اعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية أن مهمة القوات الدولية فى ليبيا المتمثلة فى تدخل بالقوة الجوية أبعد ما تكون عن أن يكون قد تم إنجازها بهذه السرعة، فى ظل صراع السلطة الدائر حاليا هناك. وأشارت المجلة - فى سياق تقرير بثته اليوم، الاثنين، على موقعها الإلكترونى - إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما بدا وكأنه يربط فى خطاب "حالة الاتحاد" الأسبوع الماضى على أنه يربط بين مصير الرئيس السورى بشار الأسد ومصير العقيد معمر القذافى. وأوضحت المجلة أنه فى الوقت الذى يحاول فيه المجتمع الدولى جاهدا التعاطى مع صراع السلطة الذى يزداد دموية، يرى البعض ليبيا كنموذج يستحق أن يتم اتباعه، حيث ساعد التدخل العسكرى الأجنبى الميليشيات المحلية على إسقاط نظام القذافى بأقل خسائر فى الدماء والأموال الأجنبية، مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك فإن صراع السلطة فى ليبيا أبعد ما يكون عن الانتهاء ونفض الغبار من عليه. ولفتت الصحيفة إلى أن الهشاشة المتزايدة لنظام ما بعد القذافى تأكدت فى الأسابيع الأخيرة من خلال سلسلة من الاشتباكات الواضحة بين قوات الميليشيات المتنافسة. ونوهت المجلة إلى أنه كانت هناك تقارير تفيد بحدوث أعمال تعذيب وإساءة معاملة على أيدى رجال الميليشيات، نادرا ما يخضعون للمساءلة من قبل السلطات السياسية الجديدة، التى يشتبه فى خدمتها فى نظام القذافى والتقارير حول الاحتجاجات المتنامية ضد الحكومة المؤقتة المعروفة بالمجلس الوطنى الانتقالى. وأوضحت المجلة أن الإطاحة بالقذافى خلفت فراغا فى السلطة ليس بإمكان أى قوة وحيدة ومتماسكة أن تملأه، مما يترك البلاد فى وضع أمنى يزداد هشاشة مع تنافس الميليشيات على الفوز بالنفوذ السياسى وتقاسم الكعكعة السياسية والاقتصادية الوطنية. وأشارت إلى أن هناك 200 ألف شاب لا يزالون فى حالة استعداد للقتال على الأغلب فى مئات من الهياكل العسكرية المحلية فى جميع أنحاء ليبيا. وقالت المجلة إنه فى غياب أية هياكل حكومية تمثيلية، أصبحت الأسلحة والأراضى التى يتسحوذ ويسيطر عليها مجموعة ميليشيات شكلا من أشكال العملة السياسية. وأضافت المجلة أنه ليست بمفاجأة أن تكون الميليشيات مترددة فى نزع سلاح نفسها، والخضوع لجيش وطنى ضعيف نسبيا له جذور من عصر القذافى، ولفتت المجلة إلى أن فقدان قوة المجلس الوطنى الانتقالى على الأرض تجبره على التفاوض بشأن محددات التعايش مع الميليشيات المتنوعة. واعتبرت المجلة أن الادعاءات بوجود أعمال تعذيب تبرز تحديا للمصالحة الوطنية فى مجتمع قام فيه الآلاف بتأييد نظام القذافى والقتال من أجله بسبب الولاء للمناطق والقبائل. وأشارت المجلة إلى حقيقة أن الإطاحة بالنظام فى ليبيا خلقت مشاكل جديدة قد تتطلب أن توليها القوى الأجنبية أهمية وتفرض عليها التزامات ربما تدعو من يتأمل حدوث تدخل مماثل فى سوريا للتوقف، نظرا لعدم سهولة مثل هذه التدخلات.
