سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. والدة أول شهيد بالثورة: سأشارك بمظاهرات 25 فى المكان الذى قتل فيه ابنى بميدان الأربعين.. ومصطفى قبّل يدى وكانت فى عينيه فرحة قبل نزوله الميدان.. والبلد لم تتغير لأن دماء الشهداء "راحت هدر"
"لا أريد مساعدات من أحد، مستورة الحمد لله، كل ما أطلبه أن يحاكم مبارك وكل من شارك فى قتل ولدى". بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد مصطفى رجب محمود أول شهيد قتل فى ثورة 25 يناير فى ميدان الأربعين بالسويس، حديثها ل "اليوم السابع". بعيون دامعة، وصورة تحملها فى يدها، قالت والدة الشهيد مصطفى: "لا مساعدات المحافظة، ولا كنوز الدنيا كلها تعوض أم أو أب فقد ابنه برصاص رجال مبارك والعادلى، أنا مستعدة أن أعطى ما أملك للمسئولين فى هذا البلد بشرط أن يتنازل أحدهم عن ولده". وبرغم الحزن الذى مازال يسكن قلبها، وملابس الحداد التى ترتديها، فإنها تعتبر "مصطفى" رجلا ضحى بنفسه، من أجل أن يسقط نظاما ظالما، كان يجد متعته فى تعذيب الناس، وأضافت: "فى اليوم الذى سيتم فيه القصاص لمصطفى وشهداء ثورة يناير، سأعلم أن مصر نالت حريتها، ولم يضع دم شهداء مصر هدرا". فى 25 يناير الجارى، سيكون مر عام كامل على مقتل مصطفى رجب محمود، بثلاث رصاصات من قوات الأمن المركزى فى ميدان الأربعين، فى هذا المساء تجاوزت الثورة السويس، لتجتاح مصر كلها، كانت دماء مصطفى بمثابة الوقود الذى ألهب حماس شباب السويس ضد قوات الأمن المركزى. لا يختلف مصطفى محمود رجب، عن أى شاب مكافح فى مصر، لم يتجاوز 22 عاما، كان يعمل فى إحدى شركات الأسمدة باليومية بخليج السويس، خاصة أنه العائل الوحيد لأسرة مكونة من والدته، و4 شقيقات كن يعتبرنه الشقيق والوالد فى نفس الوقت. تابعت والدته: "يوم استشهاده 25 يناير، كنا فى انتظار عودته من العمل، وعندما حضر فى عصر ذلك اليوم جلس وقتا قصيرا فى المنزل، وبعدها قرر أن يذهب إلى ميدان الأربعين للمشاركة فى المظاهرات، وبعد أن ارتدى ملابسه، قبّل يدى وكانت فى عينيه فرحة لم أشاهدها من قبل. وفى حوالى الساعة السابعة والنصف، فؤجئت بأمين شرطة من قسم الجناين، يطرق علينا الباب، وعندما فتحت له أبلغنى أن ابنى قتل، وأنه فى مستشفى السويس العام، لا أدرى كم من الوقت مر، ولكن أتذكر عندما ذهبنا إلى مستشفى السويس العام لم أجده، وعندما سألنا عليه، قالوا لنا إنه تم إرسال الجثة إلى المشرحة، وهناك وجدنا ضابطا يريد أن يكتب فى التقرير الطبى، إن مصطفى مات مختنقا، وهو ما رفضناه، وعندما حضر طبيب الطب الشرعى وجدنا ثلاث رصاصات بجسده الأولى فى صدره والثانية فى قدمه ورصاصة فى كتفه، وتم كتابة تقرير بهذا الوصف، وبعد الانتهاء من كتابة التقرير، قامت قوات الأمن بمحاصرة المشرحة، وألقت علينا عشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق الأهالى الذين تجمعوا تضامنا معنا". سألنا والدة الشهيد: "هل تشاهدين محاكمة مبارك وحبيب العادلى فى التلفزيون؟"، ردت: "أشاهدها، ولكن أتحسر على الملايين التى تصرف لنقل مبارك فى كل جلسة فكان أولى أن تصرف هذه الأموال للشباب لإيجاد فرص عمل لهم وكل جلسة تمر بدون قرار حاسم تزيد غضبنا وتشعل النيران فى قلوبنا". وأضافت: "مبارك لم ولن يحاكم، والحال كما هو ، دماء الشهداء أهدرت فكيف تكون نجحت الثورة؟وسيأتى يوم 25 يناير وأنا فى حسرة لان من قتل لم يعاقب حتى الآن رغم مرور عام كامل وكأن الثورة لم تقم ونحن نريد ثورة جديدة حتى نأخذ حق الشهداء فى السويس والإسكندرية والتحرير ومحمد محمود وماسبيرو.. والدولة كل ما يموت شهيد جديد تقول تعالوا اصرفوا التعويضات أو شقق أو ما شابه، فماذا نفعل بعد ضياع أبنائنا؟ نحن لايغنينا عنهم كنوز الدنيا". توقفت والدة الشهيد للحظات بعد أن غمرت الدموع عينيها، ثم أكملت: "أريد أن أعرف.. سمعت فى نشرة الأخبار أن أمين شرطة متهم بالإعدام هو من قتل المتظاهرين فهل يعقل ذلك؟ من أعطى الأوامر له؟ ولماذا لا يأخذون أحكام قضائية ولا يحاكمون من الأساس؟ إلى متى ستظل مصر ضعيفة لا تستطيع أن تحمى أبناءها فى الداخل أو الخارج؟". سألنا والدة الشهيد، ماذا ستفعل يوم 25 يناير المقبل، فقالت: سأنزل إلى ميدان الأربعين المكان الذى استشهد فيه مصطفى، لأرى وجهه بين شباب السويس.