هل يمكن أن ينتقل عدوى فيروس الإيدز من الأم المصابة إلى جنينها أو من خلال العلاقة الزوجية إذا كانت الأم مصابة بمرض الإيدز أم أن هناك أدوية تمنع الإصابة الآن بعد أن سمعنا أن هناك أدوية فى سوق الدواء العالمى نزلت فى عام 2011 ؟. يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلاً: وسائل انتقال الإيدز معروفة من خلال الاتصال الجنسى بجميع أنواعه أو من خلال العلاقات الشاذة فى حالة إصابة أحدهما بالعدوى أو من خلال نقل الدم أو مشتقاته أو مكوناته، فى حالة عما إذا كان الدم منقول من شخص مصاب بالفيروس، أو من خلال الحقن أو المشاركة فى الحقن، سواء بالنسبة للمدمنين أو نتيجة الإهمال الطبى، كما يمكن أيضاً أن ينتقل من خلال الأدوات الحادة، مثل آلات ثقب الأذن والوشم وغيرها إذا انتقلت من شخص مصاب إلى شخص سليم، وبالنسبة للأم الحامل يمكن أن ينتقل من الأم الحامل إلى الجنين فى نسبة من 5 : 15 % فى حالة عدم تناول أى أدوية مضادة للفيروس أثناء الحمل وبعد الولادة مباشرة، حيث تنخفض هذه النسبة فى حالة استخدام مثل هذه الأدوية والسيطرة على الفيروس لأقل من 1%، وبالتالى فمعرفة إصابة الأم بعدوى الفيروس منذ بداية الحمل يعد عاملاً مهماً جداً فى وقاية الطفل من انتقال عدوى الفيروس. ومن المعروف أن انتقال العدوى للجنين يمكن أن تحدث أثناء الحمل أو أثناء الولادة أو بعد الولادة من خلال الرضاعة من ثدى الأم، ولذا فإن الأم المصابة بالعدوى لا تنصح بإرضاع الطفل من ثديها، كما يجب الالتزام بأسلوب العلاج الذى يمكن أن يتناوله الطفل للمولود فى الشهور الأولى بعد الولادة من أجل وقايته من الإصابة بالعدوى، وهذه الأدوية عبارة عن مجموعة متكاملة تسمى العلاج بالكوكتيل، وتتكون من ثلاث أو أربع أدوية أحياناً يمكن أن تجمع فى كورس واحد أو كورسين فى اليوم، ويمكن عمل نوع من التبادل والتوافق بين الأنواع المختلفة من الأدوية المسموح بتناولها للأم الحامل فى هذه الحالة، حسب استجابتها، ورد فعل الفيروس تجاهها . جدير بالذكر أن الأم المصابة بمرض الإيدز ينبغى عليها أن تستمر فى تناول العلاج المضاد للفيروس مدى الحياة حتى الآن، من أجل أن تتم السيطرة على الفيروس وإخفاءه من الدم وحتى من تحليل ألبى سى أر. وهل معنى ذلك أن هناك دواء لعلاج الإيدز؟ ويجيب الدكتور عبد الهادى قائلاً: علاج الأمراض عموماً نوعان أمراض قابلة للشفاء التام مثل عدوى بكتيرية فى الحلق مثلاً يتم أخذ مضاد حيوى لها لمدة معينة ثم يشفى تماماً. أما النوع الثانى من الأمراض فهى أمراض قابلة للسيطرة أو التحكم مثل أمراض السكر والضغط والروماتويد وغيرها من الأمراض التى ينبغى على المريض أن يتناول العلاج لكى تتم السيطرة عليها، وعدم حدوث مضاعفات لها، وقد أصبح علاج الإيدز الآن ينتمى إلى المجموعة الثانية القابلة للتحكم والسيطرة، فطالما يأخذ المريض العلاج بشكل دائم دون انقطاع فإن الإيدز يعتبر غير موجود، ولا يمكن أن يحدث أى مضاعفات، إلا أن المريض لا يمكن أن يتوقف عن تناول العلاج حتى الآن وفى انتظار ظهور علاج جذرى يأخذه المريض لمدة معينة ويشفى تماماً. وهذه الأدوية تعمل على تثبيط تكاثر الفيروس من خلال تثبيط أنزيمات معينة ضرورية لتكاثر الفيروس. ويؤكد أنه كلما كانت كثافة الفيروس فى الدم قليلة والخلايا التائية المساعدة فى جهاز المناعة طبيعية كلما قلت فرص الإصابة بالعدوى للأشخاص المحيطين سواء للزوج أو الطفل بعد الولادة، وهناك الآن بعض هذه العلاجات المضادة للفيروس تستخدم كوقاية يمكن للزوج أن يتناولها لكى لا يلتقط العدوى من زوجته، وتبلغ نسبة نجاح هذا النوع من أدوية الوقاية 70 %، وهذا ما تم تطبيقه ونشره فى نهاية عام 2011، ويعد من أهم الإنجازات الطبية فى عام 2011.