"بواجير الجاز".. لا تتعجب إذا علمت أن هناك بعض الناس لازالت تستخدم بواجير الجاز فى القرن الحادى والعشرين، خاصة وأنه أصبح الحل الأمثل والبديل ل"أنبوبة البوتاجاز"، فهو أوفر فى السعر وأسهل فى التواجد، بعد أن أصبحت أزمة الأنابيب منتشرة فى كل شوارع مصر وأحيائها حتى أن سعر الأنبوبة أصبح يتراوح ما بين 40-50 جنيهاً. مجدى حمودة عبد القادر، يعمل فى الأصل ميكانيكى على باب الله ولكن مهنتة الجديدة فى ظل ارتفاع أسعار أنابيب البوتاجاز هى "تصليح بواجير الجاز". يتردد على عم مجدى عدد كبير من الزبائن التى تريد تصليح وابور الجاز الخاص بها، معظمهم من الغلابة والفقراء، وتأتى أزمة الأنابيب لتلقى على كاهلهم عبئا جديدا فالأنبوبة أصبحت تتكلف 40 جنيها وهم لا يستطيعون تدبير سعرها، لذا قرروا أن يستخدموا بواجير الجاز القديمة التى تعد بمثابة المصباح السحرى لحل مشاكل لرتفاع سعر الأنبوبة. يقول عم مجدى، لليوم السابع، بالرغم من المشاكل التى تشهدها البلد فى الفترة الحالية إلا أن الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار لازالت أكبر أزمة تواجهنا، خاصة الغلابة والفقراء، مشيراً إلى أنه يعمل فى مهنة تصليح البواجير منذ أسبوع تقريباً، حيث نصب مكانا فى الشارع للعمل به. وأوضح أن معظم زبائنه من الناس الفقراء الذين لا يستطيعون تدبير سعر الأنبوبة، مضيفاً "أنا بصلح الوابور مثلا ب 3 أو 5 جنيه مش هيكون أغلى من كده، والزبون بيشترى لتر الجاز ب 2 جنيه وبكده مش هيتكلف سعر الأنبوبة." وأشار قائلاً إن شراء وابور جاز سوف يصبح أوفر من شراء أنبوبة، فسعر الوابور ممكن يكون بثمن الأنبوبة أى حوالى 70 جنيه، ولهذا قرر مساعدة جيرانه وحبايبه وتصليح البواجير القديمة لفك أزمة إعداد الطعام، فالأمر أصبح سهلا على الغلابة فالحاجة أم الاختراع كما يقول عم مجدى. وأوضح قائلاً "أنا تعرضت لهذه المشكلة، دخت على أنبوبة بوتاجاز تلات أيام، رحت المستودع طابور طوله كيلو ومابيتحركش، وكان صاحب المستودع بيبيع الأنبوبة ب 15 جنيها بالرغم من أن تكلفتها الأساسية أقل من خمسة جنيهاتً". وأضاف "قررت أنا وزوجتى أن نستغنى عن الأنابيب ونشغل وابور الجاز القديم، حتى تنتهى الأزمة التى تتكرر كل عام تقريباً"، مشيرا إلى أن عمله بالميكانيكا ساعده على معرفة طرق تصليح بواجير الجاز. حكاية عم مجدى تذكرنا بالمثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد"، حيث رأى مجدى أن الزبائن أصبحت تتردد عليه بشكل كبير بالرغم من أن الوابور كان لا يستخدم منذ فترة طويلة." وقال إنه سيتنقل بأدوات التصليح البسيطة بين الأحياء العشوائية لنشر فكرة تشغيل بواجير الجاز حتى تنتهى الأزمة. وعن صناعة البواجير فى مصر قال عم مجدى :"خلاص ما عدش فيه قطع غيار للوابور.. كل ما يجينى زبون أرجعه لأنى مش لاقى قطع غيار.. لفيت العتبة كلها وباب الخلق وشارع كلوت بك لشراء (كباسات وغطيان ومفاتيح) -وهى من المكونات الأساسية للوابور- ومالقتش.. الكل بيقولى المهنة انقرضت". محمد أنور، أحد الزبائن الذى جاء ليستلم الوابور الخاص به بعد تصليحه، قال لليوم السابع "محدش كان يتوقع أن يأتى اليوم أن نستخدم البواجير تانى.. كنا بنشيلها للزمن أهو بقالها عوزة وفايدة.. إحنا كدة معندناش أزمة بوتاجاز، لأننا مش هنلجأ للسوق السودا وهنستخدم الوابور تانى."