صرح مسئولون كبار فى وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم، بأن السبب فى إغلاق السفارة الأمريكيةبدمشق يرجع إلى تدهور الوضع فى سوريا. ونقلت شبكة سى إن إن الإخبارية الأمريكية عن هؤلاء المسئولين توضيحهم "أن وزارة الخارجية الأمريكية أغلقت سفارتها فى سوريا وقامت بسحب باقى العاملين فيها اليوم بعد أن رفضت الحكومة السورية معالجة الأمور الأمنية التى تثير قلقها". وقال المسئولون "إن 17 موظفا، بمن فيهم السفير روبرت فورد، غادروا سوريا" وأشاروا إلى أن اثنين من الموظفين كانا قد غادرا سوريا جوا خلال الأسبوع الماضى، وأن باقى الموظفين بمن فيهم فورد سافروا اليوم فى قافلة إلى الأردن". وأضاف المسئولون قائلين "إنه كان قد تم إجلاء معظم العاملين بالسفارة فى وقت سابق، وأنه تم إجراء المزيد من الخفض على الفريق الدبلوماسى خلال شهر ديسمبر". وأكد المسئولون قائلين "إن تدهور الوضع فى سوريا جعل من المستحيل على السفارة أن تواصل أعمالها، وذلك بالإضافة إلى استحالة استمرار بقاء العاملين هناك". وقال المسئولون الأمريكيون إنه تم إحاطة السوريين علما بقرار سحب العاملين من السفارة الأمريكية وإغلاقها بعد مغادرة الموظفين لها". وأضاف المسئولون قائلين أنه يبدو أن ليس بمقدرة الحكومة السورية السيطرة على العناصر المتعددة التى ترتكب أعمال العنف فى سوريا". وأشار المسئولون إلى أن إدارة وزارة الخارجية ومسئولى الأمن كانوا قد أعربوا لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون عن قلقهم بشأن الوضع فى سوريا وقدموا توصياتهم فيما يتعلق بهذا الشأن. وأشارت شبكة سى إن إن إلى أن مشاعر القلق كانت قد تزايدت بشأن الوضع الأمنى فى أعقاب التفجيرات التى وقعت خلال الشهر الماضى أمام مكاتب فرعين للأمن السورى فى دمشق، وأن بعض المسئولين أعربوا عن اعتقادهم أن تلك التفجيرات تحمل بصمات تنظيم القاعدة. وعلى الرغم من عدم حصول الولاياتالمتحدة على دليل دامغ يثبت مسئولية تنظيم القاعدة عن التفجيرات التى وقعت فى دمشق خلال الشهر الماضى وعدم وجود معلومات استخبارية محددة تشير إلى أن القاعدة تخطط لمهاجمة السفارة الأمريكية فى دمشق، إلا أن مسئولا أمريكيا كبيرا ذكر أن السفارة كانت هدفا محتملا لذلك. وقال هذا المسئول فى تصريحات لشبكة سى إن إن "إننى أشعر بالقلق بشأن أى تفجير انتحارى" وأشار إلى أن السفارة كانت هدفا لجماعات متطرفة فى وقت سابق، وأن هناك ظلالا لحالة من عدم الاستقرار عبر أنحاء سوريا. وذكر مسئولون بوزارة الخارجية الأمريكية أن السفير فورد والعاملين معه سيواصلون عملهم من مقر الوزارة فى واشنطن، ولكن ذلك لا يعنى أن الولاياتالمتحدة تقطع علاقاتها مع دمشق، فعلى الرغم من أن الاتصالات بين الحكومتين كانت على أدنى حد، إلا أن العلاقات الرسمية ستظل قائمة. وقال المسئولون إن السفارة البولندية فى دمشق ستساعد الرعايا الأمريكييين فى سوريا إذا واجهوا متاعب، ولكن وزارة الخارجية الأمريكية لا تعتقد أن يظل كثير من الأمريكيين فى سوريا. واستدرك المسئولون قائلين إنه من المعتقد أن معظم الأمريكيين الباقين فى سوريا يحملون جنسية مزدوجة ويعيشون هناك. وأشارت الشبكة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد ذكرت خلال الشهر الماضى أنها تفكر فى إغلاق السفارة بسبب تدهور الوضع الأمنى فى دمشق، وأنها طلبت من الحكومة السورية فى ذلك الوقت اتخاذ إجراءات أمنية إضافية لحماية السفارة وأنها أبلغت الحكومة السورية بأنه إذا لم يتم اتخاذ خطوات محددة فيما يتعلق بهذا الشأن فإنه ربما لا يكون هناك خيار سوى إغلاق السفارة.