قال مصدر مسئول رفيع المستوى، بوزارة الخارجية الأمريكية، إن الوزيرة هيلارى كلينتون ستصدر تنازلا بدعوى الأمن القومى، عن شهادتها الضرورية أمام الكونجرس للسماح بتمرير المساعدات العسكرية السنوية التى تقدمها واشنطن لمصر، والتى تقدر ب 1.3 مليار دولار. وأكد المصدر لشبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية أن كلينتون ستشهد اليوم الجمعة أمام الكونجرس أن مصر توفى بالتزاماتها فيما يتعلق بمعاهدة السلام الموقعة بينها وبين إسرائيل، وبالإضافة إلى ذلك، قال المسئول الذى لم يكشف عن هويته، إنه على أساس مصالح الأمن القومى لأمريكا، ستتنازل كلينتون عن الشروط التشريعية المرتبطة بالتحول الديمقراطى فى مصر. وتوضح الشبكة الأمريكية أن القرار بعدم التأكيد على أن القيادة العسكرية لمصر تتحول نحو الحكم المدنى قد أثار غضبا فى الكونجرس، إلا أن مسئول الخارجية الأمريكية قال إن مصر تمضى قدما. وأضاف موضحا السبب وراء قرار كلينتون: "فيما يتعلق بالديمقراطية، أحرزت مصر تقدما فى غضون 16 شهراً أكثر مما حققته خلال الأعوام الستين الماضية.. ورغم ذلك، فإن تحول مصر إلى الديمقراطية لم يكتمل بعد، ولا يزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل لحماية الحقوق والحريات العالمية ودور المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدنى". وتابع المسئول قائلاً: إن هذه القرارات تعكس هدف أمريكا الأسمى، وهو جعل شراكتها الاستراتيجية مع مصر أكثر قوة واستقرارا من خلال التحول الناجح نحو الديمقراطية. وتلفت "سى إن إن" إلى أن المساعدات العسكرية لا تقدم لمصر نقدا، ولكنها تذهب جميعا إلى شركات أمريكية يتم التعاقد معها لتقديم أسلحة ومعدات دفاعية وعسكرية وتدريب وخدمات لمصر. وكان السيناتور باتريك ليهى قد انتقد قرار كلينتون واعتبره مخيبا للآمال. غير أن مسئول الخارجية الأمريكية قال إن واشنطن ستحتفظ بقدر من السيطرة مثلما هو الحال مع جميع الدول التى تقدم لها مساعدات عسكرية. وأوضح المسئول ذلك بالقول "سنقوم بصرف الأموال المخصصة للأمن بحسب الحاجة لتلبية الالتزامات الخاصة بالتعاقدات، وسنحافظ على المرونة لإجراء تعديلات على برنامج التمويل العسكرى الأجنبى فى أى وقت إذا تطلبت الظروف ذلك". وتشير "سى إن إن" إلى أن هذا القرار قد أثار ردود فعل سلبية إلى حد كبير من جانب الحزبين الديمقراطى والجمهورى فى الكونجرس. حيث قالت النائبة كاى جرانر فى بيان مكتوب إن القرار بشأن استئناف المساعدات من عدمه كان مثاراً بشدة فى أروقة الكونجرس على مدار الأسابيع الأخيرة، حيث دعا أعضاء مجلسى النواب والشيوخ إلى حجب كل المساعدات المالية عن مصر، بعد الهجوم على مكاتب المنظمات الأمريكية التى تساعد القاهرة على الانتقال نحو الديمقراطية. من جانبه، قال السيناتور جون ماكين ل"سى إن إن، فى وقت مبكر هذا الأسبوع إنه وإن كان لا يعتقد أن قرارا من جانب إدارة أوباما سيكون وشيكا، إلا أنه أجرى محادثات مع كلينتون بشأن القرار الصعب والمعقد. وقال إنه لا يزال هناك عدد من القضايا الأخرى المطلوب معالجتها، لكن هناك أيضا قضية شاملة تتعلق بالوضع الدقيق سياسيا، فى مصر اليوم، فهناك انتخابات "رئاسية" مقبلة. ولذلك هناك رغبة فى الموازنة بين هذه الأمور. http://security.blogs.cnn.com/2012/03/22/clinton-to-certify-egypt-eligible-for-u-s-aid/