حذف المشاهد من الفيلم يخل بالسياق الدرامى للعمل.السيناريست هانى فوزى، يرفض جميع أشكال الرقابة، مشيراً إلى أنه تعرض للأمر نفسه فى فيلمه «بحب السيما» بطولة ليلى علوى ومحمود حميدة وإخراج أسامة فوزى، رغم أن الفيلم وافق عليه جهاز الرقابة على المصنفات الفنية قبل عرضه بدور العرض السينمائية، وشاهدته لجنتان إحداهما مكونة من 12 ناقدا وسينمائياً، ولكن عند عرض الفيلم على فضائية ال«ART سينما» و«أفلام1 و2» تم تشويهه، ولا أعرف لماذا لا يقوم مسئولو ال إيه آر تى بدعوة مخرج العمل ليشرف بنفسه على المشاهد التى يجب تخفيفها، وهو الأمر الذى يتفق عليه أيضا المخرج خالد يوسف، مؤكدا أن الكثير من القنوات تعرض الأفلام بتنويه قبل العرض يشير إلى أن هذا الفيلم لا يصلح للأطفال. لمعلوماتك.... ◄ 19 مليون جنيه إيرادات فيلم «حين ميسرة» فى السينما
