أقيمت منذ قليل، ندوة "الجغرافيا الثقافية وفنون الأداء" خلال فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، برئاسة الدكتور سامح مهران، وأدار الجلسة السفير علي شبو من العراق، وبمشاركة كل من الناقد عبد الناصر حنفي، الدكتور سيد الإمام، الأستاذ مختار سعد شحاتة، الأستاذ محمد المحمدي رزق، الأستاذ هشام كفرانة. وقال الناقد الدكتور سيد الإمام: ورقة بحثي تحمل عنوان "نحو تأسيس مفهوم التجريب في إطار ثنائية الوحدة والتعدد"، فمع كل دورة من المهرجان التجريبي نعيد نفس الأسئلة ونفس الأطروحات والمشكلة تبدأ من المناطق الرمادية في الفكر دون تحديدات قاطعة، فأنا أجزم أن هناك خلطًا بين التجريب كعملية إبداعية وبين المحاولات التجريبية ليصبح أي فعل مسرحي تجريبي، هذه العملية الفوضي الذهنية هي عملية عبثية ما لم نحاول جادين أن نثبتها في أرضية ثابتة لنعرف مفهوم التجريب، فإن لم نتعاطَ المصطلح بدقة سنعيش في فوضي شديدة.
فتلك المداخلة تنقسم لشقين حول مفهوم التجريب والثاني المعطيات الثقافية المرتبطة بمفهوم التجريب وتعدد الثقافات، وبالتالي تفاعل تلك الثقافات، بداية هنقدم نقد يتعارض مع مركزية الثقافة الأوربية وهذا مصطلح غير صحيح، فأول من استخدم مفهوم التجريب في عالم الإبداع كان أميل زولا عندما قدم كتابًا باسم القصة التجريبية وكانت أول مرة تذكر كلمة تجريب.
وناقش الكتاب مفهوم كيف يمكن للإبداع الفني أن يستفيد من التجارب الملموسة التي يصل لها العلم في مجال ما، والمحور الثاني له كيف يمكن تأسيس العملية الإبداعية علي المنهج العلمي في البحث، فإن استغنينا عن تلك المحورين ثق تمامًا أنك أمام عملية عشوائية ليس لها علاقة بالتجريب، ولكن لا يوجد مذهب في الدنيا يسمي المدرسة التجريبية، ولكن التجريب هي عملية إجرائية في إنتاج العمل ولكن يدعي تأجيل الحكم الجمالي.
مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يقام برعاية وزيرة الثقافة الدكتور نيفين الكيلاني، وتتشكل لجنته العليا من كل من: الدكتور سامح مهران رئيسًا، الدكتور محمد عبد الرحمن الشافعي منسقًا عامًا، الدكتورة دينا أمين مديرًا، الدكتور أيمن الشيوي مديرًا، بالإضافة إلى عضوية كل من: الدكتور أحمد مجاهد، الدكتورة أسماء يحيى الطاهر، الدكتور محمد سمير الخطيب، المخرج أحمد البوهي.
ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، أحد أقدم المهرجانات الدولية المتخصصة في إعطاء الفرصة لتقديم العروض المسرحية التجريبية من كل دول العالم، ويهدف المهرجان إلى خلق حالة من التواصل والحوار بين مختلف الشعوب والجماعات، إضافة إلى تعريف الجمهور في مصر والمنطقة العربية بأحدث التيارات في المشهد المسرحي، وإتاحة نافذة يطل منها المسرحيون حول العالم على أحدث تطورات المشهد المسرحي في مصر والبلاد العربية.
