فى 21 يناير 2011، اجتمعت الهيئة العليا لحزب الغد، وقررت المشاركة فى ثورة لم تكن ولدت بعد. أصدر الغد بيانه، فى وجه مبارك، رافعاً شعار «ارحل» الذى أصبح الشعار الأشهر للثورة. وبعد عام.. وفى 21 يناير 2012، اجتمعت الهيئة العليا لحزب غد الثورة، لتحدد موقفها وتقول كلمتها، إزاء ما وصلت إليه الأوضاع فى مصر.. وينص البيان على الآتى: عندما يضيع الدم بلا دم.. نقول للمجلس العسكرى ارحل!! عندما يصبح العدل شحيحاً للعامة، متوفراً للظلمة نقول للمجلس العسكرى ارحل!! عندما تُهدر الحقوق والحريات بالقضاء الاستثنائى، أكثر مما تهدر بالقضاء والقدر.. نقول للمجلس العسكرى ارحل!! عندما يُقتل القتيل، ويعيش القاتل، ويسير احتفالاً فى جنازته، نقول للمجلس العسكرى ارحل!! عندما نرى القاتل يتدلى من طائرته ويتمدد على سريره، وظله يمتد، ويمتد، بطول وبعرض البلاد، نقول للمجلس العسكرى ارحل!! عندما يقود إعلام الدولة، اغتيال صورة الثورة، وشيطنتها، والانتقام من قادتها، ودعم الثورة المضادة لها، نقول للمجلس العسكرى ارحل!! عندما نرى النساء يُسحلن، والشباب يُضربون ويُعذبون، والشيوخ يُقتلون، بيد من يدعون حماية الثورة، نقول للمجلس العسكرى ارحل!! عندما نرى الفقر يشتد، والظلم يزداد، ويتحصن الفساد، نقول للمجلس العسكرى ارحل!! عندما يكون التقدم للخلف، وتتحالف قوى الظلم، والظلام، وتتقدم الثورة المضادة للأمام، نقول للمجلس العسكرى ارحل! عندما تدار البلاد، بمنطق الإقصاء والإبعاد، والمسافات غير المتساوية بين المرشحين والأحزاب، نقول للمجلس العسكرى ارحل!! عندما نخلع فرعوناً.. فيحل محله 19 «هاماناً».. يحدثوننا عن خروج آمن.. نقول للمجلس العسكرى ارحل!! عندما يمر عشرة أشهر من ستة أشهر انتقالية، ويحدثوننا عن امتيازات ونصوص دستورية استثنائية نقول للمجلس العسكرى ارحل!! عندما يصبح لدينا مجلس شعب، ولا ينقل إليه العسكرى، ما أنيط بالبرلمانات القيام به –منذ 88 عاماً– فى إدارة المراحل الانتقالية إذا غاب الرئيس أو أُقيل أو استقال، فعلينا أن نقول للمجلس العسكرى انقل وارحل!! ارحل.. لأننا نريد دستورا لمصر وجيشاً لمصر.. ولا نريد مصر للجيش بالدستور!! ارحل.. لأننا نريد طرفاً محايداً يجرى الانتخابات الرئاسية.. ولا نريد من يفرض علينا رئيساً من طرفه!! ارحل لأنك اخترت أن تكون طرفاً فى اللعبة السياسية –تختار أطرافها– بدلا من أن تكون حكماً فى مرحلة انتقالية. ارحل لأننا نريد حرية.. وعدلا.. وكرامة إنسانية، ودولة مدنية، لا تعرف الفرقة، ولا تغذى الطائفية. لقد قلنا –منذ عام– ارحل لمبارك، ومعه مجلسه العسكرى.. ولن نخشى اليوم أن نقولها لمجلس مبارك العسكرى بعد أن رحل مبارك، مهما كان الثمن، فقد ألفنا التجريح والتشويه والتلفيق والسجون والإقصاء. وبهذا الصدد تعلن الهيئة العليا لحزب غد الثورة أنها انتهت فى اجتماعها الأخير للقرارات الآتية: أولاً: التزاماً من حزب غد الثورة، بالثورة، وأهدافها، واستحقاقاتها المشروعة، وبدماء الشهداء، وحقوق الأمة، يدعو الحزب كل أعضائه وأنصاره، بكل المحافظات وحملة دعم أيمن نور مرشحاً للرئاسة، للمشاركة فى فاعليات 25 يناير المقبل والالتزام الكامل بالتحالف والتنسيق مع القوى الثورية والجماعة الوطنية، ولأن الظلم مستمر فالثورة مستمرة. ثانياً: تدعو الهيئة العليا لحزب غد الثورة لعقد الجمعية العمومية للحزب للانعقاد يوم السبت 11 /2 /2012 للنظر فى جدوى الاستمرار فى العملية السياسية –ككل– ومنها الاستمرار فى الانتخابات الرئاسية فى ظل إصرار المجلس العسكرى على إقصاء الحزب وإبعاد مرشحه للرئاسة بطريقة مبارك وبأدواته.. وتحديد موقف الحزب من المشاركة فى تحالف للقوى والأحزاب المدنية والوسطية، وهو ما ندعو إليه ودراسة الاستمرار فى التحالف الديمقراطى، أو الانسحاب منه. ثالثاً: وفى هذا الصدد قررت الهيئة العليا قبول استقالة كل أعضاء الهيئة العليا ورئيس الحزب وزعيم الحزب وكل المواقع القيادية، وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة الحزب وفتح باب الترشح من اليوم لانتخابات داخلية جديدة لأعضاء الهيئة ورئيس وزعيم الحزب لحين تحديد موقف الحزب فى الجمعية العمومية القادمة يوم 11 /2 /2012. رابعاً : إزاء تجاهل المجلس العسكرى للطلب المقدم من معظم الأحزاب السياسية وعدد من مرشحى الانتخابات الرئاسية بإعمال نص المادة (56 من الإعلان الدستورى) وإلغاء العقوبات التبعية ضد الدكتور أيمن نور، بل والإصرار على تلفيق مزيد من الاتهامات المضحكة، فقد قررت الهيئة العليا الموافقة على طلب الدكتور أيمن نور مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية على تجميد حملته الرئاسية مؤقتاً وتعليقها على قرار الجمعية العمومية للحزب.
