قال وزير التنمية الاقتصادية السابق الدكتور أحمد درويش إن التحدى الكبير الذى يواجه الدول العربية فى اتحادها وتكاملها، وخروج السوق العربية المشتركة للنور هو عدم قدرتها على فصل السياسة عن الاقتصاد، على عكس الدول الأوروبية التى تمكنت من الاتحاد لأنها نحت السياسة جانبا، على الرغم من تأكيد خبراء الاقتصاد أن فكرة السوق العربية أفضل بكثير من الاتحاد الأوروبى. وأضاف - خلال اجتماع اللجنة الاستشارية العليا لمجلس الحكماء بالأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية اليوم - أن الدول العربية تتعامل سياسيا فى كافة مجالات التعاون المشترك بينهم وبعضهم البعض، ففى حالة التوافق السياسى تنتقل العمالة بحرية وفى حالة الخلاف السياسى ترحل العمالة ويعانون فى الحصول على مستحقاتهم، وهو ما عطل الوحدة على السوق العربية المشتركة حتى الآن، على العكس من الدول الأوروبية، فألمانيا وبريطانيا وفرنسا التى اختلفت مواقفهم تماما بشأن الحرب على العراق، إلا أنهم حينما جلسوا على الطاولة الاقتصادية نحوا اختلافاتهم السياسية. وأكد وزير التنمية الإدارية أن المؤتمر الأخير لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية ناقش دراسة أكدت أن الدول العربية ستواجه خلال ال 15 عاما القادمة تحديا كبيرا، وهو حاجتها إلى توفير 75 مليون فرصة عمل، نظرا لزيادة عدد الأفراد أقل من 20 عاما، نظرا للكثافة السكانية العالية فى مصر وتشجيع الإنجاب فى فترة ماضية ببعض الدول العربية. وقال إن المؤتمر ناقش أيضا معاناة دول الاتحاد الأوروبى خلال نفس الفترة من العجز فى توفير أفراد لشغل 10 ملايين فرصة عمل، مشيرا إلى أن المقترح التقليدى لحل هذه المشكلة بنقل العمالة العربية إلى الاتحاد الأوروبى لن يجدى، نظرا للمشاكل النفسية والاجتماعية لدى الأوروبيين وتخوفهم من كل ما هو عربى، مؤكدا أن حل مشكلة التشغيل لن يكون إلا بإحداث تنمية اقتصادية حقيقية تكاملية بين الدول العربية بعيدا عن الحلول الكلاسيكية. من جانبه قال المهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق "إن مصر والدول العربية أغنياء بثرواتهم الطبيعية، ولكنها ابتليت بعدة معوقات سياسية، عرقلت طريق استغلالها الاستغلال الأمثل".. ودعا مجلس الوحدة الاقتصادية إلى بحث التعاون الاقتصادى المشترك ودعوة الخبراء الاقتصاديين العرب لمحاولة التوحد حول محاولة إحياء السوق العربية المشتركة.