في ال24 من أغسطس الجاري، أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في قمة بريكس ال15 التي أقيمت في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، عن دعوة كل من الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والأمارات للانضمام إلى عضويتها رسميًا، وعليه ستصبح هذه الدول أعضاء كاملة العضوية في بريكس اعتبارًا من الأول من يناير عام 2024، مما يجسّد عزيمة دول بريكس على الاتحاد والتعاون مع الأسواق الناشئة والدول النامية، ويشكّل نقطة انطلاق جديدة لتعاون بريكس. قد اجتذب موضوع التوسع اهتمامًا بالغًا على نطاق واسع من المجتمع الدولي، لأنه سيقدم خيارات وفرص جديدة لمزيد من الأسواق الناشئة والدول النامية، حيث قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: إنني أثمن إعلان مجموعة بريكس دعوة مصر للانضمام لعضويتها، ونتطلع للتعاون والتنسيق مع مجموعة بريكس خلال الفترة المقبلة لتحقيق أهداف تدعيم التعاون الاقتصادي، وإعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية، مما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية." كما علق الرؤساء وكبار الشخصيات من دول أعضاء بريكس الجديدة فور إعلان نتيجة التوسع، معربين عن توقعاتهم بتعميق التعاون الدولي في مجالات متعددة في إطار آلية بريكس، وتعزيز عملية الحوكمة العالمية لتحقيق الرخاء المشترك للعالم.
لقد ارتفع عدد دول بريكس إلى 11 دولة بعد هذا التوسع، وارتفعت نسبة سكان دول بريكس في العالم من 42% إلى 47%، وإجمالي الحجم الاقتصادي من 26% إلى 29%، وإجمالي تجارة السلع من 18% إلى 21%، فإن الزيادة في عدد دول بريكس ستعزز التأثير العالمي لآلية تعاون بريكس.
تلتزم آلية بريكس بروح الانفتاح والشمول والتعاون المربح للجانبين منذ تأسيسها، وواصلت تنفيذ تعاون عملي على نطاق واسع في مجالات متعددة منها، سلسلة التوريد والسلسلة اللوجستية والزراعة والأمن الغذائي والتسوية الدولية والصحة العامة، كما تعمل على تعزيز تنفيذ أجندة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 سعيًا لتحسين رفاهية شعوب جميع البلدان، لتصبح قوة مهمة في تعزيز الحوكمة العالمية.
ترغب المزيد والمزيد من الدول في التقرب من مجموعة بريكس والانضمام إليها، وهو ما يثبت أن الأسواق الناشئة والدول النامية التي تمثلها دول بريكس أصبحت قوة مهمة في تشكيل النمط الدولي، حيث ساهمت الأسواق الناشئة والبلدان النامية بما يصل إلى 80% من النمو الاقتصادي العالمي في الأعوام ال20 الماضية، كما ارتفعت حصتها العالمية من الناتج المحلي الإجمالي من 24% إلى أكثر من 40% في الأربعين سنة الماضية. إن نمو أسرة البريكس سيعزز التطور العميق للبنية العالمية، ويضخ المزيد من اليقين والاستقرار للعالم، وسيعزز قوة السلام والتنمية في العالم.
لقد أظهر هذا التوسع التاريخي جاذبية دول بريكس وتأثيرها بشكل كامل، كما يعد نقطة انطلاق جديدة لآلية تعاون بريكس ويضخ أيضًا حيوية جديدة فيها. بعد التوسع، ستواصل مجموعة بريكس تعميق شراكة بريكس الاستراتيجية، وتوسيع نموذج التعاون "بريكس+"، كما تستمر في كتابة فصل جديد من التضامن والتعاون بين دول الأسواق الناشئة والدول النامية لتحقيق التنمية المشتركة، والسعي إلى خلق نمط عالمي للتنمية السلمية وتساهم في تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
