بالرغم من حكم المحكمة الذى قضى بإخلاء الجامعات من التواجد الأمنى، إلا أن رؤساء الجامعات مازالوا متمسكين باستمرار الأمن داخل أسوار الجامعة، مما يثير غضب أساتذة الجامعة والطلاب الذين يعانون من هذا التواجد الذى كبل الجامعة وأعاقها عن أداء دورها الطبيعى. السطور التالية تحمل آراء رؤساء الجامعات فى هذه القضية التفاصيل.. "الأمن لا يتدخل فى شئون الجامعة.الأمن وظيفته حراسة المنشآت وتأمين الجامعة فقط"، إجابة واحدة يرددها رؤساء الجامعات لنفى أى تدخل أو سيطرة أمنية على الحياة الجامعية، فى الوقت الذى يطالب فيه الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى من يتحدث عن التدخلات الأمنية إثبات ذلك. "مصر كسبت كثيرا عندما كان هناك انتخاب لعمداء الكليات، أما تعيين رئيس الجامعة فهو قرار سياسى يخضع للتقارير الأمنية"، جاءت الكلمات من الدكتور فاروق إسماعيل رئيس لجنة التعليم بمجلس الشورى ورئيس جامعة القاهرة الأسبق، خلال منتدى رؤية الأحزاب المصرية لتطوير التعليم العالى، والذى تنظمه كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لتؤكد حقيقة التدخلات الأمنية فى اختيار القيادات الجامعية والتى كثيرا ما نفاها المسئولون، فهل سيكذب رؤساء الجامعات تصريحات زميلهم السابق ورئيس لجنة التعليم بمجلس الشورى؟ "عندما يتقدم عريس لابنتك لابد لك من السؤال عنه جيدا لتتأكد من أخلاقه"، قالها الدكتور حسن ندير رئيس جامعة الإسكندرية واصفا أهمية التقارير الأمنية للتأكد من أخلاق رئيس الجامعة قبل تعيينه.مشيرا إلى أنه من مسوغات تعيين أى فرد فى الدولة "الفيش والتشبيه"، وهو بمثابة استعلام عن المتقدم لأى وظيفة، قائلا "الأمن أحد روافد المعلومات التى تؤكد أو تنفى صلاحية المرشح لمنصب رئيس الجامعة". ندير يرى أن كل دولة لها ظروفها الخاصة فى اختيار عمداء الكليات ورؤساء الجامعات، مطالبا بأن تكون هناك لجنة مصغرة لاختيار من يصلح من الأساتذة لشغل منصب رئيس الجامعة. وأضاف ندير أن انتخاب أو تعيين رؤساء الجامعات فيه من العيوب والمميزات قائلا "رغم ما تدعيه أمريكا بأنها أكبر دولة ديمقراطية فى العالم، إلا أن هذه الديمقراطية أن يكون رئيسها شخصية سوية" . مشيرا إلى أنه فى الدول المتقدمة يتم اختيار عمداء الكليات من خلال الإعلان فى الصحف، ثم إجراء مقابلات لاختيار الأفضل.وهناك جامعات يشارك فيها الطلاب والفراشون فى عملية انتخاب رئيس الجامعة. د.حسام العطار رئيس جامعة بنها بدأ حديثه قائلا "اختيار رئيس الجامعة قرار سياسى"، إلا أنه استأنف مضيفاً "الشكل الحلو فقط ليس معيارا لاختيار رئيس الجامعة لأنه قد يكون شيوعيا مثلا، وهو حر فيما يعتنق من أفكار ولكن الخطورة فى انعكاس أفكاره الشيوعية على بناتنا وأبنائنا، وقد يستخدم منصبه للترويج لأفكاره". وأضاف العطار الذى سبق وشغل منصب عميد كلية لثلاث فترات متتالية اثنتان منهما بالانتخاب والثالثة بالتعيين "الانتخاب فى المجتمع المصرى لايتم بطريقة صحيحة، ويعتمد على المصالح المتبادلة بين المرشح والمنتخب وإن لم يقدم المنتخب الخدمات والمصالح فلن يتم انتخابه مرة أخرى". د.عبد المقصود عز العرب رئيس جامعة المنوفية لم ينف الاستعانة بالتقارير الأمنية فى اختيار رؤساء الجامعات، لكنه حصرها فى إطار التأكد من سلوكيات المرشح للمنصب ومهاراته الشخصية فى التعامل مع الأساتذة والموظفين والطلاب والعمال. وأوضح عز العرب أن التقارير الأمنية تكشف ما إذا كان رئيس الجامعة لديه فكر ما قد يكون ضاراً بالطلاب، فى الوقت الذى يجب أن يكون حرا فى فكره غير منحاز لفئة على حساب غيرها. ويرى رئيس جامعة المنوفية أن الانتخاب سيجعل من العميد أو رئيس الجامعة حريصا على إرضاء زملائه بغض النظر عن القانون، لأن بقاءه مرهون برضاهم عنه. فى الوقت الذى قد يفرز فيه التعيين شخصيات غير جيدة إذا لم تكن معايير التعيين واضحة، وقد يجعل أيضا من تم تعيينه يسعى لإرضاء الجهة الإدارية العليا التى تملك قرار عزله، فيجتهد لإبراز براعته دون النظر إلى اكتساب شعبية. "أنا لا أستطيع التعقيب على كلام لم أسمعه، لأن الأمر ليس بالسهولة التى تجعلنا نختار طرق تعيين رؤساء الجامعات"، قالها الدكتور ماهر جابر رئيس جامعة المنيا تعقيبا على تصريحات الدكتور فاروق إسماعيل. أما الدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادى فرفض التعليق قائلا :" لم أقرأ تصريحات الدكتور فاروق إسماعيل بعد".