يتوجه وزير الخارجية الفرنسى آلان جوبيه إلى نيويورك غدا، الثلاثاء، لإقناع مجلس الأمن الدولى بتحمل مسئولياته إزاء خطورة الجرائم اللإنسانية التى يرتكبها النظام السورى. وقال برنار فاليرو، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الفرنسية فى مؤتمر صحفى اليوم الاثنين، إن جوبيه سيشارك فى اجتماع مجلس الأمن الدولى الذى دعت إليه جامعة الدول العربية، ويشارك فيه عدد من الوزراء العرب وكذلك وزراء من الدول الأعضاء بالمجلس. وأشاد فاليرو بالدور والجهود التى تقوم بها الجامعة العربية للتوصل إلى مخرج للأزمة السورية التى تشهد شهرها العاشر، على ضوء تواصل أعمال العنف والقمع ضد المدنيين. وحذر فاليرو من أن "الوضع فى سوريا بات مأساويا ولا يتوقف عن التدهور"، مشيرا إلى أن العشرات من أبناء الشعب السورى قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية فى إطار القمع "الوحشى" الذى يمارسه نظام دمشق، خاصة خلال العمليات العسكرية واسعة النطاق التى يشنها الأمن السورى فى العديد من المناطق وخاصة فى ضواحى العاصمة دمشق. وأكد أن باريس "صدمت بشكل خاص من التقارير التى نشرت أنباء عن اغتيال 14 فردا من أسرة واحدة من بينهم ثمانية أطفال بمدينة حمص". وشدد فاليرو على ضرورة طرق جميع الأبواب الآن "لوضع نهاية لدوامة العنف الناتجة من القمع الدموى الذى يمارسه نظام بشار الأسد". واستطرد قائلا "حان الوقت لأن يتخذ مجلس الأمن موقفا للمشاركة فى التوصل إلى حل للأزمة السورية"، مضيفا أن باريس تدعم كافة الجهود العربية. وأوضح أن "التحدى أمام الاجتماع الوزارى الذى سيعقد غدا بنيويورك يتمثل فى أن يتمكن مجلس الأمن من الاستماع لتقرير الجامعة العربية بشأن سوريا، وأن يدعم جهودها وطلباتها". وذكر فاليرو أن دولة المغرب قدمت باسم الجامعة العربية مشروع قرار فى هذا الصدد، الجمعة الماضى، إلى مجلس الأمن "، وينبغى أن يسهم اجتماع الغد فى تبنى هذا المشروع". من جهته قال وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه، إنه بات واضحا اليوم، أنه يتعين على النظام السورى أن يسلم السلطة على ضوء تفاقم الأوضاع فى البلاد. وأكد فى مؤتمر صحفى عقده بمدينة بوردو جنوبى فرنسا والتى يتولى (جوبيه) منصب عمدتها إنه سيتوجه غدا الثلاثاء إلى نيويورك، للمشاركة فى الاجتماع الوزارى لمجلس الأمن الدولى المقرر عقده بناء على طلب من جامعة الدول العربية. وشدد رئيس الدبلوماسية الفرنسية على أهمية هذا الاجتماع "الذى سيسمح لفرنسا، أن تقوم بتوصيل صوتها الذى طالما أدان القمع فى سوريا والتأكيد على أنه بات واضحا أنه يتعين على نظام دمشق أن يقوم بتسليم السلطة". وأضاف الوزير الفرنسى، أن "الوضع فى سوريا يتطور ونظام دمشق يتمادى فى القمع الدموى على نحو متزايد"، مشيرا إلى أن الجامعة العربية أدركت أن مهمة مراقبيها (بسوريا) لن تتمكن من القيام بمهمتها، وبالتالى قررت "كما كنت أتمنى منذ وقت طويل أن تلجأ إلى مجلس الأمن الدولى للتدخل". واعترف جوبيه بأنه على الرغم من ذلك فإن الظروف ليست حتى الآن مجتمعة بشأن تبنى قرار من مجلس الأمن يدين القمع فى سوريا، بما أن روسيا تواصل معارضتها".
