سلط روبرت فيسك، الكاتب الشهير بصحيفة الإندبندنت البريطانية، اليوم الأربعاء، الضوء على البرنامج النووى الإيرانى والعقوبات التى فرضها الاتحاد الأوروبى على صادرات النفط الإيرانية ورغبة إسرائيل فى أن يصب العالم تركيزه على البرنامج النووى الإيرانى متناسيًا أسلحتها النووية واحتلالها للأراضى الفلسطينية. وأوضح فيسك فى مقال نشره الموقع الإلكترونى للصحيفة أنه بالنظر إلى النظام الإيرانى الدينى والقمع الذى مارسه ضد المعارضين بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009، لا يمكن القول إن إيران تجسد ال "مدينة الفاضلة" التى يمكن الحياة فيها. وأورد الصحفى البريطانى أنه على خلفية ذلك تبدو إيران التهديد الثورى الإسلامى المظلم وأن شيعة إيران هم الحامى والراعى للإرهاب العالمى والشر المتحكم بلبنان وسوريا و"حماس" و"حزب الله"، كما يظهر الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد بمظهر الحاكم المجنون.. وبعد هذا ناهيك عن الحديث عن النووى وإيران التى تتحضر لإزالة إسرائيل بسبب معاداتها للسامية وتستعد لإغلاق مضيق هرمز إذا ما قرر الغرب أو إسرائيل تسديد ضربة لها. وتناول فيسك الرواية الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه على الرغم من وجود أدلة ثابتة من أن الاستخبارات الإسرائيلية تقريبًا لديها تأثير فعال كسوريا، تلك المعلومات التى ينشرها أصدقاؤها فى الغرب فإنه لا يوجد أكثر من تذلل الصحفيين الغربيين لإسرائيل فى نشر هذه المعلومات. وأشار فيسك إلى أن القصة الحالية هى نفس القصة القديمة التى يرويها قادة إسرائيل فالرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز حذر فى الوقت الراهن من أن إيران على وشك إنتاج سلاح نووى، غير أن أحدا من الصحفيين لم يذكر أن شيمون بيريز نفسه، عندما كان رئيسًا للوزراء كان قد قام بنفس الإعلان عام 1996 أى منذ 16 عامًا تقريبًا، كما أنهم لم يشيروا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى الحالى بنيامين نتنياهو قال عام 1992 إن إيران ستنجح بالحصول على أسلحة نووية بحلول عام 1999؛ أى أنها كانت ستمتلك سلاحًا نوويًا وفقًا لتصريحات نتنياهو السابقة قبل 13 عامًا من الآن تقريبًا.
