أكد الدكتور حسين خالد، وزير التعليم العالى، أن التعليم الجامعى فى مصر يعانى من العديد من المشاكل، والتى لخصها فى ميزانية البحث العلمى فى مصر، حيث تقدر ب3 من عشرة فى المائة من الدخل القومى، وأن الوزارة تعانى من خلل تدنى الميزانيات، وتعثر فى المشروعات، بالإضافة إلى زيادة أعداد الطلاب فى ظل قلة الجامعات الحكومية التى يصل عددها إلى 19 جامعة، و20 جامعة خاصة، موضحا أنه هذا العدد لا يصلح مع تعداد السكان فى مصر، مفترضا وجود جامعة لكل مليون نسمة، مشددا أنه لا ينتظر إصلاح المشاكل بين ليلة وضحاها. وأضاف أن قانون تنظيم الجامعات يحاول إصلاح عدة أمور، حيث تمت موافقة الوزارة على قيام الطلاب بإعداد لائحة طلابية بأنفسهم دون تدخل من الأساتذة، وذلك بعد الاجتماع الذى نظمه أمس فى المجلس القومى للشباب لمدة 3 ساعات، مشيرا إلى أنهم يقومون حاليا بإعداد لائحة لجميع الجامعات الحكومية، لافتا أنه سيتم صياغته فى صورة مواد قانونية بعد استلام التقرير الخاص من الطلاب. جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالى، فى الندوة التى نظمها عددا من نوادى الروتارى، ومنهم نادى روتارى جاردن سيتى، القاهرة شمال، الجزيرة، سقارة، وأدار الندوة اللواء محمد السكرى رئيس نادى روتارى الجزيرة، وسط لفيف من الروتاريين. وطالب خالد بتغيير القانون الحاكم للجامعات الذى تم وضعه منذ 40 عاما، لافتا أنه يصعب استمراره، فضلا عن اللوائح الخاصة بالطلاب، والأنشطة الخاصة بالجامعات، لتواكب الوضع الجديد. وأضاف"خالد" أنه يخصص يوما بالأسبوع للاستماع إلى المشاكل، لافتا أن ذلك ساعده كثيرا فى معرفة المشاكل الحقيقية والوقوف عليها. وشدد "خالد" أن يكون التعليم من أولويات البرلمان المنتخب والإرادة السياسية، مشيرا إلى أهمية أن يعى المجتمع بأهمية التعليم. ورفض "خالد" التفكير عن مجانية التعليم فى الوقت الحالى، قائلا: "مجنون من يفكر فى إلغاء مجانية التعليم فى ظل تردى الحالة الاقتصادية للبلاد"، أملا أنه فى حالة تحسن الحالة الاقتصادية للمواطنين يجب مناقشة إلغاء مجانية التعليم فى مصر. وشجع "خالد" رجال الأعمال والمهتمين بالتعليم فى مصر، على إنشاء جامعات خاصة، خاضعة لمعايير العملية التعليمية، وتحت إشراف واضح، حتى نتجنب أن تهدف للربح فقط، منتقدا ارتفاع مصروفات بعض الجامعات الخاصة، وعدم مراعاتها لظروف المجتمع، مشيرا إلى أن التعليم لن يتم إصلاحه بتغيير الوزراء، وأن التعليم العالى لن يتم إصلاحه، إلا بالقيام بإصلاحه من أولى ابتدائى، لافتا أن هناك مدارس ببعض القرى تعانى حتى ألان من عدم وجود كرسى وتباشير. وأوضح "خالد" أن ميزانية البحث العلمى بمصر زادت من 5 ملايين جنيه إلى 120 مليون بالمجهدات الذاتية، مؤكدا الاستمرار فى تقديم الدعم لجامعة النيل واستكمالها، بجانب جامعة زويل. وشدد "خالد" أنه يجب قبل المناداة بمنع الدروس الخصوصية، يجب تحسين أسلوب التعليم داخل المدارس، حتى لا يحتاج الطالب إلى الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى تحسين الأجور. وأكد "خالد" أن التعليم المفتوح فى مصر يمثل مشكلة فى الوقت الحالى، واصفا إياه بأنه غير مضبوط، مشيرا إلى أن هناك جلسات خاصة للمجلس الأعلى للجامعات تدرس ملف الجامعة المفتوحة، من جميع جوانبه، من حيث المصروفات، وطريقة التدريس، وعلاقته بالجامعات. وفى نهاية كلمته دعا "خالد" إلى ضرورة التخلص من عقدة التعليم الجامعى والشهادات الأجنبية، وأهمية التوجه إلى التعليم التكنولوجى والصناعى.