أفضل إنتاج علمي يخدم التنمية المجتمعية.. حصاد جامعة حلوان عن شهر يونيو 2024 -إنفوجرافيك    بيان 3 يوليو نقطة فارقة فى أحداث مصر وطوق إنقاذ الدولة المصرية    غدا.. "مصر للطيران" تسير 19 رحلة جوية لعودة الحجاج من الأراضي المقدسة    سموتريتش: لا مفر من حرب حاسمة وسريعة ضد حزب الله    مبابي ودي بروين.. مواجهة من العيار الثقيل    "لا تأمن جمهور الأهلي".. شوبير يوجه رسالة نارية ل كهربا    مصدر من رابطة الأندية ل في الجول: تحويل شكوى المقاولون لإعادة مواجهة بيراميدز لاتحاد الكرة    قفزا من أعلى الكوبري.. ننشر أسماء غريقي ستانلي في الإسكندرية    ضبط شخص يُدير كيان تعليمي بدون ترخيص للنصب على مواطنين بالقاهرة    إيرادات السبت.. "اللعب مع العيال" الثاني و"أهل الكهف" في المركز الأخير    ياسمين رئيس تلتقط صورًا غريبة.. وأحد متابعيها: متصورة بتليفون أرضي    محمد الباز يقدم برنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة بداية من الأربعاء المقبل    شوبير يوجه رسالة قوية لجماهير الزمالك بعد غيابها عن مباراة سيراميكا    رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: مصر تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتوثيق الآثار    بعد 30 يونيو.. كم يومًا تفصلنا عن موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2024؟    السيطرة علي حريق داخل برج سكني في منطقة الدقي    سيارات الأحوال المدنية المتحركة تستخرج 8 آلاف بطاقة رقم قومى للمواطنين    السوداني: لا يوجد معتقل أو سجين رأي في العراق    إيطاليا تقص شريط الصدمات المدوية ..والماكينات الألمانية تواصل الدوران    غتوري يشيد بمستوى اللاعبين في النسخة الأولى من بطولة دوري البادل    قبل إعلان نجوم «مهرجان العلمين» غدا.. عمرو دياب يفتتح موسم حفلات «الساحل»    تحليق 19 رحلة بالون وتوزيع هدايا بمناسبة ذكرى 30 يونيو في الأقصر    بأغنية "الكميا راكبة".. عمرو سعد وأحمد سعد يحتلان المركز الثاني بتريند "يوتيوب"    نتنياهو: الحرب مستمرة حتى هزيمة حماس تماما وقواتنا تعمل فى كل مكان بقطاع غزة    وزيرة التضامن الاجتماعي تتفقد حملة «من بدري أمان» بالأسمرات    وكيلة الصحة بالإسماعيلية تشيد بمستوى النظافة والرعاية للأطفال بدور الإيواء (صور)    جولة تفقدية لمحافظ الغربية لمتابعة عدد من المشروعات في مدينة طنطا    مصر أولا.. ثورة 30 يونيو.. الفلسفة والمنطلقات.. 11 سنة على قيام الجمهورية الثانية!    قبل بدء العام الهجري الجديد.. تعرف على أسباب تسمية شهوره    هل يقع الطلاق باللفظ دون النية؟.. فيديو يوضح الحكم كاملا    تفاصيل آخر تطورات الانتهاء من التشكيل الوزاري والمحافظين وحلف اليمين    صور| الأمن يكشف كواليس فيديو استعراض شخص بسيارته على الطرق السريعة    رئيس جامعة المنوفية: بدء اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء معهد الأورام    حسام موافي يحذر من نقص الكالسيوم - احذر هذه الأعراض    هنا.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 عبر الخاصة بالنتائج fany.emis.gov.eg    مسؤول أممي: الدمار الشديد في قطاع غزة يعرقل عمل الجهات الإغاثية الدولية    ياسر حفني أفضل مدرب في بطولة العالم للخماسي الحديث للناشئين    ضبط 388 قضية مخدرات و211 قطعة سلاح خلال 24 ساعة    مفهوم الوطنية الصادقة ندوة بمسجد بكفر شكر احتفالا بذكرى 30 يونيو    زعيم المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو لم يشكل لجنة تحقيق في سلوك الشرطة ضد المتظاهرين    هل الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حلال أو حرام؟..الإفتاء توضح    إدارة الحوار الوطني تهنئ المصريين بذكرى ثورة 30 يونيو: سطروا بها ملحمة وطنية فريدة    صناعة الحبوب: ثورة 30 يونيو حافظت على أمن الوطن والتوسع في المشروعات القومية    أكثر من 15 سيارة جديدة تدخل السوق المصري لأول مرة في 2024    ماذا قدّم ياسر حمد قبل رحيله عن الزمالك؟    عبدالغفار يبحث مع «الصحة العالمية» إجراءات حصول مصر على الإشهاد الدولي بالخلو من مرض الملاريا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 30-6-2024    بكين: ارتفاع أرباح خدمات البرمجيات والتكنولوجيا 16.3% خلال أول 5 أشهر في 2024    أمين سر "دفاع النواب": ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من الفوضى وأسست لبناء الجمهورية الجديدة    هيئة بريطانية تتلقى بلاغاً عن حادث قرب ميناء المخا اليمنى    ملخص وأهداف مباراة الأرجنتين ضد بيرو 2-0 فى كوبا أمريكا    أبو الغيط يكشف صفحات مخفية في حياة الرئيس الراحل مبارك وتوريث الحكم وانقلاب واشنطن عليه    أبو الغيط يلتقي وزير خارجية الصومال    أسعار الخضراوات اليوم 30 يونيو في سوق العبور    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى بولاق الدكرور دون إصابات    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 30 يونيو    ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر    حظك اليوم برج القوس الأحد 30-6-2024 مهنيا وعاطفيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رابطة العالم الإسلامي تجمع أعضاء اتحاد وكالات أنباء الدول الإسلامية والوكالات الدولية الكبرى

د. العيسى: ظاهرة الكراهية تحولت إلى حالة وبائية بفعل الفجوة بين التشريع المجرد والتنفيذ العالق، والإعلام له دور وازن في مواجهتها
ما نَشهدُهُ اليومَ في غزةَ، من اعتداء إجرامي على الأبرياء من الأطفال والنساء وغيره وصمةُ عارٍ في جبين الإنسانية أجمع
التصدي لخطاب الكراهية يعتبر في طليعة أسباب حفظ سلم المجتمعات وأمنها وتعزيز الصداقة بين الأمم والشعوب
الكراهية في أبشعِ وأسوأ صورها بدت في ازدواجية المَعَايير بنماذِجَ تجاوزت التأويلَ والمناورة، إلى التحدي والمكابرة
باسم علماء ومفكري الأم المنضوين تحت مظلة الرابطة نثمن ونقدر عاليًا الجهود الكبيرة لنصرة القضية الفلسطينية ولا سيما الجهود التي قادتها المملكة العربية السعودية في قِمَمٍ تاريخية وحملة إنسانية استثنائية
الوزير عساف: القضية الفلسطينية تعرضت إعلاميًّا لمحاولة إلغاء الرواية الفلسطينية
الهدف الأسمى للإعلام نشر ثقافة التسامح والعدل والمحبة بين الناس ونزع فتيل الأزمات والبعد عن إثارة الفتن والكراهية وتفتيت المجتمعات



جمعت رابطة العالم الإسلامي اتحاد وكالات الأنباء الإسلامية الذي يضم 57 دولة، وأهم وكالات الأنباء الدولية من آسيا وأوروبا والأمريكتين، في المنتدى الدولي: "الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف: مخاطر التضليل والتحيز"؛ الحدث العالمي التضامني الأبرز الذي تشهده الساحة الدولية ضد التحيز والتضليل الإعلامي، ولا سيما تجاه القضية الفلسطينية.

وانطلقت أعمال المنتدى اليوم الأحد في جدة بالمملكة العربية السعودية، برعاية وحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، ومعالي المشرف العام على الإعلام الرسمي في دولة فلسطين، الوزير أحمد عسَّاف، وبمشاركة عددٍ من الوزراء والقيادات الإعلامية الإسلامية والدولية، ونخبة من السفراء والشخصيات الدينية والفكرية والحقوقية وقادة المنظمات الدولية.

ويأتي عقد المنتدى ضمن الشراكة الوثيقة التي تربط الأمانة المساعدة للاتصال المؤسسي في رابطة العالم الإسلامي، واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، الذي يمثِّل جهازًا متخصصًا مستقلًا، في إطار الأهداف المشتركة لهما.

وفي مستهل الجلسة الافتتاحية للمنتدى، رحَّب معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى بالحضور، مشيرًا إلى أنَّ المنتدى يُعقد في رحاب منظمتين دوليتين، وهما رابطة العالم الإسلامي ممثلة في وكالة الاتصال المؤسسي، واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي.

وأكد العيسى أن موضوع المؤتمر "الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف: مخاطر التضليل والتحيز" يلامِسُ اهتمامَ الضمائر الحية، وتمثل إشكاليتُه العالمية التحدي السائدَ في كثيرٍ من القضايا الدولية، مبينًا أن الموضوع هو عنوان عريض، يختزل محاورَ متعددة، وهذه المحاور بسجالاتها الطويلة، هي محلُّ اهتمامٍ كبير لرابطة العالم الإسلامي، والمنظمات الدولية بعامةٍ؛ الحكومية وغير الحكومية.

وأضاف: "مع هذا الاهتمام الدولي الذي أدرك المشكلةَ بأبعادها، بل أبصر تداعياتها رأي العين، وذلك في تحول عالمي خطر أكَّدَ للعالم أن التقدم العلمي المادي لا تلازم بينه وبين التطور الأخلاقي القيمي، إلا عندما يكتسي جلال العلم بوقار القيم، فيتكَوَّن الإنسانُ علمًا وقيمًا، وهذا هو البعد الغائب والحلقة المفقودة في صياغة العقل البشري".

وأشار الشيخ العيسى إلى أنه مع الاهتمام الدَّولي في مواجهة ظاهرةِ الكراهية، إلا أَنَّ هذا الداءَ الذي استحال إلى حالة وبائية، بفعل الفجوة بين التشريع المجرد والتنفيذ العالق، فأصبح مستعصيًا إلا من "إرادة جماعية واعية، صادقة فاعلة".
وحذَّر الشيخ العيسى من أنَّ هذا الأمر أنتج وضعًا مؤسفًا من الفوضى والعته الفكري، الذي أدى إلى حالة من الانتكاس التي عادت بالعالم المتحضر، وعالم ما بعد الحروب العالمية الطاحنة، وعالم ما بعد النظام الدولي الذي وحَّد أمم العالم تحت مظلة واحدة بميثاق واحد، إلى مشهدِ عُصورٍ متخلفة.

وأضاف: يعلم الإنسان أنَّ أصله واحد، والإنسان المؤمن بربه، أيًّا كان مكانُه وزمانُه ودينُه ومذهبُه، يعلم أن نَسْلَهُ من آدمَ وزَوْجِه، وفي الإسلام يقول الله تعالى: "يا بني آدم" فالجميع أبناء، والأبناء إخوة، وإن اختلفوا دينًا وفكرًا وعرقًا ولونًا وأرضًا، لكن بدا الجفاء، ثم الكره، ثم العداء، ثم المواجهة والصراع والصدام، وذلك عندما تحوَّل الاختلاف الذي يمثل ارتياحًا ورغبةً إيمانيةً أو فكرية تتعلق بقناعة الشخص أو المجموعة أو الأمة، إلى مواجهة وصدام في واقع لا يمكن وصفُهُ إلا بالعته العقلي، مبينًا أنه لهذا السبب ارتقى الإسلام فقال: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" فلا يُكرَهُ أحدٌ على ترك دينٍ تكَوَّن فيه، ومن ثَمَّ قَسْرِهِ على دين آخر، لا بقوةٍ، ولا بمضايقة.

وشدد فضيلة الشيخ العيسى على أنَّ الإعلام له دور وازن، للإسهام بفاعلية في الأخذ بعالمنا نحو سفينة نجاته والبعد به عن الغرق في مجازفاته، حيث التصعيد المقلق لخطاب الكراهية، والتحريض به على أمور خطرة في طليعتها التمييز والإقصاء، وانتهاءً إلى الصراع والصدام والعنف، والتاريخ شاهد.

وأضاف: "من هنا أقول لا أخطر من أن يُسمح للتعبير عن الكراهية دون رادع، فهذا الانزلاق تتشكل على ضوئه ثقافة خطرة تسود فيها سجالات الكراهية بأبعادها الوطنية والدولية، لذا لا بد أن يعيَ الجميع بأن التصدي لخطاب الكراهية يعتبر في طليعة أسباب حفظ سلم المجتمعات وأمنها، وتعزيز الصداقة بين الأمم والشعوب، وهي صداقة مهمة وملحة لا يتعايش الناس بسلام إلا بهذا السياق، وذلك أننا إذا استطلعنا التاريخ وجدنا أن الكراهية التي نشأت عنها العداوات بتخلفها وجهلها أوقدت حروبًا مستعرة، فما أن تحسر الكراهية عن وجهها الكريه إن في مجتمع أو في أمة أو شعب إلا وتجلب له ولغيره عاديات الشر".

وتابع: "مع هذا كلّه، لا تزالُ عددٌ من العُقول في عصر "التنوير المادي" و"التقدُّمِ الحضاري بمفاهيمِهِ المشتركة"، لا تزال في تخلُّفٍ قيمِي، حيث استحكمت نزعة الكراهيةِ على كثيرٍ من العقول والسياسات، لافتًا إلى أنَّه في عدد من حالاتِها بدت هذه الكراهية في أبشعِ وأسوأ صورها، وفي طليعتها ازدواجيةُ المَعَايير بنماذِجَ تجاوزت التأويلَ والمناورة، إلى التحدي والمكابرة.

وشدد على أنه إذا كان عالمنا في شأن الصحة العامة يعمَل جاهدًا على الإجراءات الوقائية، ويستطلع الإنذاراتِ المبكرة المهددة لصحة الأجسام، فإن الإجراءاتِ الوقائيةَ واستطلاعَ الإنذارات لسَلام الأُمَم ووئام الشُّعُوب والمجتمعات لا يَقِلُّ أهميةً البتة، ولهذا لا بد من مراصد فاعلة لاستطلاع نُذُر الكراهية ومهدداتِها، من أجل التصدي لها ومكافحتِها في مهدها.

وأشار الشيخ العيسى إلى أن ما نَشهدُهُ اليومَ في غزةَ، من اعتداء إجرامي على الأبرياء من الأطفال والنساء وغيرهم لهو وصمةُ عارٍ في جبين الإنسانية أجمع.

وأضاف أنَّ هذه الكارثة الإنسانية محفورة في صميم كلِّ ضميرٍ حي، وقد تداعى، لنُصرتها، مَنْطِقُ العدالة والحقِّ الإنساني مِن مُجْمَل التنوُّع الدولي الفاعل والصادق، هذا فضلًا عن كونها بالنسبة لنا من حيثُ أصلها قضيةً عربية وإسلامية، ثم تتابع الحق فصارت قضية دولية عادلة، تحكمُها قراراتٌ دوليةٌ عالقة، جرى انتهاكُها فسالت على ذلك دماؤها وآلمَتْ تداعياتُها.

وفي هذا المقام، عبَّر الشيخ العيسى باسم علماء الأمة الإسلامية ومفكريها، في إطار منظومة رابطة العالم الإسلامي، عن التقدير والتثمين العاليين للجهود الكبيرة لنُصرة القضية الفلسطينية، وكذا الوقوف بحزم إزاءَ الجرائم في غزة، ولا سيما الجهود التي قادتها المملكة العربية السعودية في قِمَمٍ تاريخية، داعيًا الله أن يجزل المثوبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظهما الله.

عقب ذلك، تقدم معالي الوزير أحمد العساف، المشرف على الإعلام الرسمي في دولة فلسطين، رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية بالشكر لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى،
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، والمدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي على المبادرة المهمة بإقامة هذا المنتدى وتنظيمه.

وأشار العساف إلى أن المنتدى يعقد "في هذا التوقيت الثقيل الذي يمر على أهلنا في فلسطين، وتحديدًا في غزة، التي تتعرض لهذه المذبحة والمجازر"، مضيفًا أنه إذا ما أخدنا القضية الفلسطينية نموذجًا لدور الإعلام في مكافحة التضليل والتحيز "وجدنا أنها النموذج الأصدق والنموذج الأوضح، لأنها تلخِّص المعركة بين الحق والباطل وبين الحقيقة والكذب والتضليل والافتراء".

وأشار العساف إلى أنَّ القضية الفلسطينية تعرضت إعلاميًا منذ 75 عامًا، ومنذ بدء هذا العدوان على شعب فلسطين وأرضهم، إلى محاولة لإلغاء الرواية الفلسطينية، وعانت من هذا الانحياز والتضليل من قبل كبريات وسائل الإعلام في العالم التي لم تُرد رؤية الحقيقة، كما سعت لتغييب الحقيقة وشطبها وإلغائها، موضحًا أنه عندما يتم النظر إلى الشأن الفلسطيني يعمون أبصارهم عما يجري على الأرض الفلسطينية من جرائم واضطهاد وقتل وتدمير.
ولفت إلى أن حقيقة المعركة مع الاحتلال الصهيوني بدأت عندما حاولوا بناء دولتهم على أساس أنَّ فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وبالتالي سعوا إلى إلغاء الرواية الفلسطينية، لا الانحياز فقط إلى رواية أخرى.
ووصف العساف حقيقة واقع الاحتلال الصهيوني بأنه محاولة لشطب التاريخ، مما يعني السعي لشطب الحاضر والمستقبل، موضحًا أنَّ هذا هدفهم الحقيقي، حيث بنوا روايتهم على أساس "أن الكبار سيموتون والصغار سينسون، وفعلًا مات الكبار، لكن الصغار ازدادوا تشبثًا وتمسكًا بهذه الأرض وبهذه القضية".

ولفت العساف إلى أن "الهدف الأسمى للإعلام نشر ثقافة التسامح والعدل والمحبة بين الناس، ونزع فتيل الأزمات، والبعد عن إثارة الفتن والكراهية وتفتيت المجتمعات"، مضيفًا أنه "عندما يقوم بعض الإعلام المنحاز بتغييب هذه الحقائق، فماذا تتوقعون ردة الفعل من الشعب الفلسطيني أو الشعوب العربية والإسلامية، هل يمكن التسليم بهذه الأكاذيب والتغييب للحقيقة والإنكار للواقع المأساوي والمجازر التي تتعرض لها غزة والقدس يوميًا، وتُصدَّق هذه الأكاذيب، بالتأكيد لا، وبالتأكيد سيولّد هذا الانحياز مزيدًا من المواقف المعادية لكل هذه السياسات".

من جانبه أكد وزير الإعلام في جمهورية الصومال الفيدرالية، داوود أويس أن الأحداث الحالية في الأراضي الفلسطينية أظهرت انحيازَ كثيرٍ من وسائل الإعلام الدولية وتجاهلها للموضوعية والحقيقة، مشددًا على ضرورة تعزيز الدول الإسلامية لمؤسساتها الإعلامية، وبناء قدراتها وفقًا للمعايير الدولية لسد هذه الفجوة.

وأشار إلى أن الإعلام يضطلع بدور مهم في مكافحة الصومال للحركات الإرهابية والتطرف وتعزيز الاعتدال الديني.

بدوره، أكد المدير العام المكلف لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، محمد بن عبدربه اليامي، أنَّ الإعلام يضطلع بدور محوري سلبًا أو إيجابًا في بناء المفاهيم الحضارية، وصياغة التصورات العامة للشعوب عن بعضها البعض، وتشكيل الرأي العام تجاه الأحداث والقضايا الدولية.
وأضاف أن هذا الدور المهم لو تُرك بدون إرشاد وتوجيه فإنه قد يُستغل من المتطرفين ودعاة الكراهية للإساءة إلى المقدسات وإثارة الفتن وافتعال الأزمات، ومن هنا تكمن أهمية اجتماعنا في هذا المنتدى للتباحث حول أفضل السبل لتفعيل دور الإعلام في مكافحة خطابات الكراهية والعنف، والخروج بمبادئ عامَّة واسترشادية في هذا الصدد.

وأشار اليامي إلى أن المنتدى يتزامن مع ظروف مأساوية وكارثة إنسانية واسعة النطاق يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بسبب التصعيد الإسرائيلي الأخير، وهو ما يحتم علينا النظر في المسؤولية الملقاة على عاتقنا في وسائل الإعلام الدولية للنهوض بدور مؤسساتنا في دعم جهود تحقيق السلام والاستقرار وحماية المدنيين من الجانبين، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة.

وتقدَّم اليامي بجزيل الشكر والعرفان لرابطة العالم الإسلامي، بقيادة معالي أمينها العام، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، نظيرَ حرصها على توثيق علاقاتها بمؤسسات الإعلام الدولي، إدراكًا منها لمحورية الإعلام في أي تحرك صادق وجاد؛ للتقريب بين الشعوب وتحقيق مبادئ التعايش والتآخي بين الثقافات والأديان المختلفة، وخصَّ بالذكر والشكر العناية والمتابعة المتواصلة والجهود الكبيرة التي بذلها معالي الدكتور العيسى، والتي لولاها بعد توفيق الله، لما تم هذا المنتدى.

وشهدت الجلسة الافتتاحية مداخلات مباشرة لعدد من الصحفيين من الأراضي الفلسطينية، تحدثوا فيها عن واقع الصحافة في ظل العدوان الإسرائيلي، والتحديات التي يواجهها الصحفيون في سبيل القيام بواجبهم المهني.
كما تضمنت الجلسة أيضًا عرضًا لفيلم قصير حول دور الإعلام في صناعة الرأي العام، وتشكيل وعي المجتمعات سلبًا أو إيجابًا.

عقب ذلك تتابعت الجلسات النقاشية للمنتدى، حيث ناقشت الجلسة الأولى "دور المؤسسات والقيادات الدينية في مكافحة خطاب الكراهية والعنف في المنصات الإعلامية"، فيما ناقشت الجلسة الثانية "التحيز والتضليل في الإعلام الدولي: القضية الفلسطينية أنموذجًا".

وتناولت الجلسة الثالثة "المسؤولية الأخلاقية في الإعلام الدولي"، بينما تناولت الجلسة الرابعة موضوع "التحالفات الدينية الإعلامية والدولية لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف".
كما جرى على هامش المنتدى توقيع مذكرة تعاون بين الأمانة المساعدة للاتصال المؤسسي برابطة العالم الإسلامي، واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، والتي وقعها من جانب الاتحاد مديره العام محمد بن عبدربه اليامي، ومن جانب الرابطة عبدالوهاب الشهري، الأمين العام المساعد للاتصال المؤسسي.


رابطة العالم الإسلامي
رابطة العالم الإسلامي
رابطة العالم الإسلامي
رابطة العالم الإسلامي
رابطة العالم الإسلامي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.