دعا الكاتب ديفيد إجناتيوس فى صحيفة "واشنطن بوست"، المعارضة السورية إلى قبول خطة السلام التى طرحها مؤخرا المبعوث الأممى كوفى عنان، والتى تقوم على الوقف الكامل والفورى لإطلاق النار، مؤكدا أن إصرار المعارضة على رفض تلك المبادرة قد يقود الى حرب أهلية طائفية فى سوريا والتى قد تؤدى الى مزيد من القتلى من أبناء السعب السورى وكذلك مزيد من الخراب والدمار، وطالب كذلك المجتمع الدولى ألا يكرر أخطاء الماضى فى العراق والتى أطاحت بالدولة العراقية ووضعتها على أعتاب المجهول. وأضاف الكاتب الأمريكى أن موافقة الحكومة السورية على خطة عنان قد جاءت كنتيجة طبيعية لموافقة كلا من روسيا والصين عليها، خاصة وأن كلتا الدولتين يمثل قوى داعمة لنظام بشار الأسد فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأوضح إجناتيوس أنه بالرغم من نقاط الضعف العديدة التى وردت بالخطة التى قدمها عنان، والتى حظت بدعم من قبل الجامعة العربية والقوى الغربية، فإنه قد يفتح الباب أمام الهبوط التدريجى للنظام البعثى فى سوريا، تمهيدا لإسقاطه، دون زعزعة الأمن والاستقرار فى سوريا. وأضاف الكاتب أن اللجوء الى مثل هذه الحلول الرخوة، قد يعد أحد سمات الجبناء، إلا أنه انتقد فى الوقت نفسه الأصوات الداعية الى تسليح المعارضة فى سوريا أو فرض حظر جوى على سوريا أو غير ذلك من الحلول العسكرية، مؤكدا أن مثل هذه الدعوات قد تؤدى الى مقتل العديد من المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السورى، رغم التأكيد على عدالة قضية المعارضين السوريين. وأشار الكاتب الأمريكى أن المجتمع الدولى لابد أن يتعلم من دروس الماضى القريب، وأن يتبنى كذلك حلولا غير عسكرية فى سوريا وذلك فى ظل الحاجة الى حلول وسط يمكن من خلالها وقف سفك الدماء المتواصل فى سوريا، موضحا أن خطة السلام الأممية قد تفتح الباب أمام دور ملموس لروسيا والصين لتحقيق رحيل سلمى للنظام السورى الذى يقوده بشار الأسد حاليا. ودعا إجناتيوس المجتمع الدولى الى النظر الى الحالة العراقية، موضحا أن الحرب التى قادتها الولاياتالمتحدة ضد العراق كانت أحد أهم الأخطاء التى أدت الى تدمير مؤسسات الدولة العراقية وجيشها، وبالتالى انعدم الأمن فى العراق التى عانت من سنوات طويلة من التوتر القبلى والطائفى. وأضاف أن الاحتلال الأمريكى فى العراق قد أخل تماما بالتماسك الاجتماعى هناك. وأكد الكاتب أن الولاياتالمتحدة ينبغى أن تتفادى إرتكاب نفس الأخطاء خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن تلك السياسة قد تؤدى الى حالة من انعدام القانون فى الدولة السورية، وهو ما سوف يصعب التعامل معه فيما بعد وأضاف الكاتب الأمريكى أنه بالرغم من الحماقات التى يرتكبها الأسد ونظامه فى سوريا، إلا أنه الدولة السورية ومؤسساتها، بما فيها المؤسسة العسكرية السورية، ينبغى أن تتجاوز العائلة الحاكمة فى سوريا أو الطائفة العلوية، أو النظام البعثى الفاسد الذى يحكم البلاد فى الستينيات من القرن الماضى. وطالب إجناتيوس إدارة بلاده بالتمسك بموقفها تجاه مسألة تسليح المعارضة السورية، بالاستمرار فى البحث عن الدعم الروسى من أجل إسقاط نظام الأسد دون إسقاط الدولة السورية فى مستنقع الحرب الأهلية، مؤكدا أن الدور الروسى الملموس فى هذا الصدد قد يفتح الباب أمام مزيد من النفوذ للدب الروسى فى منطقة الشرق الأوسط. وأضاف الكاتب أن الأقليات العلوية والمسحية فى سوريا – والتى تدعم النظام البعثى الحالى – فى حاجة الى قدر كبير من الاهتمام الدولى خاصة وأن هناك العديد من المؤشرات حول نية المعارضة السنية فى سوريا لتصفية تلك الأقليات، فى حالة سقوط الأسد، نظرا لموقفها المناويء للانتفاضة السورية، موضحا أنه ينبغى على كوفى عنان الالتفات بمزيد من الإهتمام الى القادة الدينيين فى سوريا وطمأنتهم حول مستقبلهم فى البلاد بعد رحيل الأسد. وأكد إجناتيوس أن البديل الوحيد لفكرة الهبوط الناعم لنظام الأسد هو الحرب الأهلية التى ستقوم على أساس طائفى التى قد تطيح بالإستقرار والأمن فى الدولة السورية، والتى قد تواجه المجهول فى هذه الحالة.