كشف وزير الخارجية محمد عمرو عن مساع تبذل فى كل من مصر والسودان وليبيا لإحياء مشروع التكامل بينها.. وهو المشروع المعروف بالمثلث الذهبى، مؤكدا أن عودة المشروع إلى الواجهة من جديد واردة، خاصة وأنهى حقق مصالح شعوب الدول الثلاث. وأشار وزير الخارجية -الذى أنهى أمس زيارة للخرطوم استغرقتى ومين- إلى أزلية العلاقة بين السودان ومصر والتى قال إنها ستظل جذورها ضاربة فى التاريخ، وأن السودان وشعبه ظل دوما فى قلب مصر والمصريين، منوها إلى زيارته الأخيرة للخرطوم والتى جاءت من أجل تكثيف التعاون المشرك بين البلدين فى مجالات الزراعة والصناعة والتجارة بجانب إكمال الطرق البرية الرابطة بين البلدين . وذكر عمرو فى تصريح لصحيفة "الرائد" الصادرة فى الخرطوم اليوم الاثنين، أن السودان ومصرى تحدثان الآن بصوت واحد بالنسبة لملف مياه النيل، موضحا أن هذا ما عبر عنه فى كل زياراته ولقاءاته فى الدول الخمس التى زارها خلال جولته فى دول حوض النيل، وأن المواقف السودانية والمصرية تعتبر الآن موقفا واحدا. وأضاف أنه بالنسبة للعلاقات الثنائية فهناك الكثير من أوجه التعاون التى تحدث بالفعل وسنرى نتائجها قريبا، ومنها موضوع الطرق البرية شرق وغرب النيل، حيث يتوقع أن تكتمل هذه الطرق خلال الأشهر القليلة المقبلة، وكذلك الأمر بالنسبة للمعابر. وأشار إلى اجتماعات لتنسيق مواصفات هذه المعابر بحيث تكون موحدة على الجانبين، وأوضح أن مسألة انتقال الشاحنات سيتم البحث فيها بطريقة لا تجعل هناك إعاقة لحركتها من أى طرف إلى الطرف الآخر. وأكد عمرو أن التعاون مستمر فى مجال الزراعة، فهناك مساحة كبيرة مخصصة لمشروع مشترك بين السودان ومصر، مضيفا أن العمل بدأ بالفعل فى مزرعة تجريبية، وهناك لقاءات قريبة لوضع اللمسات النهائية على المشروع الكبير الذى سيتعدى مليون فدان فى مزرعة مشتركة. وعن زيارته لعاصمة دولة الجنوب (جوبا) والتى سبقت زيارته للخرطوم، قال وزير الخارجية إنها تناولت مشاريع التعاون المشترك فى الصحة والزراعة ومياه النيل. وأشار إلى ما ذكره رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت خلال لقائهما إنه مستعد ليتقاسم حصة جنوب السودان من مياه النيل مع مصر، وأن أية حصة لجنوب السودان فى مياه النيل ستكون من الحصة التى كانت مخصصة للسودان فى السابق، ولن تمس حصة مصر من المياه. وكان عمرو اختتم أمس زيارة للخرطوم المحطة السادسة والأخيرة، فى إطار جولته بدول حوض النيل التى شملت أيضا زيارة كينيا وتنزانيا ورواندا والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان .
