شن الشيخ فكرى حسن إسماعيل، خطيب مسجد السلام بشارع الهرم ووكيل وزارة الأوقاف سابقًا، هجومًا حادًا على متظاهرى التحرير، بسبب ما وصفهم اليوم ب"جمعة الغضب" رغم أن هذا الشهر هو ربيع الأول الذى ولد فيه النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وتكاثرت فيه الخيرات، مما يتطلب تكاتف الجميع وعدم التفرقة بين أفراد المجتمع، قائلاً "للأسف الشديد هناك من يقومن بالتظاهر والاعتصام بميدان التحرير فى الوقت الذى ينهار فيه الاقتصاد، ومع ذلك لم يهتموا لذلك"، متسائلاً: أين عقول هؤلاء وتفكيرهم وانتمائهم لوطنهم ودينهم الذى لا يعرفون عنه شيئًا، لافتًا إلى أن المطالب التى ينادى بها البعض مبالغ فيها، وبدلاً من أن يقوموا بالعمل ليل نهار للارتقاء بالناتج القومى يقوم البعض بقطع الطرق من أجل المصالح الخاصة. وأضاف الخطيب، خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد السلام، أن الدين الإسلامى حث المسلمين على العمل والإخلاص من أجل الارتقاء بالأمة، مطالبًا الجميع بتوحيد الصفوف لخروج مصر من هذه الأزمة، قائلاً "والله لن تسقط مصر أبداً". كما انتقد الخطيب المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مسجد السلام، يوم الأربعاء الماضى، وتوجهوا بمسيرة لميدان التحرير بعد ارتداء تى شيرتات مكتوب عليها "كاذبون"، موجهًا حديثه لهم قائلاً "أنتم الكاذبون ولا تعرفون شيئًا عن أمور مجتمعكم، وأتمنى من يتظاهر بميدان التحرير أن يخرج لمعرفة مشاكل المواطنين بالفعل ويعمل على حلها"، لافتًا إلى أن الانفلات الأخلاقى الذى نعانى منه الآن جاء بسبب سوء التعليم خلال ال 30 عامًا الماضية. وحث الخطيب المواطنين على ضرورة التحلى بالأخلاق الحميدة، مثلما كان يفعل رسولنا الكريم، للنهوض بالمجتمع، وكذلك العمل بشكل جيد لتحسين مستوى الاقتصاد بعدما تراجع بشكل كبير خلال الأيام الماضية. وعقب انتهاء الخطبة ردد بعض المتظاهرين من أمام المسجد هتافات معادية للخطيب، جاء فيها "يا شيخ قول الحق.. انت بتكدب ولا لأ"، و"يسقط يسقط حكم العسكر.. الشعب المصرى خط أحمر"، و"يا مشير.. نازلين التحرير"، و"يا عنان.. الرجالة فى الميدان"، مطالبين برحيل المجلس العسكرى، وتسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب لحين انتخاب رئيس جمهورية جديد، وكذلك محاكمة قتلة الثوار، ووضع الرئيس السابق فى السجن دون أى استثناءات، فيما نشبت بعض المشادات بين المتظاهرين وبعض المصلين، كادت تصل لاشتباكات بالأيدى لولا تدخل البعض، وقام حوالى 150 متظاهرًا بعدها بالسير فى شارع الهرم للتوجه لميدان التحرير.