يزور مصر حاليا وفد اقتصادي من دولة الكويت الشقيقة تصفه الدوائر الاقتصادية في الدولتين الشقيقتين بأنه أكبر وفد اقتصادي يزور مصر المحروسة منذ 34 عاما – أي منذ عام 1988- ومن المقرر أن يلتقي الوفد بكبار المسئولين في الدولة لبحث الفرص الاستثمارية وبالتالي زيادة حجم الاستثمارات الكويتية في مصر. فحسب البيانات الأخيرة فالكويت الشقيقة تأتي في المرتبة الثالثة عربيا بعد السعودية والامارات من حيث حجم الاستثمار في مصر بحوالي 15 مليار دولار والخامسة عالميا وربما ما سوف يتم الاتفاق عليه هذه المرة يقفز بالكويت الى المرتبة الثانية وهو ما شعرت به مع تصريحات لأحد أعضاء الوفد السيد جواد بوخمسين رئيس مجموعة البوخمسين القابضة في مناسبة الزيارة بالأمس تحت سفح الهرم ودعوته للمستثمرين في الدول العربية والإسلامية بالقدوم للاستثمار في " أم الدنيا" بعد أن أصبح المناخ الاستثماري مناسبا للغاية من حيث التسهيلات والتنوع في القطاعات المختلفة وفي المناطق الجديدة مثل العاصمة الإدارية والعلمين ومنطقة قناة السويس الوفد يضم 48 من كبار رجال الأعمال والمستثمرين بدولة الكويت برئاسة محمد جاسم الصقر رئيس غرفة التجارة الكويتية وهو ما يدلل على الرغبة الأكيدة فى الاستثمار بمصر، والاستفادة من الفرص الاستثمارية الكثيرة المتاحة، خاصة فى العاصمة الإدارية الجديدة، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث يضم الوفد مستثمرين فى مجالات مختلفة ومتعددة منها الاستثمار العقاري والاتصالات والتكنولوجيا وكافة الصناعات المختلفة.
زيارة الوفد الاقتصادي الكويتي سبقته وفود عربية خليجية مماثلة وهو ما يعني أن ما يحدث على أرض مصر من مشروعات وانجازات وعملية تنمية شاملة يتابعه كافة الأشقاء والأصدقاء بدقة ويدرسونه ويرغبون في الاستثمار في مصر العلاقات المصرية الكويتية هي علاقات متجاوزة لأية حواجز أو ما يسببه بعض الغبار لتعكير صفو العلاقة القوية الراسخة والمعمدة بالدم المصري فوق أرض الكويت والدم الكويتي فوق الأراضي المصرية في سيناء، ففي حرب أكتوبر سالت دماء حوالي 50 شهيدا كويتيا شاركوا الجيش المصري في حرب التحرير المجيدة في 73 عندما أرسلت الكويت "كتيبة اليرموك" إلى مصر لتنضم إلى الجبهة المصرية، كما أرسلت 6 طائرات، استردادها، كما لا ينسى الأشقاء في الكويت المواقف التاريخية والعملية للشقيقة الكبرى مصر الى جانب الحق الكويتي في كافة المواقف والأزمات التي تعرضت لها الكويت وخاصة في عملية تحرير الكويت عقب الغزو العراقي عام 90 . كلها مواقف تاريخية لا تنسى ولا يمكن التأثير فيها والنيل منها. فهي علاقة غاية في القوى والمتانة.
فهناك تنسيق قوي وشديد الخصوصية في القضايا السياسية الإقليمية والدولية المختلفة والدعم المشترك والمتبادل بين الجانبين اقتصاديا ... فهناك تطوير كبير في العلاقات الاقتصادية والاستثمارية ولا يمكن نسيان أن الكويت تعتبر من أوائل الدول التي قامت بالاستثمار في مصر من خلال الراحل ناصر الخرافي وعلاقته بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر. وبلغ حجم الصادرات المصرية للكويت العام الماضي ما يقارب 236 مليون دولار وخلال السبع أشهر الأولى من العام الجاري 2022 بلغ 185 مليون دولار، ما يعد زيادة ملحوظة في حجم الصادرات المصرية والتي تشمل السلع الهندسية المتنوعة مثل الكابلات والمحولات والشاشات التلفزيونية"، بالإضافة إلى السلع الغذائية المتنوعة، كما بلغ حجم الواردات الكويتية لمصر عام 2021 حوالي 60 مليون دولار وتشمل الصناعات البتروكيماوية وحتى ندرك أهمية الزيارة، بقى أن نعرف أن الوفد الاقتصادي يضم رجال أعمال وقيادات مصرفية كويتية أبرزهم رئيس اتحاد الصناعات الكويتية حسين علي الخرافي، ورئيس اتحاد شركات الاستثمار صالح السلمي وأمين عام اتحاد مصارف الكويت د.حمد علي الحساوي،والرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني عصام جاسم الصقر، ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بوخمسين القابضة وعضو مجلس التعاون الكويتي المصري عماد جواد بوخمسين، والمدير التنفيذي لمجموعة الخرافي ورئيس مجلس إدارة شركة الخليج للكابلات بدر ناصر الخرافي، والرئيس التنفيذي لمجموعة بنك بوب.
مصر الآن تفتح ذراعيها للأشقاء العرب لضخ استثماراتهم في الشقيقة الكبرى والتي تمثل العمق العربي والقوة الداعمة والسند للعرب، فالمال العربي أولى به الشعوب العربية والأرض العربية
