العلاقة الوطيدة بين الفن الرابع والمجتمع وقضاياه وهمومه، من أهم القضايا الملحة المطروحة على الساحة الفنية، خاصة بعد ما آل إليه حال المسرح العربى، ورصده مسرحيون شاركوا فى مهرجان دمشق المسرحى الرابع عشر، مؤكدين أن حالة المسرح العربى ليست بخير لكنها لم تبلغ بعد طور الأزمة،وخاصة مع خلق المهرجان حراكا مهما وما شكله من فرصة للحوار وتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب المسرحية فى نحو 17 دولة، وقرر المشاركون فى ختام المهرجان تأسيس مركز عربى للبحوث والدراسات المسرحية مقره دمشق. ورأى الكاتب المغربى عبد الكريم برشيد، أنه لا توجد أزمة مسرح عربى إلا فى بعض الأذهان، وأن هناك جمهورا ومسرحا ومسرحيات، لكنه استدرك بأنه لا يمكن القول فى المقابل إن المسرح بخير. واعتبر برشيد أن المسرح العربى مرآة للمجتمع يعكس حالات صعوده وهبوطه. وقال إن هناك قضايا سياسية كبيرة نعيشها فى فلسطين والعراق ومشاكل اجتماعية وفكرية، مضيفا أن المهرجان شكل مرآة عكست هذه التجارب. اعتبر جواد الأسدى المسرحى العراقى أن المسرح يعكس حالة المجتمع، وأنه يرتقى بارتقاء المجتمع المدنى. وأضاف أن المسرحيين يغرفون أفكارهم وأعمالهم من مجتمعاتهم. يذكر أن مهرجان دمشق كرم المسرح التونسى، فى تقليد جديد سيتم خلاله تكريم مسرح عربى فى كل الدورات المقبلة. وعدد من المسرحيين، من بينهم محمود جبر ورياض عصمت من سوريا وسامى عبد الحميد من العراق وزهيرة بن عمار من تونس وجيرار أستور من فرنسا ونهاد صليحة وصالح سعد من مصر وأنطون كرباج من لبنان. اتفق المشاركون على أهمية الحوارات وتبادل الخبرات التى أتاحها المهرجان بصفة عامة. وقال المخرج مانويل جيجى "يجب ألا نقيم المهرجان بمستوى العروض التى قدمت، بل من خلال الحالة التفاعلية التى خلقها بين المسرحيين من المشرق والمغرب العربى".